محمود عماد
نشر في: الإثنين 20 يناير 2025 - 1:23 م | آخر تحديث: الإثنين 20 يناير 2025 - 1:23 م
نظّم بيت الشعر العربي بمركز إبداع الست وسيلة، التابع لصندوق التنمية الثقافية، مساء الأحد، صالون "أحمد عبدالمعطي حجازي" الشهري، تحت عنوان "بيرم التونسي.. فنان الشعب"، احتفاءً بإرث هذا الشاعر الذي شكّل علامة فارقة في الأدب الشعبي المصري والعربي.
شهدت الأمسية حضور ثقافي وفني بارز لنخبة من المثقفين والفنانين، من بينهم المستشار محمود بيرم التونسي، حفيد الشاعر الكبير، والشاعر محمد بهجت، والدكتور خالد أبو الليل، أستاذ الأدب الشعبي، بالإضافة إلى الفنان نصير شمة، مؤسس ومدير بيت العود العربي، وقدّمت الأمسية فقرة فنية متميزة جمعت بين الفنان أشرف علي، والفنانة ريم حمدي، حيث أضافا للأمسية أجواءً طربية مزجت جمال الكلمة بعذوبة اللحن، أدار الصالون الإعلامية رشا عبدالرحمن، التي أضفت طابعًا حيويًا على الحوار والنقاش.
افتتح الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي الأمسية باستعادة ذكرياته مع بيرم التونسي، مشيرًا إلى التأثير العميق الذي تركه الأخير على مسيرته الشعرية منذ خمسينيات القرن الماضي، وأكد حجازي أن بيرم لم يكن مجرد شاعر، بل صانعًا للغة خاصة نابعة من أصوات الناس بمختلف طبقاتهم، من العمال والفلاحين إلى الأعيان والباشوات، ودعا إلى إعداد معجم خاص بالعامية المصرية التي وظّفها بيرم في أعماله، لما تحمله من ثراء لغوي وثقافي فريد.
تميّزت الأمسية بإلقاء الشاعر محمد بهجت مجموعة مختارة من قصائد بيرم التونسي، التي عكست عمق ارتباطه بقضايا الشعب وهمومه، حيث ألقى بهجت الضوء على الجوانب الإنسانية والوطنية التي تميزت بها أعمال بيرم.
من جانبه، تحدث المستشار محمود بيرم التونسي عن الجانب الوطني والسياسي في حياة جده، موضحًا أن بيرم عاش مسيرة قريبة من أبطال السير الشعبية، استعرض المستشار ملامح النفي والاغتراب التي عايشها بيرم بسبب مواقفه المناهضة للاستعمار، إلى جانب إبداعاته الأدبية والفنية التي رافقت مراحل حياته المختلفة، والتي عكست قضايا التحرر الوطني والعدالة الاجتماعية.
تناول الدكتور خالد أبو الليل تأثير شعر العامية، مؤكدًا أن بيرم التونسي قدّم إبداعًا مختلفًا من خلال الزجل الذي خاطب هموم الشعب، حيث تميز شعره بقدرته على التعبير عن القضايا اليومية والمشكلات الحياتية للمواطن العربي والمصري بشكل خاص، وأشار إلى الظلم الذي وقع على شعر بيرم بسبب استخدامه العامية، التي كانت تعتبر أقل شأنًا من الفصحى، على الرغم من عمقها وتأثيرها.
اختتم الشاعر سامح محجوب، مدير بيت الشعر العربي، الأمسية بتأكيده أهمية استعادة أعمال بيرم التونسي وتسليط الضوء على إرثه، مشيرًا إلى أن هذا الصالون يهدف لإحياء ذكرى رواد الأدب الشعبي الذين أثروا في وجدان الأمة.
وجاءت الأمسية لتؤكد على أن بيرم التونسي لم يكن مجرد شاعر، بل كان صوتا نابضا لقضايا المجتمع ومثالا خالدًا للالتزام الثقافي والإبداعي.
0 تعليق