"السترات الصفراء" تغزو شوارع تنغير

0 تعليق ارسل طباعة

أثار الانتشار الكبير لأصحاب “السترات الصفراء” الذين يتولون مهام تنظيم مواقف السيارات في مختلف شوارع مدينة تنغير انتقادات واسعة من لدن العديد من الفاعلين الجمعويين الذين يرون أن هذا الانتشار غير المنظم يعطي انطباعا سلبيا ويؤثر على جمالية المدينة، مع مطالبة بتدخل عاجل للحد من هذه الظاهرة التي تخلق استياء متزايدا من قبل الساكنة المحلية والزوار.

وعبّر العديد من زوار مدينة تنغير، في تصريحات متطابقة لهسبريس، عن استيائهم من كثرة هؤلاء المنظمين الذين يفرضون أنفسهم في كل زاوية تقريبا؛ ما يعطي طابعا سلبيا لزوار المدينة، وخاصة لدى السياح الأجانب الذي يرون في ذلك أن المدينة غير مؤمنة رغم المجهودات التي تبذلها مصالح الأمن الوطني والسلطات المحلية.

“من غير المعقول أن نجد أنفسنا مضطرين لدفع مبالغ مقابل التوقف في كل مكان بالمدينة، وكأننا في مدينة غير آمنة أو غير منظمة”، قال محمد مرزوق، فاعل جمعوي بمدينة تنغير، لافتا إلى أن هذه الظاهرة تساهم في تشويه صورة المدينة التي تعتبر وجهة سياحية مهمة في المنطقة.

وأضاف مرزوق، في تصريح لهسبريس، أن “تنغير أصبحت تعج بأصحاب السترات الصفراء بطريقة غير مقبولة؛ وهو ما يخلق شعورا عاما بعدم التنظيم والفوضى”.

وشدد الفاعل الجمعوي بمدينة تنغير على أن “هذه الظاهرة لا تؤثر فقط على الزوار؛ بل حتى على الساكنة المحلية التي تجد نفسها مضطرة إلى التعامل مع هؤلاء الأفراد في كل مرة يوقفون فيها سياراتهم”.

وأشار المتحدث إلى أن “مدينة تنغير كانت تعرف سابقا نوعا من الانضباط في تنظيم المواقف؛ ولكن مع تزايد عدد أصحاب السترات الصفراء أصبحت الشوارع تبدو وكأنها تحت سيطرة هؤلاء الأفراد، مما يسيء إلى صورة المدينة ويخلق انطباعا سلبيا عن الأمن والتنظيم، رغم المجهودات الكبيرة التي تقوم بها السلطات المحلية ومصالح الأمن الوطني لضمان الأمن والنظام”، بتعبير مرزوق.

في هذا السياق، أثنى بعض الفاعلين الجمعويين على الدور الذي تلعبه السلطات المحلية ومصالح الأمن الوطني في الحفاظ على الأمن والنظام في المدينة؛ غير أنهم شددوا على أن مسألة تنظيم مواقف السيارات يجب أن تخضع للمراجعة والتدقيق، وأنه من الضروري إيجاد حل جذري لهذه الظاهرة التي أصبحت تؤرق الساكنة والزوار.

من جهته، أكد إبراهيم مزغي، فاعل جمعوي من مدينة تنغير، أن هذه الأخيرة تبقى أمام تحدّ كبير يتمثل في تنظيم مواقف السيارات والحد من ظاهرة الانتشار العشوائي لأصحاب السترات الصفراء للحفاظ على جمالية المدينة وصورتها أمام الزوار.

وأضاف مزغي أن الساكنة والزوار ينتظرون حلولا عملية قد تساهم في إنهاء هذه الظاهرة وتحسين تجربة الزوار في المدينة، بما يعزز من دورها كوجهة سياحية متميزة في المغرب.

في تصريح آخر حول الوضع، عبّر الفاعل الجمعوي عبد الله برغم عن قلقه العميق بشأن الانتشار العشوائي لأصحاب السترات الصفراء في مدينة تنغير.

وأكد برغم، في تصريح لهسبريس، أن “هذا الوضع يعكس غياب تنظيم محكم وفعال من لدن الجهات المسؤولة؛ مما يخلق حالة من الفوضى في شوارع المدينة، ويسيء بشكل مباشر إلى صورتها كوجهة سياحية”.

وأضاف الفاعل الجمعوي ذاته أن “الزوار الذين يأتون للاستمتاع بجمال المدينة الطبيعي والثقافي يجدون أنفسهم في مواجهة هؤلاء المنظمين في كل مكان؛ وهو ما يترك انطباعا سيئا، ويؤثر على تجربة السياحة بشكل عام”.

كما شدد برغم على أن “الحل لا يكمن فقط في إنهاء العقود مع الشركة الحالية؛ بل في صياغة رؤية جديدة لإدارة مواقف السيارات بشكل يراعي مصالح الساكنة والزوار على حد سواء”.

وفي هذا الصدد، أبرز المتحدث عينه “نحن بحاجة إلى نموذج يضمن تنظيما حضريا فعالا، يساهم في تحسين صورة المدينة ويعزز من دورها كوجهة سياحية متميزة بدلا من استمرار هذه الفوضى التي تضر بسمعة تنغير وتؤثر سلبا على جاذبيتها”.

وفي رد على هذه الانتقادات، أكد محمد بلمكي، رئيس الجماعة الترابية لمدينة تنغير، أن المصالح المختصة بالجماعة واعية تماما بهذا الملف، وأنها تعمل على إيجاد حلول عملية للموضوع.

وأوضح المسؤول الجماعي، في تصريح لهسبريس، أن “العقد الذي يربط الجماعة بالشركة المكلفة بتنظيم المواقف سينتهي مع حلول شهر يوليوز المقبل، ونحن نفكر بجدية في إعادة هيكلة هذا النظام؛ بما في ذلك إمكانية جعل التوقف في المدينة مجانيا، على غرار ما هو معمول به في العديد من المدن المغربية”.

وختم بلمكي تصريحه بالقول إن “الجماعة تسعى إلى تحسين ظروف استقبال الزوار وتوفير بيئة حضرية مريحة وآمنة؛ بما يتماشى مع تطلعات الساكنة المحلية، ويعكس الوجه الحقيقي لمدينة تنغير كواحدة من الوجهات السياحية المهمة في المملكة”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق