ارتفعت أسعار النفط من أدنى مستوياتها في أسبوعين خلال تعاملات اليوم الثلاثاء 28 يناير/كانون الثاني (2025)، في محاولة لتعويض جزء من الخسائر التي لحقت بها في الجلسة الماضية.

وتواجه أسواق النفط رياحًا معاكسة بعد بيانات اقتصادية ضعيفة من الصين وتوقعات لتحسّن الطقس في أماكن أخرى، مما يشير إلى تدهور توقعات الطلب.

أعلنت الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، أمس الإثنين، انكماشًا غير متوقع بنشاط التصنيع في يناير/كانون الثاني، مما يزيد من المخاوف بشأن نمو الطلب العالمي على الخام.

وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، أمس الإثنين 27 يناير/كانون الثاني، على انخفاض بنسبة 2%، لتواصل نزيف الخسائر الممتدة من الأسبوع الماضي، وسط توقعات بزيادة المعروض.

أسعار النفط اليوم

بحلول الساعة 06:31 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:31 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم مارس/آذار 2025، بنسبة 0.51%، لتصل إلى 77.47 دولارًا للبرميل.

كما زادت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم مارس/آذار 2025، بنسبة 0.46%، لتصل إلى 73.51 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

واستقر سعر خام برنت أمس الإثنين على تراجع بنسبة 1.8% عند أدنى مستوياته منذ 9 يناير/كانون الثاني، في حين هبط خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2% إلى أدنى مستوياته منذ 2 يناير/كانون الثاني.

وكان الخامان القياسيان (برنت، وغرب تكساس الوسيط) قد سجّلا خلال الأسبوع الماضي خسائر بنسبة 2.8% و3.5%، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب حالة طوارئ وطنية في قطاع الطاقة تهدف لتعزيز إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة.

وكرّر ترمب، يوم الجمعة، دعوته لمنظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" إلى خفض أسعار النفط من أجل الضغط على روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وقال ترمب: "أحد السبل لوقف الحرب في أوكرانيا بسرعة هو أن تتوقف أوبك عن جني الكثير من الأموال وخفض أسعار النفط.. تلك الحرب ستتوقف على الفور".

كما هدّد ترامب بضرب روسيا "والدول المشاركة الأخرى" بالضرائب والرسوم الجمركية والعقوبات إذا لم يُتَوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا قريبًا.

تحليل أسعار النفط

قال محلل آي جي (IG)، يب جون رونغ حول تحليل أسعار النفط: "النبرة العامة للحذر في بيئة المخاطر، إلى جانب أرقام مؤشر مديري المشتريات الصينية الضعيفة التي تلقي مزيدًا من الشكوك على توقعات الطلب على النفط في الصين، قد تكون بمثابة ضغط على أسعار النفط".

ومن المتوقع أيضًا أن يتأثر الطلب على النفط الخام في الصين بسبب العقوبات الأميركية الأخيرة على تجارة النفط الروسية.

ويرى محللو إف جي إي (FGE) أن مصافي التكرير في شاندونغ تخسر ما يصل إلى مليون برميل يوميًا من إمدادات النفط الخام على المدى القريب، وسط الحظر الذي فرضته مجموعة ميناء شاندونغ على الناقلات الخاضعة لعقوبات الولايات المتحدة.

وأشار المحللون إلى أنه "يجري البحث عن براميل خام بديلة للإمدادات الروسية في الوقت نفسه، لكنها تأتي بتكلفة أعلى بكثير".

وأوقف العديد من المصافي المستقلة في الصين عملياته، أو تخطط للقيام بذلك، لأوقات صيانة غير محددة، إذ أدت السياسات الجمركية والضريبية الصينية الجديدة إلى زيادة خسائر المصانع.

وقال محللو إف جي إي (FGE)، إن الهند، ثالث أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، تواجه أيضًا انقطاعات في إمدادات النفط الروسية، لكن مصافي التكرير هناك تستغل مدة تخفيف العقوبات لإجراء عمليات شراء حتى مارس/آذار.

كما تشير توقعات الطقس في الولايات المتحدة إلى درجات حرارة أكثر دفئًا من المعتاد خلال هذا الأسبوع، مما يؤثّر بالطلب على وقود التدفئة، بعد أن أدى البرد الشديد إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي والديزل خلال الأسابيع الماضية.

وقال محلل النفط في ستون إكس، أليكس هودز: "درجات الحرارة في الولايات المتحدة وأوروبا ترتفع، مما يسمح للطلب على وقود التدفئة بالانخفاض بعض الشيء".

وتعرضت الأسواق المالية الأوسع لضغوط بسبب تزايد الاهتمام بنموذج الذكاء الاصطناعي منخفض التكلفة الذي أطلقته شركة "ديب سيك" DeepSeek الصينية.

وقال محلل آي جي، يب جون رونع: "تبدو الخسائر في سوق النفط محدودة نسبيًا بسبب الاضطرابات في أسهم التكنولوجيا الأميركية".

وأضاف أنه من المرجّح أن يستمر الحذر مع اقتراب الموعد النهائي لفرض الرسوم الجمركية الأميركية في 1 فبراير/شباط، إذ من المرجّح أن تؤدي أيّ قيود تجارية محتملة إلى مخاطر سلبية على النمو العالمي، وهو ما قد يترجَم إلى ضغط نزولي على النفط.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..