التخييم العشوائي للعربات السياحية يشعل مخاوف بيئية وتنموية بتافراوات

0 تعليق ارسل طباعة

تُعد منطقة تافراوت بجهة سوس ماسة واحدة من أبرز الوجهات السياحية التي تستقطب أعدادا مهمة من السياح، بسبب طبيعتها الجغرافية، خاصة من السياح أصحاب العربات السياحية أو المنازل المتنقلة (caravanes)؛ غير أن هذه الدينامية أفرزت بروز ظاهرة التخييم العشوائي التي تثير قلق العديد من الفاعلين الجمعويين والمدنيين بالمنطقة، بالنظر إلى مخاطرها على البيئة والاقتصاد المحليين.

وأكدت فعاليات جمعوية تحدثت لجريدة هسبريس الإلكترونية أن مجموعة من السياح يعمدون إلى التخييم في أماكن غير مهيئة وفوق ملكيات خاصة بدلا من التوجه إلى المخيمات السياحية المجهزة، مسجلة أن استمرار هذه الإشكال يسبب أضرارا للأراضي الفلاحية وعلى المنظومة البيئية، كما أنه يعيق جهود الاستثمار في البنية التحتية السياحية المنظمة.

في هذا الإطار، قال عبد الرحيم العمري، فاعل جمعوي، إن “منطقة تافراوت تشهد توافد أعداد مهمة من السياح محبي التخييم بالكرافانات، وهناك ثلاثة مخيمات سياحية موضوعة رهن إشارتهم؛ غير أن ما يحدث هو أن عددا منهم لا يتوجهون إلى هذه المخيمات ويفضلون التخييم في الهواء الطلق وفوق عقارات الخواص، مما يطرح العديد من الإشكالات البيئية والاقتصادية”.

وأضاف الفاعل الجمعوي ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “التخييم العشوائي أصبح ظاهرة لافتة للنظر في تافراوت، وتنطوي على أضرار كبيرة على الأراضي الفلاحية. كما أن احتكاك هؤلاء السياح المباشر بالسكان خارج إطار أو بنية تحتية يمكن أن يفرز بعض المشاكل ذات الطابع الجنحي، مثل التحرش بالأطفال أو غيرها، وقد سبق أن وقعت مشاكل مماثلة”.

وتابع بأن “استمرار هذه الظاهرة ينطوي على أخطار بيئية من جهة، وعلى خسائر اقتصادية سواء للجماعة أو للمستثمرين الذين استثمروا أموالهم في المخيمات السياحية”، مشددا على أن “جماعة تافراوت عليها أن توفر فضاءات جديدة تتوفر فيها شروط السلامة والأمن، وكذلك الشروط البيئية، من أجل الحد من ظاهرة التخييم العشوائي وضمان احترام ممتلكات الخواص من قِبَل السياح أصحاب العربات السياحية الذين يتوافدون على المنطقة”.

من جهته، أكد ياسر الشهمات، عضو جماعي ورئيس جمعية التنمية بتافراوت، أن “المنطقة تستقبل بشكل سنوي أعدادا كبيرة من السياح والعربات السياحية، بما يفوق الطاقة الاستيعابية للمخيمات السياحية الثلاثة الموجودة في المنطقة، وهذا ما يفسر ظاهرة التخييم العشوائي خارج المخيمات؛ غير أنني شخصيا ضد أن يوجد هؤلاء خارج هذه المخيمات إلا في حالة امتلائها”.

وتابع المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الجماعة تعمل على معالجة هذا الإشكال؛ إذ فكرت في إنشاء مخيم جماعي تم التداول بشأنه في دورة المجلس الماضية، حيث قدمنا طلبا بشأن الاحتلال المؤقت للملك الغابوي على مساحة خمسة هكتارات لتشييد مخيم بمواصفات عصرية من أجل استيعاب الأعداد الكبيرة من هؤلاء السياح الذين يأتون إلى المنطقة”.

وزاد قائلا: “فيما يخص المخاوف البيئية التي يفرزها التخييم، فإن الجماعة قامت، بالتعاون مع أحد الشركاء الاقتصاديين، بإنشاء محطة في مركز مدينة تافراوت مرتبطة بشبكة الواد الحار، تمكن السياح من التخلص من فضلاتهم بطريقة آمنة ومن الحصول على الماء الشروب”، مبرزا أن “الفاعل الترابي واعٍ بأهمية الاستفادة من الحركية السياحية بالمنطقة لتعزيز التنمية المحلية”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق