كشفت وزارة الكهرباء في سوريا الأوضاع الحقيقية والواقعية لحالة القطاع، ومدى عمق الأزمة التي تواجهها البلاد، لا سيما بعد رحيل نظام الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي (2024).
وفي مقطع فيديو، طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أشار متحدث باسم الوزارة إلى أنه منذ اللحظات الأولى لتحرير سوريا، اكتُشِف وجود مشكلات كبيرة، خلّفها النظام السابق، الذي كان بعيدًا كل البعد عن واقع هذه الأزمات.
وقال المتحدث، إنه منذ اليوم الأول لتسلُّم المسؤولية، بعد رحيل نظام بشار الأسد، كان هناك حرص على عدم حدوث "تعتيم" كامل، أو توقُّف شبكة الكهرباء في سوريا، "إذ تفاجأت بكيفية تعاطي النظام السابق مع قطاع الكهرباء في البلاد".
وأضاف: "شهد قطاع الكهرباء السوري على مدى السنوات الماضية تدميرًا كبيرًا، بجانب الإهمال في إعادة عدد كبير من خطوط الكهرباء إلى الخدمة، إضافةً إلى عمل المحطات بأقل درجات الحماية، وكذلك إهمال صيانتها بشكل كبير".
محطات توليد الكهرباء في سوريا
كشفت وزارة الكهرباء أن عددًا كبيرًا من محطات توليد الكهرباء في سوريا خلال المدة الماضية كان خارج الخدمة، ولا تتوفر له صيانة، كما لا تتوفر أعمال صيانة لمحطات التحويل ومحطات نقل الكهرباء في البلاد.
وتابع: "من اللحظات الأولى تمّ الإيعاز لجميع الموظفين بضرورة إعادة بدء الدوام والعمل، وكانت هناك استجابة كبيرة من جانب الجميع، إذ عاد الموظفون إلى أعمالهم خلال أول يومين بعد تحرير سوريا"، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ولفت إلى أن وزارة الكهرباء بدأت العمل بتوجيه جميع "الورش" بمختلف المحافظات، وفي مقدّمتها العاصمة دمشق، للاستجابة لجميع حالات الطوارئ التي يواجهها المواطنون، لتوصيل التيار الكهربائي إليهم.
وكانت الخطوة التالية، وفق المتحدث باسم وزارة الكهرباء السورية، إجراء مسح لتقدير وتقييم احتياجات شبكات الكهرباء، وكذلك محطات التحويل، وهي الأعمال التي ما تزال مستمرة حتى الآن، وتستهدف امتلاك قاعدة بيانات صحيحة ودقيقة لأهم الاحتياجات.
وزارة الكهرباء السورية
قال متحدث وزارة الكهرباء السورية، إن هناك خطة من 3 مراحل، المرحلة الأولى منها -وهي الأهم- الطوارئ، والهدف من هذه المرحلة هو تخفيف عدد ساعات تقنين أو انقطاع الكهرباء في سوريا، إذ إن عدد ساعات وصول التيار لا يتجاوز ساعتين أو 3 ساعات خلال اليوم.
وأوضح أن السبب الرئيس في قلة وصول التيار إلى المواطنين على مدار 24 ساعة، هو قلة التوليد، الناتج عن توقُّف تدفُّق الغاز إلى سوريا، وكذلك توقُّف تدفُّق الفيول، الذي يأتي من مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
الحالة العامة لوضع الطاقة الكهربائية في سوريا .... من المتحدث
لوزارة الكهرباء السورية pic.twitter.com/p2vdR5eH2v— SOLAF ???????? (@Solaf_DW) January 25, 2025
ومن بين الأسباب أيضًا، وفق المتحدث، توقُّف توريد الوقود اللازم لتوليد الكهرباء من جانب الشركات التي كانت متعاقدة مع النظام السابق، وخاصة الشركات الإيرانية، وهو ما أدى إلى الاعتماد على الرصيد الاحتياطي من "الفيول" لدى محطات التوليد.
وأضاف: "تتضمن مرحلة الطوارئ، أيضًا، توجيه جميع الورش المتخصصة في الجهد المنخفض أو المتوسط أو العالي للعمل حتى إعادة تأهيل المحطات والشبكات بطريقة تجعلها قادرة على التوليد وزيادة الإنتاج، وذلك بعد توصُّل وزارة الكهرباء في سوريا إلى حلول أو بعض الاتفاقات مع الدول الصديقة".
وتوقعت الوزارة أن تستغرق هذه المرحلة نحو 6 أشهر، والهدف الأساس منها هو زيادة عدد ساعات توليد الكهرباء، ووصول التيار إلى المواطنين، وفق خطة العمل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
أمّا المرحلة الثانية، فهي إعادة البناء، وسيكون التركيز فيها على إعادة بناء محطات توليد الكهرباء في سوريا، وكذلك محطات التحويل وخطوط النقل الرئيسة والفرعية، وكذلك شبكات التوزيع، بجانب تشجيع الطاقة البديلة "الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية"، وستكون هذه المرحلة بين عام و3 أعوام.
وستكون المرحلة الثالثة والأخيرة للتطوير والاستدامة، والهدف الرئيس من هذه المرحلة هو تحقيق الاكتفاء الذاتي من التوليد، وحصول المواطنين على التيار طوال الـ24 ساعة، بالإضافة إلى العمل على برنامج الترشيد الكهربائي، وهذه المرحلة تمتد بين 3 و 10 سنوات.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..
0 تعليق