الموقف الأمريكي المتغير ودوره في تأجيج أزمة الضفة الغربية

0 تعليق ارسل طباعة

الخميس 23 يناير 2025 | 09:49 صباحاً

مركبات عسكرية إسرائيلية تحرس طريقًا تعمل فيه جرافة عسكرية_الجارديان

مركبات عسكرية إسرائيلية تحرس طريقًا تعمل فيه جرافة عسكرية_الجارديان

كتب : محمود أمين فرحان

بعد أيام من وقف إطلاق النار الذي جلب هدوءًا مؤقتًا لغزة، تصاعدت الأحداث في الضفة الغربية المحتلة. فقد نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلية يوم الثلاثاء مداهمة واسعة في مدينة جنين، أعقبت هجمات شنها مستوطنون إسرائيليون ضد الفلسطينيين، شملت إشعال النيران في الممتلكات والمركبات. ورغم مشاركة عشرات المستوطنين المسلحين في أعمال الشغب، لم تُسجل سوى حالتي اعتقال. ورغم إدانة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لهذه الهجمات، إلا أن سياسات الحكومة ودعم بعض الوزراء للمستوطنين يعززان شعورهم بالإفلات من العقاب، وفقًا لتقرير صحيفة الجارديان البريطانية

 العملية العسكرية في جنين

انطلقت عملية "الجدار الحديدي" بضربات جوية مكثفة أعقبتها عمليات ميدانية واسعة باستخدام الطائرات المسيّرة والمروحيات والجرافات المدرعة. وأسفرت العملية عن مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص وإصابة العشرات، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. وفرضت القوات الإسرائيلية قيودًا مشددة على الحركة داخل المدينة، بما في ذلك محاصرة مستشفى حكومي ومخيم للاجئين، مما حال دون وصول سيارات الإسعاف إلى الضحايا.

تصاعد عنف المستوطنين

شهدت الأشهر الأخيرة زيادة حادة في هجمات المستوطنين على الفلسطينيين. ويعزى ذلك جزئيًا إلى قرارات حكومية مثل إلغاء أوامر الاحتجاز الإداري للمستوطنين في الضفة الغربية، ما أدى إلى ترسيخ مناخ من الإفلات من العقاب. ووفقًا لإحصاءات الأمم المتحدة، وقعت أكثر من 1,860 حادثة عنف مرتبطة بالمستوطنين منذ أكتوبر 2023.

تأثير العنف على الفلسطينيين

يتحمل الفلسطينيون عبئًا مزدوجًا من العنف والانهيار الاقتصادي. فقد أدى منع دخول حوالي 140,000 عامل فلسطيني إلى إسرائيل إلى ارتفاع معدلات البطالة والفقر. كما أن الاعتداءات المستمرة على المزارعين وقطع الأشجار وإحراق الأراضي الزراعية زادت من معاناة السكان، مع اضطرار العديد منهم إلى النزوح القسري.

الموقف الأمريكي المتغير

تباينت سياسات الولايات المتحدة تجاه الاستيطان بين إداراتها المختلفة. ففي ظل إدارة بايدن، تم فرض عقوبات على مستوطنين ومنظمات متورطة في العنف، لكن مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، شهدت السياسة الأمريكية تحولًا جذريًا، حيث دعمت رموز إدارته بشكل علني حق إسرائيل في السيطرة الكاملة على الضفة الغربية، مما عزز موقف المستوطنين.

انعكاسات خطيرة على السلام

تفاقم العنف في الضفة الغربية، الذي يغذيه دعم سياسي وعسكري للمستوطنين، يهدد بإحباط أي جهود لتحقيق السلام. ومع تزايد سيطرة المستوطنين وعجز القوات الإسرائيلية عن كبح جماح العنف، يبدو أن الوضع في الضفة الغربية ينحدر نحو مزيد من التعقيد والتوتر.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق