الاربعاء 22 يناير 2025 | 11:34 صباحاً
مهاجرون يحتلون مسرحا فرنسيا
استولى نحو 300 مهاجر بلا مأوى على مسرح "جايتي ليريك" في باريس منذ أكثر من شهر، بعدما لجأوا إليه هربًا من برد الشتاء القارس. بدأ احتلال المسرح في 10 ديسمبر الماضي عقب مؤتمر مجاني استضافه المكان بعنوان "إعادة الترحيب باللاجئين في فرنسا".
رفض المهاجرون، ومعظمهم من أفريقيا، مغادرة المسرح بعد انتهاء الحدث، وانضم إليهم آخرون لاحقًا ليصبح العدد الإجمالي حوالي 300 شخص. وأدى هذا الاحتلال إلى إلغاء جميع العروض حتى 24 يناير على الأقل، مما وضع المسرح على حافة الإفلاس، إذ يعتمد على العروض لتوفير 70% من دخله، بينما تأتي النسبة المتبقية من الدعم الحكومي.
أصدر المسرح بيانًا أكد فيه أنه "من غير المعقول" طرد المهاجرين في هذا الطقس البارد، ودعا الحكومة الفرنسية والسلطات المحلية إلى التدخل لتوفير مأوى بديل لهم.
وأشار البيان إلى أن الخسائر المالية للمسرح بلغت مئات الآلاف من اليوروهات خلال شهر ديسمبر وحده، مما جعل من الصعب تغطية رواتب موظفيه البالغ عددهم 60 شخصًا.
بالإضافة إلى ذلك، أعربت بلدية باريس عن أسفها لاحتلال المسرح لكنها أكدت دعمها للشباب المشردين الذين وجدوا فيه مأوى. شددت البلدية على رفضها تنفيذ عمليات إخلاء قسري، داعية إلى حلول اجتماعية تشمل توفير أماكن إقامة مناسبة.
ورفعت الجماعة التي تمثل المهاجرين لافتة على واجهة المسرح كتب عليها: "حالة طوارئ سكنية، قاصرون معزولون في الشوارع".
وذكرت أن أغلبهم قاصرون ويحق لهم المساعدة بموجب القانون الفرنسي، لكن تقارير إعلامية، منها صحيفة "لو فيجارو"، كشفت أن معظمهم بالغون مسجلون في الخدمات الاجتماعية.
لم تتمكن وسائل الإعلام الفرنسية من إجراء مقابلات مباشرة مع ممثلي المهاجرين حتى الآن، بسبب القيود التي وضعتها إدارة المسرح والجماعة المهاجرة. وأكدت "لو فيجارو" أن مسؤولاً من الجماعة صرح بأن الوصول الصحفي يخضع لموافقة إدارة المسرح، التي اختارت إغلاق أبوابها طواعية للسماح للمهاجرين بالبقاء داخله.
تواصل السلطات المحلية البحث عن حلول لتلك الأزمة، وسط انتقادات بشأن التأخير في توفير مأوى بديل. بينما يستمر الجدل حول مدى تأثير هذا الوضع على القطاع الثقافي في باريس، يتساءل البعض عن مستقبل المؤسسات الفنية التي تواجه تحديات اجتماعية وإنسانية غير مسبوقة.
0 تعليق