الثلاثاء 21 يناير 2025 | 09:57 صباحاً
الرئيس دونالد ترامب، مع الرئيس الصيني شي جين بينج
مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لولاية ثانية، يترقب العالم تصاعدًا في التوترات بين الولايات المتحدة والصين. إلا أن تاريخ ترامب المليء بالصفقات الكبرى يثير تساؤلات حول احتمالية إبرام اتفاق مفاجئ مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، قد يُطلق عليه "صفقة فول الصويا بنسخة معززة".
العلاقات الأمريكية الصينية
خلال ولايته الأولى، شهدت العلاقات الأمريكية الصينية تحولًا جذريًا نحو العداء، حيث اعتمدت إدارته سياسات صارمة ضد بكين، بما في ذلك فرض رسوم جمركية. ومن المتوقع أن تضم حكومته الجديدة شخصيات بارزة تُعرف بانتقادها الشديد للصين.
ومع السياسات التي أرستها إدارة بايدن، من ضوابط تصدير صارمة إلى تحالفات تشبه استراتيجيات الحرب الباردة، تبدو العلاقات بين البلدين في أدنى مستوياتها.
المستثمر المعروف راي داليو عبّر عن هذا المزاج القاتم، متوقعًا سياسة خارجية ترتكز على مبدأ "أمريكا أولاً" وتحضيرًا لحرب خارجية مع الصين، التي تُعتبر التهديد الأكبر لأمريكا.
ومع ذلك، قد يكون هناك سيناريو مغاير يتجاوز التوقعات السائدة: صفقة شاملة بين واشنطن وبكين، تدفعها رغبة ترامب في ترك إرث يُصنفه ضمن عظماء رجال الدولة في أمريكا.
لتجارة والفنتانيل وTikTok
وتشير التقارير إلى أن ترامب ناقش بالفعل في اتصال هاتفي مع شي قضايا تتعلق بالتجارة والفنتانيل وTikTok، إلى جانب موضوعات أخرى.
ترامب المعروف بنهجه القائم على الصفقات، ينظر إلى الدبلوماسية كفرصة لتحقيق مكاسب كبيرة. خلال ولايته الأولى، فرض رسومًا جمركية على الواردات الصينية كوسيلة للضغط، وتمكن في النهاية من إبرام صفقة تجارية بقيمة 200 مليار دولار تركزت على المنتجات الزراعية، وخاصة فول الصويا.
لكن ترامب، الذي يضع شعبيته في المقام الأول، قد يلجأ إلى فرض رسوم جديدة على الواردات الصينية، وحتى على الشركات الصينية العاملة في دول مجاورة مثل المكسيك.
ستُشكل هذه الاستراتيجية ضغطًا هائلًا على بكين، مما يمهد الطريق لمفاوضات تُفضي إلى تنازلات من جانب الصين.
النتيجة المتوقعة
يتوقع الخبراء أن ينتهي الأمر بصفقة شاملة تقدم فيها الصين تنازلات رمزية وحقيقية، وتعزز صورة ترامب كصانع صفقات بارع، وتكسبه دعم قاعدته الشعبية.
لكن هذا النهج لا يخلو من المخاطر، فقد يؤدي اتفاق ترامب وشي إلى تحسينات اقتصادية قصيرة المدى، لكنه قد يُضعف العلاقات مع الحلفاء الأمريكيين في آسيا.
يُعرف ترامب بإعجابه بالقادة الأقوياء مثل شي جين بينغ، في مقابل انتقاداته القاسية لقادة اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان، الذين اتهمهم بالاستفادة من الحماية الأمريكية دون تقديم مقابل عادل.
رغم ذلك، فإن طبيعة ترامب غير المتوقعة وحبه للمواقف الدرامية تجعل إعادة ضبط العلاقات مع الصين احتمالًا واردًا.
0 تعليق