السبت 22 فبراير 2025 | 01:45 مساءً
أكدت دار الإفتاء المصرية أن باب التوبة مفتوح دائما أمام العباد، ما دام الإنسان على قيد الحياة، باستثناء حالتين لا تقبل فيهما التوبة: الأولى عند لحظة الاحتضار، حينما تبلغ الروح الحلقوم، والثانية عند طلوع الشمس من مغربها، وهي إحدى العلامات الكبرى ليوم القيامة.
واستدلت دار الإفتاء، عبر موقعها الرسمي، بقول الله تعالى: “يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا”.
أهمية المسارعة إلى التوبة
ومن جانبه، شدد مجمع البحوث الإسلامية على أهمية المسارعة إلى التوبة، لأن الإنسان لا يعلم متى يأتيه الأجل، مستشهدا بحديث النبي ﷺ: “إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها”.
شروط التوبة النصوح
بينما أوضح الشيخ أحمد وسام، مدير إدارة البوابة الإلكترونية بدار الإفتاء، أن التوبة النصوح تتطلب:
– الندم الصادق على الذنب.
– الإقلاع الفوري عنه.
– العزم على عدم العودة إليه مجددا.
– الإكثار من الاستغفار والعمل الصالح لتعويض ما فات.
– رد الحقوق إلى أصحابها إن تعلقت التوبة بمظالم.
وأكد وسام، أن الله واسع المغفرة، يقبل التوبة عن عباده، كما قال تعالى: “وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون”.
علامات قبول التوبة
من جانبه، أشار الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إلى أن من أبرز علامات قبول التوبة أن يوفق الله التائب إلى الطاعات، ويصبح في حال أفضل مما كان عليه قبل توبته.
في السياق ذاته، أكد الدكتور محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر، أن علامات قبول التوبة تختلف باختلاف درجات التائبين، مشيرا إلى أن من أبرزها:
– الإقبال على الطاعات بصدق.
– الابتعاد عن المعاصي بوعي وإرادة.
– الخشية من عدم قبول العمل الصالح رغم الاجتهاد فيه.
واستشهد مهنا بما ورد عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- عندما سألت النبي ﷺ عن قوله تعالى: “والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة”، فقالت: “يا رسول الله، أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟”، فأجابها النبي ﷺ: “لا يا بنت الصديق! ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون، وهم يخافون ألا يقبل منهم، أولئك الذين يسارعون في الخيرات”.
وهكذا، فإن التوبة باب مفتوح لمن صدق في ندمه ورغب في العودة إلى الله، وعلاماتها تظهر في حياة التائب وسلوكه، فيكون أكثر قربا من الله وأحرص على طاعته.