تمر العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا بمرحلة غير مسبوقة من التوتر وإعادة التشكيل، خاصة بعد وقوع أزمتين جيوسياسيتين كبيرتين أثرتا على التحالف التقليدي بين الجانبين وفقا لشبكة CNN، فإن هذه العلاقة لن تعود كما كانت في السابق، حيث أصبح التباين في المصالح والاستراتيجيات أكثر وضوحا وفي ظل هذه التحولات، لعب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب دورا محوريا في تفكيك بعض أسس هذا التحالف، من خلال سياساته التي دفعت أوروبا إلى البحث عن استقلالية استراتيجية بعيدا عن الاعتماد الكلي على واشنطن واليوم، ومع استمرار التغيرات الدولية، يواجه التحالف الغربي اختبارا حقيقيا قد يعيد رسم ملامحه بالكامل.
الأزمة الأوكرانية وتصدع التحالف الغربي
تمثل الحرب في أوكرانيا أحد أكبر التحديات للعلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا لذا بينما تقود واشنطن جهود الدعم العسكري لكييف، تشهد العواصم الأوروبية انقسامات حول كيفية التعامل مع الأزمة، خاصة في ظل التداعيات الاقتصادية وأزمة الطاقة التي تعصف بالقارة وبعض الدول، مثل ألمانيا وفرنسا، تحاول إيجاد توازن بين الضغط على روسيا وعدم التورط في صراع طويل الأمد.
الصين وسياسة ترامب تجاه بكين
كان لنهج ترامب تجاه الصين تأثير طويل الأمد على العلاقات الأمريكية الأوروبية حيث فقد تبنى الرئيس الأمريكي السابق سياسات أكثر صرامة تجاه بكين، ما أجبر أوروبا على اتخاذ موقف أكثر وضوحا بشأن علاقتها الاقتصادية مع الصين وفي حين تواصل واشنطن نهجها المتشدد، تسعى الدول الأوروبية إلى تحقيق توازن بين المصالح الاقتصادية والعلاقات السياسية، مما يزيد من فجوة المواقف بين الطرفين.