من أعماق البحر الأبيض المتوسط: اكتشاف مذهل لنيوترينو عالي الطاقة يفتح نافذة جديدة لدراسة الظواهر الكونية العميقة

في اكتشاف علمي غير مسبوق نجح فريق من العلماء في رصد نوع جديد من النيوترينوات ذات النشاط غير العادي، باستخدام تلسكوب مبتكر في البحر الأبيض المتوسط، حيث أن هذا الاكتشاف يفتح باب جديد لفهم الظواهر الكونية التي تدفع الجسيمات إلى سرعات ضخمة، حيث أنها كانت موضوع غامض للغاية لكثير من العلماءـ، حيث أن اكتشاف النيوترينو عالي الطاقة استغرق أكثر من عامين من التحليل والبحث الدقيق لتأكيد صحته، وفي البداية كانت الطاقة الهائلة للنيوترينو تشكل تحدي كبير، حيث كان من الصعب تصديق أن الجسيمات بهذا القدر من الطاقة قد تم رصدها، ومع ذلك بعد فحص البيانات أكد العلماء صحتها موضحين دهشتهم من هذا الاكتشاف الذي يعتبر سابقة علمية غير متوقعة، وفيما يلي سوف نوضح لكم ماهو النيوترينو عالي الطاقة.

النيوترينو عالي الطاقة

النيوترينوات هي جسيمات دون ذرية لا تملك كتلة بشكل تقريبي، وتتميز بخصائص تجعلها صعبة الاكتشاف، فهي محايدة كهربائيًا، وذلك يعني أنها لا تتفاعل مع المادة بسهولة، ما يسمح لها بالمرور عبر الكون بما في ذلك الكواكب، النجوم، وحتى البشر، دون ترك أي أثر يذكر، ولذلك تعتبر النيوترينوات مفيدة جدًا في دراسة الأحداث الكونية، حيث يمكنها أن تنقل معلومات مباشرة من مصادرها دون ان تتأثر بأي عائق.

اكتشاف النيوترينو عالي الطاقة

ما جعل هذا الاكتشاف مثيرًا للدهشة هو أن النيوترينو الذي تم رصده كان يحمل طاقة غير مسبوقة وتصل إلى 220 مليون مليار إلكترون فولت وهو ما يعادل عشرات الآلاف من المرات الطاقة التي يمكن أن ينتجها أقوى مسرع للجسيمات في العالم مثل مصادم الهدونات الكبير في سيرن، وهذا الجسيم النادر يعكس نوع من النشاط الكوني الذي لم يسبق رصده من قبل.

طريقة اكتشاف النيوترينو بواسطة KM3NeT

تم التقاط النيوترينو بفضل تلسكوب KM3NeT الذي لا يزال قيد الإنشاء ويعمل تحت سطح البحر الأبيض المتوسط قبالة سواحل فرنسا وصقلية ويتكون التلسكوب من كاشفين مغمورين في أعماق البحر حيث يحتوي كل كاشف على سلاسل من الكرات المتباعدة عن بعضها البعض والتي تلتقط الضوء الناتج عن الجسيمات التي تمر عبرها، وبالرغم أن التلسكوب لم يكتمل بالكامل إلا أنه تمكن من رصد هذا النيوترينو النادر الذي نجم عن تصادم النيوترينو مع الصخور أو مياه البحر مما أدى إلى تكوين ميون وهو جسيم ثانوي يترك وراءه أثرًا من الضوء الأزرق الساطع والذي سمح للعلماء بتحديد مسار النيوترينو وتقدير طاقته.