إعداد: ليلى إبراهيم شلبي
نشر في: الجمعة 24 يناير 2025 - 8:20 م | آخر تحديث: الجمعة 24 يناير 2025 - 8:20 م
الأستازانتين (Astasanthin) أو تلك الصبغيات اللونية الوردية التى تعطى لسمك السلمون لونه الزاهى هى النجم القادم الذى تستعد مراكز التغذية فى أمريكا الشمالية (كندا وأمريكا) لإطلاقه فى مدار الإعلان عن الأطعمة الصحية المميزة والمقاومة للأمراض وزحف أعراض الشيخوخة. يأتى الأستازانتين بعد حملة الترويج التى جعلت من كبسولات الأوميجا ٣ خلال السنوات القليلة الماضية نجما غذائيا يحيل رأس قائمة المكملات الغذائية ومضادات الأكسدة فما الذى يراه خبراء التغذية فى تلك الصبغيات؟
الأستازانتين ينتمى لمجموعة الصبغيات المعروفة من عائلة الكاروتينات ومنها البيتاكاروتين أو المصدر الأساسى لفيتامين أ والذى يعطى للجزر لونه المميز كذلك الفلفل الملون والطماطم وغيرها من الخضراوات والفواكه. الأستازانتين صبغ ملون تصنعه بعض الطحالب والكائنات الأخرى الدقيقة تتغذى عليه القشريات مثل الجمبرى والكابوريا وتختزنه فى قشرتها. حينما يتغذى سمك السلمون على الطحالب والقشريات أيضا فإنه يختزنه فى أنسجته خاصة سمك السلمون والتراوت الذى يعيش حرا فى المحيط ولا يربى فى المزارع السمكية.
بعد أن أعلنت وكالة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) أن الأستازانتين مأمون الجانب بدأت حملات الدعاية له فى كل وسائل الإعلام الأمريكية.
هو وقاية من أمراض القلب والشرايين، يخفف من آلام المفاصل، مقاوم للنشاط السرطانى، داعم للكولستيرول الجيد فى مواجهة ارتفاع نسبة الردىء ومضاد قوى للأكسدة يفيد فى تأخير مظاهر الشيخوخة ويحمى الإبصار من أمراض العين.
الأمر الجيد فى المجتمعات المفتوحة أنها تتيح المعرفة لمن يبحث عنها من مصادرها الموثوق بها لذا فتكرار إعلانات التليفزيون وصفحات الدعاية قد تجذب بالفعل العين لكنها بلا شك تبدو أكثر إقناعا إذا ما أشركت العقل أيضًا.
التجارب التى أجريت على الأستازانتين إلى الآن أغلبها تم على حيوانات التجارب وبعضها تم على الإنسان.
أهم تأثيرات حقيقية لذلك الصبغ الوردى اللون قدرته على مقاومة التفاعلات الالتهابية: من المعروف أن آلام المفاصل التهابية وأن أمراض شرايين القلب تبدأ بتفاعل التهابى وأن مناعة الجسم أيضا تبدأ بهجوم الجراثيم ومقاومة الجسم لها فيما يعد تفاعلا التهابيا لذا فأثر الأستازانتين قد يبدو بالفعل مفيدا فى ذلك السياق، إذا تحرينا الجانب الآخر فقد نتوقف قليلا عند آثار الجرعات الكبيرة من البيتاكاروتين التى يماثلها الأستازانتين فى التركيب والفعل. أنها تتسبب فى سرطان الرئة خاصة لدى المدخنين. تفاعلها مع بعض الأدوية والذى قد ينشأ عنه مضار صحية كثيرة. قدرتها على تلوين الجلد خاصة فى الوجه باللون الأصفر أو البرتقالى.
يباع الآن الأستازانتين فى أمريكا الشمالية لكن فى ظل تحذيرات لمن يتعاطون أدوية ارتفاع ضغط الدم والأزمات الربوية هشاشة العظام وخلل الغدة الجاردرقية.
ومن تناوله فى جرعات تزيد عن الحاجة اليومية منه فهل يلقى ذلك الرواج الذى حظى به الأوميجا ٣؟
0 تعليق