غزة بين الخوف والرجاء.. المسار الطويل لوقف إطلاق النار

0 تعليق ارسل طباعة
3

بعد 471 يومًا من القصف المتواصل والمعاناة الإنسانية في غزة، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيّز التنفيذ اليوم الأحد 19 يناير 2025.

ويمنح الاتفاق الذي طال انتظاره أكثر من مليوني فلسطيني بالقطاع، فرصة لالتقاط الأنفاس وسط دمار واسع وآلام غائرة، وقد جرى إقرار الاتفاق من الجانب الإسرائيلي في ظل انقسامات سياسية داخلية عميقة، وبعد أشهر من المفاوضات المضنية.

تأخر سريان الهدنة

الاتفاق ينص على إطلاق سراح بعض الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وسيتم إطلاق 30 أسيرًا فلسطينيًّا في مقابل كل رهينة إسرائيلي، وفق وكاء أنباء رويترز.

15 شهر حرب غزة

من جانبها، أعلنت كتائب القسام، عن أسماء ثلاث إسرائيليات سيتم الإفراج عنهن، ووفقا لما أعلنه المتحدث باسم الجناح العسكري لحماس “أبو عبيدة” سيجري الإفراج عن المحتجزات رومي جونين (24 عاما) وإميلي دماري (28 عاما) ودورون شطنبر خير (31 عاما).

وسوّغت إسرائيل تأخر التزامها بالاتفاق ومواصلتها القصف على القطاع لنحو ساعتين بعد موعد سريان الهدنة بسبب تأخر تسليم أسماء الأسرى.

تفاصيل الهدنة

من جانبها، أوضحت حماس أن سبب هذا التأخر “أسباب فنية” حيث تواصلت الضربات الإسرائيلية بشكل مكثف خلال الأيام الماضية في حين كانت الحركة الفلسطينية قد اشترطت يومين من التهدأة لإعداد الأسرى.

أسرى فلسطين في سجون الاحتلال

ويتضمن الاتفاق انسحابًا تدريجيًا للجيش الإسرائيلي إلى حدود القطاع، مع فتح المجال أمام تدفق المساعدات الإنسانية، ويُنظر إلى هذه المرحلة الأولى، التي تمتد لستة أسابيع، كخطوة أولى نحو هدنة دائمة تضمن إطلاق سراح جميع الأسرى من الطرفين ووقفًا شاملًا لإطلاق النار، رغم تهديدات بعض قادة إسرائيل بعزمهم مواصلة الحرب.

هدنة “التقاط الأنفاس”

الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023 بعد هجوم شنته حماس على جنوب إسرائيل وأدى إلى مقتل 1200 مستوطن، تبعها رد إسرائيلي وحشي شمل قصفًا مكثفًا على غزة وهجومًا بريًا واسع النطاق.

وفي غضون الأسابيع الأولى، بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين أكثر من 14 ألفًا، معظمهم من النساء والأطفال، بينما أُجبر نحو 1.7 مليون فلسطيني على النزوح القسري إلى جنوب القطاع.

ورغم الجهود الدولية، استمر التصعيد العسكري، حيث استأنفت إسرائيل عملياتها في ديسمبر 2023 بعد هدنة قصيرة أُبرمت في نوفمبر.

جهود عالمية

فيما كانت غزة تواجه هذه المأساة، شهد العالم تحركات غير مسبوقة، إذ تصاعدت الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف هجماتها وقطعت العديد من الدول العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع إسرائيل.

وفي الولايات المتحدة، الداعم الأبرز للاحتلال، اندلعت احتجاجات طلابية في الجامعات لتكون الشرارة ليتمدد الحراك الطُلّابي للعديد من دول العالم، واعترفت دول أوروبية، مثل إيرلندا وإسبانيا والنرويج، رسميًا بدولة فلسطين.

من جانبها، رفعت جنوب إفريقيا قضية إبادة جماعية ضد إسرائيل إبادة أمام محكمة العدل الدولية، بدعم من دول أخرى مثل تركيا وبلجيكا.

محاولة أخرى

مع استمرار الحرب، استمرت محاولات التوصل إلى اتفاق، في مايو 2024، برزت آمال في التوصل إلى هدنة بعدما أعلنت حماس قبولها مقترحًا توسطت فيه مصر وقطر.

الاتفاق كان يتضمن الإفراج عن 33 أسيرًا إسرائيليًا مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة على مراحل، لكن إسرائيل رفضت الشروط واستمرت في هجماتها، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع في القطاع، لكن المفارقة أن ذات الاتفاق تقريبًا هو ما جرى التوصل إليه بعد أشهر.

مذكرات اعتقال ضد قادة الاحتلال

بحلول نهاية العام، أصدرت محكمة العدل الدولية مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، متهمة إياهما بارتكاب جرائم حرب في غزة.

ورغم رفض الولايات المتحدة للقرار، أبدت العديد من الدول استعدادها لاحترام أحكام المحكمة، ما زاد الضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب.

نقطة تحول

الاتفاق الأخير، وُصف بأنه نقطة تحول في مسار الحرب، وبينما تأخر بدء وقف إطلاق النار لساعات بسبب “أسباب فنية” كما وصفتها حماس، دخل الاتفاق حيز التنفيذ في النهاية، مع انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق السكنية في غزة وفتح الممرات الإنسانية وبدء تدفق السكان لمناطقهم المُدمرة.

وفي أول أيام الهدنة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الأحد، ارتفاع عدد شهداء العدوان على القطاع إلى 46 ألفاً و913 فلسطينياً على الأقل، وإصابة نحو 110 آلاف و750 آخرين، منذ أكتوبر 2023.

وختامًا، يرى مراقبون أن غزة باتت تقف على أعتاب مرحلة جديدة، حيث يسود الأمل المشوب بالحذر، فبعد 15 شهرًا من الدمار والموت، بات الملايين ينتظرون رؤية ما إذا كانت هذه الهدنة ستنجح في إنهاء سنوات من العنف والمعاناة، أم أنها ستكون مجرد استراحة قصيرة قبل فصل جديد من الصراع.

اقرأ أيضا

إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق