في غزة سادت حالة من الترقب والحذر في الشارعين الفلسطيني والإسرائيلي عقب الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، بعد أكثر من 15 شهراً من الحرب المدمرة.
وفي الوقت الذي تم فيه الإعلان عن الاتفاق، استمرت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، مما أسفر عن مزيد من الضحايا.
وأعلنت وزارة الصحة، اليوم الخميس، عن ارتفاع حصيلة القتلى في مدينة غزة إلى 46,788 منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023.
وقالت الوزارة في بيان لها إنه تم تسجيل 81 قتيلاً و188 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، موضحًة أن الهجمات الإسرائيلية أسفرت عن تدمير واسع في غزة، مشيرة إلى أن العدد الإجمالي للإصابات بلغ 110,453.
المرحلة الثانية من المفاوضات: مطالب إسرائيلية حاسمة
من جانبها، أكدت مصادر إسرائيلية أن إسرائيل لن تنسحب من محور فيلادلفيا، الذي يمر عبر الحدود بين قطاع غزة ومصر، إلا بعد تلبية مطالبها الأمنية في المرحلة الثانية من المفاوضات.
وأوضح مسؤول إسرائيلي، أن إسرائيل ستطالب بإطلاق سراح جميع المختطفين، نزع سلاح غزة، وطرد حركة حماس من القطاع.
وأضاف المسؤول أن إسرائيل ستواصل الضغط على حماس لتنفيذ هذه الشروط في المرحلة الثانية من الاتفاق.
إعلان الاتفاق: خطوة نحو تهدئة مؤقتة
وفي الدوحة، أعلن رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، والذي سيدخل حيز التنفيذ يوم الأحد.
وأشار إلى أن الاتفاق يأتي بعد مفاوضات شاقة استمرت لأسابيع، مشدداً على أنه سيمهد الطريق أمام عودة العشرات من الرهائن الإسرائيليين إلى ديارهم.
غارات إسرائيلية مستمرة رغم الاتفاق
على الرغم من إعلان الاتفاق، أفاد وسائل الإعلام، بأن سلاح الجو الإسرائيلي شن عدة غارات دموية على غزة بعد إعلان وقف إطلاق النار.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل، إن الغارات أسفرت عن تدمير عشرات المنازل في مخيمات النصيرات والبريج (وسط القطاع) وخان يونس (جنوب) وجباليا (شمال القطاع) ومدينة غزة.
حماس تلتزم بالاتفاق وترد على مزاعم نتنياهو
من جهتها، أكدت حركة حماس التزامها باتفاق وقف إطلاق النار، ووصفت الاتفاق بأنه "محطة فاصلة في الصراع". ورفض القيادي في الحركة سامي أبو زهري مزاعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تراجع حماس عن بنود الاتفاق، مطالباً الإدارة الأمريكية بالضغط على إسرائيل لتنفيذ بنود الاتفاق.
ترقب للمستقبل: هل سيصمد الاتفاق؟
بينما يسود الشارع الفلسطيني حالة من التفاؤل الحذر، تتواصل المخاوف في إسرائيل من أن الاتفاق قد يكون مجرد هدنة مؤقتة.
ومع اقتراب موعد تنفيذ الاتفاق، تظل الأسئلة مفتوحة حول مدى التزام الأطراف بتطبيقه، خاصة في ظل التصعيد المستمر على الأرض.
0 تعليق