هل يشهد سوق الذهب العالمي «فقاعة» سعرية؟ – مصر سبورت


الثلاثاء 11 فبراير 2025 | 03:31 مساءً

شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعات قياسية خلال الفترة الأخيرة، مدفوعة بتزايد الإقبال على المعدن النفيس كملاذ آمن وسط التوترات الاقتصادية والسياسية، ومع استمرار هذا الصعود القوي، تثار التساؤلات حول ما إذا كان السوق يواجه “فقاعة” سعرية قد تؤدي إلى تراجع حاد في الأسعار مستقبلاً.

وتعتمد فكرة الفقاعة الاقتصادية على تضخم الأسعار إلى مستويات غير مبررة مقارنة بالقيمة الحقيقية، مما قد يؤدي لاحقًا إلى تصحيح قوي أو انهيار مفاجئ.

فقاعة أسواق الذهب

سجلت أسعار الذهب مستوى قياسيًا مرتفعًا، اليوم الثلاثاء، مدفوعًا بالطلب على الملاذ الآمن، حيث زادت الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على واردات الصلب والألمنيوم من المخاوف بشأن حرب تجارية عالمية محتملة.

وبلغ الذهب الفوري ذروته عند 2942.70 دولارًا للأوقية في ساعات التداول الآسيوية قبل أن يتراجع بنسبة 0.1٪ عند 2904.59 دولارًا اعتبارًا من الساعة 1118 بتوقيت جرينتش، وتراجعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.1٪ إلى 2932.20 دولارًا، متداولة بعلاوة على السعر الفوري، والذي يبلغ حاليًا حوالي 28 دولارًا.

أسعار الذهب العالمية

بدوره، نفى إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة في اتحاد الصناعات المصرية، وجود ما يسمى بـ «فقاعة أسواق الذهب» عالميًا أو محليًا، مؤكدًا أن الارتفاع الحالي في أسعار الذهب العالمية حقيقية وليست مجرد “فقاعة”، وتأتي  نتيجة السياسات الاقتصادية المتقلبة التي يتبعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأشار رئيس شعبة الذهب في حديثه مع « العقارية»، إلى أن سوق الذهب في مصر شهد ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار خلال الأسبوع الأول من شهر فبراير الجاري، حيث ارتفع سعر الجرام بنسبة 4%، محققًا مكاسب تقدر بحوالي 100 جنيه، موضحًا أن تداول الذهب في مصر شهد نطاقًا سعريًا ضيقًا نسبيًا خلال الفترة الأخيرة، وقد سجل سعر جرام الذهب أعلى مستوى له عند 4030 جنيهًا.

ويعكس هذا التداول في نطاق سعري ضيق حالة من التفاؤل الحذر بين المتداولين والمستثمرين في سوق الذهب حول إمكانية استمرار الارتفاع في الأسعار، ولكنهم في الوقت نفسه حذرون بسبب التطورات الاقتصادية المحلية والعالمية.

أسعار الذهب

أسباب ارتفاع الذهب

أرجع الارتفاع الملحوظ في أسعار الذهب خلال الأسبوع الأول من شهر فبراير إلى عدة عوامل متداخلة، منها أن الذهب يُعد الملاذ الآمن في أوقات عدم الاستقرار، إذ يظل الذهب ملاذًا آمنًا يلجأ إليه المستثمرون في أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي، وعندما تسود حالة من الضبابية في الأسواق العالمية أو المحلية، حيث يسعى المستثمرون إلى الاحتفاظ بأصول آمنة مثل الذهب للحفاظ على قيمة أموالهم.

وأشار إلى أن التضخم يعتبر أيضًا أحد العوامل الرئيسية التي تدفع أسعار الذهب إلى الارتفاع، إذ يصبح الذهب وسيلة للتحوط ضد هذه الخسارة عندما تفقد العملات قيمتها بسبب التضخم، حيث يحتفظ بقيمته بل قد يزيد مع مرور الوقت، بالإضافة إلى أسعار الذهب تتأثر بتقلبات أسعار العملات العالمية، وخاصة الدولار الأمريكي، موضحًا أن أي ارتفاع في سعر الدولار يؤدي بشكل عام إلى ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق المحلية، حيث يتم تسعير الذهب بالدولار.

ولفت إلى أن الصراع التجاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين أدى إلى زيادة حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية، مما يدفع المستثمرين إلى اللجوء إلى الذهب كملاذ آمن، وبالتالي يرتفع سعره. 

ويرى إيهاب واصف، أن الذهب سيظل ملاذًا جذابًا للمستثمرين في المستقبل القريب، خاصة مع استمرار حالة الضبابية التي تخيم على الأسواق المالية العالمية، وقد يؤدي ذلك إلى ارتفاعات إضافية في الأسعار، رغم أن التقلبات السريعة قد تفرض تحديات على المتداولين في إدارة المخاطر.

الذهبالذهب

فقاعة الذهب

اتفق هاني ميلاد، رئيس الشعبة العامة للذهب والمجوهرات، في رأيه مع رأي إيهاب واصف، مؤكدًا أنه لا يوجد ما يسمى بـ “فقاعة أسواق الذهب”، موضحًا أن الذهب يُعتبر بورصة عالمية، وأسعاره تخضع لقوى العرض والطلب، وتتداول بحرية من حيث البيع والشراء، مشيرًا إلى أن هذا الوضع يختلف عن بعض السلع الأخرى التي قد تشهد مغالاة في الأسعار.

وأوضح رئيس الشعبة العامة للذهب والمجوهرات في حديثه مع «العقارية»، أن الذهب يعتبر ملاذًا آمنًا يلجأ إليه المستثمرون في أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي، كما يعتبر مخزنًا للقيمة، حيث يحتفظ بقيمته أو يزيد مع مرور الوقت، مما يجعله وسيلة جيدة للحفاظ على الثروة.

وأشار إلى أن الذهب يحظى بإقبال كبير من قبل الدول والأفراد على حد سواء، فالأفراد يشترون الذهب للاستثمار أو للزينة، بينما تحتفظ الدول بكميات كبيرة من الذهب كجزء من احتياطياتها النقدية، موضحًا أن أسعار الذهب تتأثر بالتطورات الجيوسياسية في العالم، ففي أوقات التوترات والصراعات، يزداد الطلب على الذهب كملاذ آمن، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعاره.

ارتفاع أسعار الذهب

أكد “ميلاد”، أن الارتفاع الحالي في أسعار الذهب لا يعني وجود فقاعة، مرجعًا ارتفاع الأسعار زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن، والتطورات الجيوسياسية في العالم خصوصًا الحرب التجارية المرتقبة بين أمريكا والصين، مشيرًا إلى تأثير تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أسعار الذهب في الأسواق العالمية والتي تؤثر بدورها على السوق المصري.

وأوضح أن تصريحات ترامب خاصة فيما يتعلق بالسياسات الاقتصادية والتجارية، يمكن أن تؤدي إلى تقلبات كبيرة في الأسواق المالية العالمية، بما في ذلك سوق الذهب، مشيرًا إلى أنها تؤثر على معنويات المستثمرين العالميين، وتدفعهم إلى تغيير استراتيجياتهم الاستثمارية.

ولفت رئيس شعبة الذهب إلى أن الأوضاع الاقتصادية والسياسية العالمية الحالية تُشير إلى أن أسعار الذهب لن تنخفض على المدى القصير، موضحًا أن الذهب يعتبر ملاذًا آمنًا للمستثمرين في أوقات الأزمات، حيث يلجأون إليه للحفاظ على قيمة أموالهم.

وأشار إلى أن العالم يمر بظروف اقتصادية وسياسية مضطربة، مما يزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق المالية، وأنه في مثل هذه الأوقات يلجأ المستثمرون إلى الأصول الآمنة، مثل الذهب، لحماية رؤوس أموالهم، لافتًا إلى أن الأزمات الاقتصادية والسياسية، مثل الحروب والصراعات التجارية، تؤدي إلى زيادة الطلب على الذهب، وبالتالي ارتفاع أسعاره.

رسوم ترامب الجمركية

رفع ترامب، بشكل كبير، الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم إلى 25٪ ثابتة دون استثناءات أو إعفاءات في خطوة يأمل أن تساعد الصناعات المتعثرة في الولايات المتحدة ولكنها تخاطر أيضًا بإشعال حرب تجارية متعددة الجبهات.

ويراقب التجار شهادة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، وبيانات التضخم الأمريكية غدًا الأربعاء للحصول على أدلة جديدة على توقعات أسعار الفائدة في أكبر اقتصاد في العالم.

وأظهر استطلاع أجرته “رويترز” أنه من المتوقع أن ينتظر بنك الاحتياطي الفيدرالي حتى الربع المقبل قبل خفض أسعار الفائدة مرة أخرى، يمكن أن تغذي الرسوم الجمركية التضخم الأمريكي وتؤجل تخفيضات أسعار الفائدة.