الظلام يبتلع السودان.. دنقلا تنضم إلى المدن المعتمة

0 تعليق ارسل طباعة
0

يشهد السودان واحدة من أكثر الأزمات تعقيدًا في تاريخه الحديث، حيث تتداخل الصراعات المسلحة مع معاناة البنية التحتية المتدهورة.

وفي ظل استمرار النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، تتوالى الهجمات على المنشآت الحيوية، وكان آخرها استهداف محطة الكهرباء في مدينة دنقلا، مما يضيف المدينة إلى قائمة المناطق السودانية التي تعاني من انقطاع تام في الكهرباء والمياه.

السودان

السودان

الهجوم على دنقلا

حسب صحيفة التغيير السودانية، أصبحت مدينة دنقلا، المعروفة بإرثها الحضاري العريق، سابع مدينة سودانية تلتحق بقائمة الظلام بعد استهداف محطة الكهرباء فيها بطائرات مسيّرة انتحارية، واستهدفت ثلاث مسيّرات انتحارية، فجر أمس الأول الاثنين 20 يناير 2025، محطة الكهرباء التحويلية بمنطقة “شيخ شريف”، ما أدى إلى اندلاع حرائق واسعة وانقطاع الكهرباء والمياه عن كامل المدينة وضواحيها.

وتأتي هذه الحادثة في إطار سلسلة من الهجمات التي طالت مدناً سودانية أخرى خلال الأسابيع الماضية، بما في ذلك مروي، وعطبرة، وسنار، وسنجة، والشواك، والقضارف، ونتج عن هذه الهجمات تدهور كبير في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، مما يفاقم معاناة السكان في مختلف أنحاء البلاد.

اشتعال النيران

وصل طاقم هندسي إلى موقع الهجوم في دنقلا لتقييم الأضرار الناجمة عن الحادث، وأشاروا إلى أن كثافة الطائرات المسيّرة في سماء المدينة أدخلت حالة من الهلع بين المواطنين، ولم يتم تسجيل إصابات بشرية، رغم اشتعال النيران بشكل كبير في المحطة الرئيسية.

وفي بيان رسمي، ذكرت قيادة الفرقة 19 مشاة بمدينة مروي أن قوات “الدعم السريع” نفذت الهجوم ضمن “حملة ممنهجة” لاستهداف المنشآت الحيوية والمشاريع التنموية في البلاد. وأشار البيان إلى أن الدفاعات الأرضية تصدّت للمسيّرات الانتحارية، ولم يصدر أي تعليق فوري من قوات الدعم السريع حول هذه الاتهامات.

أهمية دنقلا وموقعها الجغرافي

تقع مدينة دنقلا في شمال السودان على الضفة الغربية لنهر النيل، على ارتفاع 227 متراً فوق سطح البحر، وتُعدّ عاصمة الولاية الشمالية، وتبعد حوالي 530 كيلومتراً شمال الخرطوم. وتشتهر المدينة بكونها مركزاً حضارياً مهماً في التاريخ السوداني، حيث تضم آثاراً تعود للحضارات القديمة.

وتؤكد تقارير الأمم المتحدة أن السودان، الذي كان يُعتبر من أفقر بلدان العالم قبل اندلاع الحرب، يواجه حالياً واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم. وتصف المنظمة الدولية الوضع في البلاد بأنه مرشح لأن يصبح أسوأ أزمة جوع عالمياً، مع دعوات متكررة لإنهاء النزاع الذي تسبب في كارثة إنسانية تهدد حياة الملايين.

إحصاءات صادمة

منذ بداية النزاع في أبريل 2023، قُتل نحو 20 ألف شخص، ونزح أكثر من 14 مليون سوداني، سواء داخلياً أو إلى دول الجوار، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة. وتُظهر هذه الأرقام حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوداني.

ومع استمرار التصعيد واستهداف البنية التحتية في السودان، تبدو الحاجة ملحة إلى تدخل دولي وإقليمي لإنهاء النزاع وتجنيب البلاد مزيداً من الانهيار، واستهداف المدن التاريخية مثل دنقلا لا يمثل فقط خسارة في الموارد الحيوية، بل هو تهديد للهوية التاريخية والثقافية للشعب السوداني.

اقرأ أيضا

إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق