على مدار الـ 15 شهرًا الماضية، ركزت الأنظار بشكل رئيسي على قطاع غزة بسبب الهجمات الإسرائيلية المدمرة التي حولت معظم القطاع إلى أنقاض.
ومع ذلك، فإن الضفة الغربية، لم تخرج قط من دائرة الصراع، ووفقًا لبيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، قُتل أكثر من 800 فلسطيني في الضفة الغربية خلال هذه الفترة، إما على يد الجيش الإسرائيلي أو المستوطنين اليهود.
عنف المستوطنين وعمليات التوسع
تزايدت وتيرة العنف منذ إعلان وقف إطلاق النار الأخير في غزة، وفي أحدث العمليات العسكرية الإسرائيلية بمدينة جنين، والتي وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنها “واسعة النطاق ومهمة”، قُتل 8 أشخاص وأُصيب ما لا يقل عن 35 آخرين في الساعات الأولى فقط.
وشهدت الضفة الغربية ارتفاعًا حادًا في عنف المستوطنين ضد القرى الفلسطينية وممتلكاتها، ووفقًا للأمم المتحدة، سُجلت أكثر من 1400 حادثة عنف من هذا النوع خلال عام واحد فقط، وفق تحليل لمجلة “ناشونال إنترست” الأمريكية نشرته الخميس 23 يناير 2025.
موقف نتنياهو
التصعيد جاء في سياق سياسي معقد، حيث يسعى نتنياهو للموازنة بين قبول وقف إطلاق النار في غزة وإرضاء عناصر اليمين المتطرف في حكومته، الذين يطالبون بمواصلة الحرب.
ويُعتبر تكثيف العمليات العسكرية في الضفة الغربية وسيلة لتهدئة هذه الضغوط الداخلية.
البعد الأمريكي في الصراع
ساهمت سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى في تعزيز التوترات، فقد غير موقفًا أمريكي قديم وطويل الأمد بشأن عدم قانونية المستوطنات الإسرائيلية، معلنًا أن تلك المستوطنات لا تخالف القانون الدولي.
كما اتضح من اختيارات ترامب في فريقه للشرق الأوسط نواياه تجاه القضية الفلسطينية، وتضمنت اختياراته لمسؤولين مؤيدين للتوسع الإسرائيلي، مثل مايك هاكابي، الذي يرى أن الضفة الغربية “أرض إسرائيلية مقدسة”، وإليز ستيفانيك التي ترفض تأكيد حق الفلسطينيين في تقرير المصير.
وقف العقوبات على المستوطنين
ألغى ترامب في أولى قراراته بعد الانتخابات العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على المستوطنين المتطرفين، ما أرسل رسالة ضمنية تشجع على أعمال العنف التي تستهدف الفلسطينيين.
وبحسب المجلة فقد أصبح العنف وسيلة لتعزيز الهيمنة على الأرض وتثبيت الاستيطان، بينما يدفع الفلسطينيون الثمن الأكبر من حياتهم وممتلكاتهم.
تداعيات العنف
مع استمرار الهجمات العسكرية وعنف المستوطنين، يتزايد الغضب الفلسطيني والإقليمي تجاه السياسات الإسرائيلية والأمريكية، وبحسب التحليل، يزيد هذا الوضع مزيد من التجنيد في صفوف المقاومة، مع تزايد الدعوات لحشد شعبي في الضفة الغربية.
هذا التصعيد لا يهدد فقط استقرار الضفة الغربية، بل يمتد تأثيره إلى المنطقة ككل، كما يضع الولايات المتحدة في موقف حساس، حيث ترتبط صورتها الدولية بانتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث في الأراضي الفلسطينية، ما يزيد من مخاطر الإرهاب الموجه ضد المصالح الأمريكية.
ختامًا يشدد التحليل على أن العنف المستمر، سواء من خلال العمليات العسكرية أو اعتداءات المستوطنين، يُعمق الجراح في الأراضي الفلسطينية، ويهدد أي أمل في التوصل إلى سلام مستدام، كما يصبح الصراع أكثر دمويةً وتعقيدًا وأبعد عن الحل.
إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق