مناطق سكانية تشتكي من أزمة النقل

0 تعليق ارسل طباعة

تشهد مدن تنغير، وبومالن دادس، وقلعة مكونة، الواقعة على طول الطريق الوطنية رقم 10، تحولات ديمغرافية وعمرانية متسارعة، إذ سجلت زيادة ملحوظة في عدد السكان وتوسعا عمرانيا خلال السنوات الأخيرة.

ورغم هذه الدينامية التنموية مازالت أزمة النقل تشكل تحديا كبيرا أمام الساكنة المحلية التي تعاني من غياب وسائل نقل حضري كافية، ما جعل أصوات الفاعلين الجمعويين والمواطنين تتعالى للمطالبة بحلول فورية وجذرية.

عبد الكريم تكموت، فاعل جمعوي من مدينة قلعة مكونة، أكد أن “أزمة النقل في هذه المدن أصبحت عائقا يوميا أمام السكان”، مشيرا إلى أن “غياب وسائل نقل حضري مثل الحافلات يعيق حركة المواطنين بين المدن الثلاث والمناطق المجاورة، خاصة مع تزايد عدد السكان وتوسع الأحياء السكنية”.

وأضاف المتحدث ذاته في تصريح لهسبريس: “لقد أصبحت الحاجة إلى توفير حافلات للنقل الحضري ملحة، ليس فقط لربط هذه المدن، بل أيضا لخدمة القرى والمناطق الجبلية التي تعاني من النقص في وسائل النقل العمومي”.

من جهته شدد الحسين ميمون، فاعل جمعوي من بومالن دادس، على أهمية تعزيز النقل المزدوج كخطوة أولية لسد الفجوة التي تعاني منها المنطقة في هذا المجال، مضيفا: “النقل المزدوج يشكل وسيلة حيوية لسكان المناطق الجبلية والقروية، لكن عدد الرخص الحالية لا يكفي لتلبية احتياجات الساكنة، خاصة في ظل التزايد الديمغرافي الذي تشهده المنطقة”.

وأوضح ميمون، في تصريح لهسبريس، أن “السكان يضطرون للاعتماد على وسائل نقل غير نظامية وبأسعار مرتفعة، ما يزيد من معاناتهم”، مؤكدا أن “ربط المدن الكبرى بالإقليم بوسائل النقل الحضري (الطوبيسات) أصبح من الضروريات، وذلك لحل إشكالية التنقل”.

سعيد أغراب، فاعل جمعوي من مدينة تنغير، انضم إلى المطالب، مؤكدا أن “الربط الجيد بين المدن الثلاث عبر حافلات للنقل الحضري سيحدث فارقا كبيرا في حياة السكان”، مشيرا إلى أن “التنقل بين هذه المدن والمناطق المجاورة لا يجب أن يظل معاناة يومية، بل يجب أن يكون خدمة متاحة وسهلة، خاصة مع الحاجة إلى التنقل المتكرر للعمل أو الدراسة أو للوصول إلى الخدمات الأساسية”.

المواطنون المعنيون لم يخفوا استياءهم من الوضع الحالي الذي وصفوه بـ”المتردي”، إذ قال إبراهيم زهراوي، أحد سكان مدينة تنغير: “أواجه صعوبة يومية في التنقل إلى بومالن دادس وقلعة مكونة. أحيانا أنتظر طويلا للحصول على وسيلة نقل”، مؤكدا أن “النقل الحضري سيخفف من معاناة الكثيرين ويحسن من جودة حياتهم”، وفق تعبيره.

المطالب المتزايدة بتوفير حافلات للنقل الحضري والرفع من عدد رخص النقل المزدوج تأتي في سياق تنموي هام يعرفه الإقليم، إذ تشهد هذه المدن الثلاث توسعا عمرانيا متسارعا، إلا أن ضعف البنية التحتية للنقل يهدد بإعاقة هذا التطور ويزيد من معاناة السكان، خاصة في المناطق الجبلية والقروية التي تعاني من عزلة كبيرة.

وفي ظل هذه المطالب الملحة تبقى الكرة في ملعب الجهات المعنية التي ينتظر منها الاستجابة لهذه الدعوات ووضع خطة عملية لتحسين وضعية النقل؛ فيما السكان والفاعلون الجمعويون يؤكدون أن توفير النقل الحضري والرفع من عدد رخص النقل المزدوج سيشكلان خطوة هامة نحو تحقيق تنمية شاملة ومستدامة في المنطقة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق