تطورات صفقة السعودية للاستحواذ على أكبر منجم في العالم

0 تعليق ارسل طباعة

شهدت صفقة السعودية للاستحواذ على حصة بأكبر منجم للذهب والنحاس في العالم، عدّة تطورات خلال الأسبوع الماضي، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وتخطط شركة منارة المعادن للاستثمار إلى شراء ما بين 10 إلى 20% من مشروع ريكو ديك لتعدين الذهب والنحاس في باكستان، مع تأمين اتفاقية شراء للإنتاج المستقبلي.

وسيشتري صندوق التعدين حصة الأسهم من حكومة باكستان، التي تمتلك 25% من المنجم، مقابل ما بين 500 مليون دولار ومليار دولار، بحسب ما نقلته صحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times).

ومن المتوقع أن يكون مشروع ريكو ديك -الذي تطوره شركة باريك غولد (Barrick Gold)- أحد أكبر مناجم النحاس في العالم بمجرد اكتماله، وتصل تكلفته إلى نحو 9 مليارات دولار.

كانت الحكومة الباكستانية قد كشفت في ديسمبر/كانون الأول 2024 موافقتها على بيع حصة 15% من المنجم إلى السعودية، مقابل 540 مليون دولار.

مشروع ريكو ديك في باكستان

علّق الرئيس التنفيذي لشركة باريك غولد، مارك بريستو، على مشروع ريكو ديك لتعدين الذهب والنحاس في باكستان: "هذا مشروع ضخم، سيغيّر اقتصاد باكستان.. إنه كبير جدًا".

وأضاف أن الاستثمار من جانب المملكة العربية السعودية سيكون "جيدًا للمشروع بأكمله، لأنه يجلب شريكًا إقليميًا ثقيل الوزن"، حسب تصريحات ألقاها على هامش مؤتمر التعدين الذي عُقِد في الرياض الأسبوع الماضي.

ووفقًا لـ"بريستو"، ستكلّف المرحلة الأولية من المنجم 4.5 مليار دولار، وستُمَوَّل بمبلغ 1.5 مليار دولار من باريك، ومبلغ مماثل، ولكنه أقل قليلًا من باكستان، والباقي من اتحاد ديون يشمل البنك الدولي، والبنك الآسيوي للتنمية، ومقرضين غربيين آخرين.

وقال بريستو، إن المرحلة الثانية من المنجم، التي تُقدَّر تكلفتها بنحو 4.5 مليار دولار أخرى، ستُمَوَّل من الإيرادات المتولدة خلال المرحلة الأولى.

وقد طُوِّرَ بعض البنية الأساسية في الموقع، بما في ذلك مهبط للطائرات ومساكن لألف عامل، تحسّبًا لبدء بناء المنجم قريبًا، وفق ما نقلته صحيفة "فايينشال تايمز".

عند اكتماله، سيكون الاتفاق بمثابة دفعة كبيرة لشركة باريك غولد، التي عانت من انخفاض أسعار أسهمها، بعد نزاع مع حكومة مالي، أجبرها على إغلاق منجم لولو-غونكوتو لتعدين الذهب الرئيس في البلاد.

وفيما يتعلق بالنزاع الدائر في مالي، حيث علّقت المجموعة عملياتها في المنجم بعد أن استولت الحكومة العسكرية على سبائك الذهب، قال بريستو، إن الشركة قدّمت اقتراحًا للمجلس العسكري، وهي "ملتزمة تمامًا بإيجاد حل".

تطورات صفقة السعودية

يبدو أن صفقة السعودية تقترب من خط النهاية، بعد زيارة وفد رفيع المستوى من باكستان للرياض الأسبوع الماضي، حيث قال وزير النفط الباكستاني مصدق مالك، للصحفيين، إنه يتوقع التوصل إلى اتفاق في غضون الأشهر الـ6 المقبلة.

وفي الرياض، قال وزراء من باكستان والمملكة العربية السعودية، إنهم ملتزمون بالمشروع.

وبحسب شركة باريك، فإن منجم ريكو ديك، الذي يقع في غرب بلوشستان بالقرب من الحدود الأفغانية والإيرانية، سينتج ما يصل إلى 400 ألف طن من النحاس و500 ألف أوقية من الذهب بمجرد اكتمال المرحلتين من المشروع.

منجم الذهب والنحاس في باكستان
أحد مناجم الذهب والنحاس - الصورة من منصة "باكستان توداي"

وأكد وزير الصناعة والمعادن السعودي، بندر الخريف، أن شركة منارة المعادن تدرس صفقة ريكو ديك، مشيرًا إلى أنها يمكن أن تساعد بتلبية الطلب في المملكة على المعادن.

وقال: "ستكون منارة أداة جيدة لنا لضمان حصول السعودية على المعادن التي تحتاج إليها لتصنيعها واحتياجاتها المستقبلية.. إنها منصة حيث يمكننا أن نرى أنفسنا نعمل مع دول صديقة أخرى تنظر إلى السعودية بوصفها شريكًا موثوقًا به، مثل باكستان".

يُذكر أن شركة منارة المعادن هي مشروع مشترك بين شركة التعدين العربية السعودية (معادن) وصندوق الاستثمارات العامة.

نزاع أكبر منجم للذهب والنحاس في العالم

وفق المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة، اندلع نزاع حول أكبر منجم للذهب والنحاس في العالم منذ أكثر من 14 عامًا.

ففي عام 2011، رفضت الحكومة الباكستانية منح عقد إيجار للتعدين لشركة تيثيان كوبر (Tethyan Copper)، وهي مشروع مشترك بين باريك غولد (Barrick Gold) وأنتوفاغاستا مينيرالز (Antofagasta Minerals)، مستشهدةً بمخالفات في العقد.

واكتشفت شركة تيثيان كوبر رواسب كبيرة من النحاس والذهب في ريكو ديك، وخططت لاستثمار مليارات الدولارات في تطويرها.

وتقدمت الشركة بطلب تحكيم دولي، زاعمةً أن باكستان انتهكت معاهدة استثمار ثنائية، وفق ما نقلته منصة "إكسبريس تريبيون" (Express Tribune).

وفي عام 2019، حكم المركز الدولي لتسوية منازعات الاستثمار التابع للبنك الدولي لصالح شركة تيثيان كوبر، ومنحَها تعويضات بقيمة 6 مليارات دولار.

وأعادت باكستان التفاوض مع باريك غولد، لتجنّب دفع الغرامة الباهظة، وتوصلت إلى تسوية في عام 2022.

وأعادت الاتفاقية إحياء المشروع بهيكل ملكية جديد، إذ منحت 50% من الأسهم للحكومات الفيدرالية والإقليمية، في حين احتفظت باريك غولد بالنصف الآخر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. تطورات صفقة السعودية للاستحواذ على حصة بمنجم ريكو ديك من صحيفة "فايينشال تايمز".
  2. معلومات عن أكبر منجم للذهب والنحاس في العالم من منصة "إكسبريس تريبيون".
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق