ندوة بمعرض الكتاب تناقش الصراع الإقليمي ومخاطر الأمن القومي

0 تعليق ارسل طباعة

مي فهمي
نشر في: السبت 25 يناير 2025 - 4:49 ص | آخر تحديث: السبت 25 يناير 2025 - 4:49 ص

استضافت القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ضمن محور "قضايا استراتيجية"، ندوة نظمتها تنسيقية شباب الأحزاب بعنوان "بؤرة الصراع الإقليمي ومخاطر الأمن القومي المصري".

شارك في الندوة اللواء دكتور أيمن عبد المحسن عضو مجلس الشيوخ، والسفير حازم خيرت مساعد وزير الخارجية الأسبق وسفير مصر في إسرائيل وسوريا سابقًا، والنائب طارق الخولي عضو مجلس النواب، واللواء أركان حرب وائل ربيع الخبير العسكري والإسراتيجي، وأدار الندوة محمد نشأت، عضو تنسيقية شباب الأحزاب.

واستهل الندوة محمد نشأت، الذي أكد أن الندوة تتناول أحد أخطر الملفات وهو ملف الصراع الإقليمي، مع تسليط الضوء على الأمن القومي المصري، الذي يمثل بدوره مصدرًا للأمن القومي للمنطقة بأكملها.

وأوضح أن الندوة ستناقش الصراعات المحيطة بمصر، بما في ذلك ما يحدث في غزة، وسوريا التي دمرتها الحرب، والفوضى في ليبيا، والنزيف المستمر في السودان على حدودنا الجنوبية. وأكد أن هذه القضايا تشكل معادلة معقدة للغاية، وتتطلب مناقشة مستفيضة لدور الدولة المصرية في مواجهتها.

بدأ اللواء الدكتور أيمن عبد المحسن كلمته بتقديم الشكر إلى تنسيقية شباب الأحزاب على تنظيم الندوة، موضحًا أن منطقة الشرق الأوسط تشهد صراعات متشابكة تجعل من تحقيق الاستقرار حلمًا بعيد المنال.

وأشار إلى أن الصراعات في المنطقة تنقسم إلى نوعين: الأول، مرتبط بالقضية الفلسطينية ويشمل حروبًا فرعية، مثل تلك في اليمن وسوريا، وحزب الله في لبنان. أما النوع الثاني فهو حروب الدول الفاشلة التي تعتمد على الميليشيات، مشيرًا إلى أن تلك الميليشيات تهدف إما إلى التمرد على الوضع القائم أو التحرر منه.

وأضاف اللواء عبد المحسن أن الخاسر الأكبر في هذه الصراعات هي إيران، التي أضعفت أذرعها في سوريا ولبنان واليمن، في حين أن المستفيد الأكبر من تلك الصراعات هي إسرائيل.

ولفت إلى أن مشروع الدولة الوطنية الفلسطينية في خطر، بينما تسعى الدولة المصرية لإقامة دولة فلسطينية، عبر موقف عربي ودولي موحد يضغط على إسرائيل للالتزام بالمواثيق الدولية.

وحول استشراف مستقبل المنطقة، أوضح أن إسرائيل تستثمر ضعف إيران وحزب الله لتوسيع هيمنتها على المنطقة، مشيرًا إلى أن إسرائيل لن تكتفي بموقف المتفرج في سوريا، بل ستسعى لأن تكون لاعبًا رئيسيًا في رسم خريطة المنطقة.

من جهته، أكد السفير حازم خيرت أن هناك مخططًا لتقسيم المنطقة، مشددًا على أهمية وجود استراتيجية عربية موحدة لمواجهة هذا المخطط.

وأوضح أن إسرائيل مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، وأن هناك ازدواجية واضحة في المعايير المتعلقة بالقضية الفلسطينية. كما أشار إلى أن تركيا تسعى للسيطرة على سوريا، وهو ما دفع السعودية للتدخل هناك لضمان عدم انفراد تركيا بالساحة السورية.

وفي كلمته، أعرب النائب طارق الخولي عن سعادته بالمشاركة في اليوم الأول لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يُعد أحد أذرع القوى الناعمة المصرية.

وأوضح الخولي أن المنطقة تحولت منذ أُطلق عليها اسم "الشرق الأوسط" إلى ساحة تجارب لقوى الاستعمار، سواء من خلال الحروب المباشرة أو الذكية، أو عبر إثارة الفتن الداخلية.

وأكد أن مصر كانت وستظل الحصن المنيع للأمة العربية، مشيرًا إلى أن جيش مصر يختلف عن جيوش أخرى في المنطقة، لأنه لا يقوم على أسس طائفية أو مذهبية، مما يجعله عصيًّا على محاولات التفكيك.

وتحدث اللواء أركان حرب وائل ربيع عن الظروف التي أدت إلى اتفاق غزة، مشيرًا إلى أن إسرائيل ارتكبت جرائم إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني، ودمرت البنية التحتية في القطاع، بهدف تهجير الفلسطينيين، إلا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أحبط هذا المخطط بتأكيده أن مصر لن تقبل تهجير الفلسطينيين سواء داخل أراضيها أو إلى أي مكان آخر.

وأوضح اللواء ربيع أن مصر كانت الدولة الوحيدة التي تحركت دبلوماسيًا على كافة المستويات لدعم قطاع غزة، بينما بدت العديد من الدول العربية وكأنها غير معنية بالقضية.

ولفت إلى أن إسرائيل وصلت إلى مرحلة لم تعد فيها قادرة على مواصلة الحرب أو إيقافها، في ظل وجود معارضة كبيرة داخلية للحرب.

وأضاف أن اتفاق الهدنة بين غزة وإسرائيل سيستمر، لأن إسرائيل لن تتحمل حرب استنزاف أخرى. وأشار إلى أن حرب الاستنزاف تعد من أكثر الحروب التي أضرت بإسرائيل، مستشهدًا بتأكيد القادة الإسرائيليين أن خسائرهم في حرب الاستنزاف تجاوزت تلك التي تكبدوها في حرب أكتوبر.

واختتم حديثه بالإشارة إلى أن موقف حركة حماس خلال تسليم الأسرى بسياراتها وهي سليمة كان بمثابة صدمة كبيرة لإسرائيل، حيث هزّ الداخل الإسرائيلي وأثار الغضب على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وأضاف أن مصر لعبت دورًا كبيرًا بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة في الوصول إلى هذا الاتفاق، مشيدًا بذكاء المفاوض المصري في إدارة الملف.

وحول مستقبل الصراع في المنطقة، أوضح أن إسرائيل لا تعرف العيش في استقرار، فهي دولة تحل الأزمات عبر افتعال أزمات جديدة.

وتوقع أن نتنياهو سيحاول ضم الضفة الغربية، إلا أنه سيواجه مقاومة شرسة، مما يعني أن المنطقة ستشهد توترًا متزايدًا خلال الفترة المقبلة، داعيًا إلى التمسك بوحدة مصر والحفاظ على أمنها القومي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق