تمكّن فريق من الباحثين المغاربة بجامعة ابن زهر بأكادير من تطوير خوارزمية ذكية لتحديد أنواع الثعابين بالبرية المغربية اعتمادا على الذكاء الاصطناعي، وذلك في إطار “الجهود الرامية إلى تحسين إدارة حالات التسمم الناتجة عن لدغات الأفاعي بالمغرب”، إذ يمكن الاستعانة بها من قبل العاملين في المجال الصحي لضمان التدبير الجيد للحالات الوافدة على المراكز الاستشفائية.
واعتمد هذا العمل، وفق الواقفين وراءه، على “قاعدة بيانات تضم أكثر من 15 عاما من جمع البيانات الميدانية المتعلقة بصور الثعابين، التي ساهمت في توفير قاعدة بيانات شاملة تغطي جميع أنواع الأفاعي المتواجدة بالمغرب، ما يشكل ميزة أساسية في عملية تدريب الخوارزمية التي يمكنها تحقيق تصنيف دقيق للزواحف ذاتها”.
وتعتمد هذه الخوارزمية المطوّرة على تقنيات “التعلم العميق Deeplearning”، إذ كشفت نتائج التجارب الأولى وصول دقة التصنيف باعتماد الخوارزمية ذاتها إلى 93 في المائة، وبإمكانه أن يدعم الاستجابة السريعة والفعالة في حالة اللدغات السامة. ويتشكل الواقفون وراء هذا المشروع من متخصصين في علم الزواحف herpetology وعلم البيانات والذكاء الاصطناعي Data science بالجامعة سالفة الذكر.
وبحسب هؤلاء فإنه “يتم العملُ على تحسين كفاءة الخوارزمية الجديدة وتقوية قدراتها التكيفية بالتعاون مع فرق بحث مغربية وسويسرية ضمن مشروع يطلق عليه ‘SERPENT ID’؛ وهو المشروع الذي يوفر أداة تشخيص موثوقة وسهلة الاستخدام بالنسبة للمهنيين الصحيين وعلماء الزواحف وعامة المجتمع”.
عبد الله بوعزة، عضو فريق العمل على هذا المشروع، أكد أن الأخير “يروم توفير بنك للمعلومات لفائدة المهتمين، بمن فيهم العاملون بالمجال الصحي والأكاديمي، من أجل تسهيل عملية التعرف على أنواع الأفاعي بالمغرب قصد تدبير التعامل معها، خصوصا إذا تعلق الأمر بحوادث لدغ”.
وأضاف بوعزة، في تصريح لهسبريس، أن “هذا المشروع سيخضع للمزيد من التطوير والتحسين بالتعاون مع باحثين مغاربة آخرين وسويسريين، وذلك بعدما كانت النتائج الأولية جد إيجابية، إذ تستطيع هذه الخوارزميات تقديم المعطيات اللازمة عند تقديم صور بخصوص أنواع الزواحف المراد التعرف عليها، باعتماد تقنية تحليل هذه الصور بشكل أوتوماتيكي”.
كما ذكر المتحدث أن “هذا المولود العلمي كان نتاجا لتعاون فريق من الخبراء في مجال الزواحف وآخرين من المشتغلين في حقل التعلم العميق والذكاء الاصطناعي بجامعة ابن زهر بأكادير، إذ اقتضى الأمر الجمع بين ما هو نظري وما هو تطبيقي لإخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود، الذي سيكون ذا إضافة، خصوصا بالنسبة للعاملين في المجال الصحي”.
ولفت الباحث ذاته إلى أن “بنك المعطيات الذي تنبني عليه الخوارزمية يضم حوالي 500 صورة مختلفة عن كل نوع من الأفاعي الموجودة بالبرية المغربية، ما يعني أنه بإمكانه أن يمكن الفاعلين في المجال الصحي من التعرف على كل نوع على حدة بشكل إلكتروني فقط، وما إن كان ساما أو غير سام”، مؤكدا أن “المشروع سيخضع لمزيد من التطوير حتى يتم إيصال نسبة التجاوب مع طلبات مستعمل التطبيق إلى مائة في المائة”.
0 تعليق