شهدت الأوساط السياسية والشعبية في الجزائر حالة من الارتياح والنشوة عقب الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي أتى بعد أكثر من خمسة عشر شهرًا من العدوان والحصار الإسرائيلي.
ولم تقتصر ردود الأفعال على الإشادة بالاتفاق فحسب، بل امتدت إلى دعوات لتحويل هذا الإنجاز إلى فرصة لإعادة إعمار القطاع المنكوب.
موقف رسمي داعم للفلسطينيين
في بيان صادر عن وزارة الخارجية الجزائرية، أعربت الجزائر عن ارتياحها الكبير لهذا الاتفاق، معتبرة إياه خطوة أساسية للتخفيف من معاناة الفلسطينيين.
وأكد البيان أن الاتفاق يمثل ثمرة جهود وساطة دولية مضنية، مشددًا على ضرورة التزام الأطراف كافة بوقف شامل ودائم لإطلاق النار، مع ضمان إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وأبرزت الخارجية الجزائرية أهمية استكمال الاتفاق بخطوات ملموسة لإعادة إعمار غزة وفتح المجال أمام إقامة دولة فلسطينية مستقلة، معتبرة ذلك الحل النهائي للصراع العربي الإسرائيلي.
كما أشارت إلى الدور الفاعل الذي لعبته الجزائر في مجلس الأمن، حيث دأبت على الدفاع عن القضية الفلسطينية وحشد الدعم الدولي لإنصاف الشعب الفلسطيني.
ردود فعل حزبية وشعبية
على المستوى الحزبي، وصفت حركة مجتمع السلم، كبرى الأحزاب الإسلامية في الجزائر، الاتفاق بأنه “انتصار تاريخي” للمقاومة الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني.
وأشادت الحركة بالدور الجزائري في دعم القضية الفلسطينية، سواء من خلال الجهود الدبلوماسية أو المبادرات الشعبية.
وأكدت الحركة في بيانها أن المقاومة الفلسطينية أثبتت قدرتها على مواجهة العدوان وتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية رغم الخسائر الفادحة.
كما دعت إلى تشكيل تحالف عالمي لمواجهة المشروع الصهيوني الذي يهدد الأمن الإقليمي والدولي، وحثت الدول العربية والإسلامية على المساهمة في إعادة إعمار غزة وتوفير الإغاثة للشعب الفلسطيني.
نداء لإعادة الإعمار
في خضم هذه الأحداث، وجه الباحث الجزائري المتخصص في علم المستقبليات، وليد عبدالحي، نداءً إلى الرئيس عبدالمجيد تبون يدعوه فيه إلى قيادة مبادرة لإعادة إعمار غزة.
وأشار عبدالحي إلى أن معركة إعادة الإعمار لا تقل أهمية عن معركة السلاح، لافتًا إلى ضرورة تنظيم مؤتمر دولي لجمع التبرعات.
وأكد عبدالحي على أهمية الدور التاريخي للجزائر في دعم حركات التحرر الوطني، مشددًا على أن الشعب الجزائري، الذي عانى من ويلات الاستعمار، لن يتوانى عن تقديم المساندة المادية والمعنوية للشعب الفلسطيني.
تقدير المقاومة للجزائر
وفي كلمة ألقاها القيادي في حركة حماس، خليل الحية، بمناسبة الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، خص الجزائر بالشكر على دورها في دعم الشعب الفلسطيني.
كما سلط الضوء على الجهود الجزائرية المبذولة في الساحة الدبلوماسية، بما في ذلك طرح مشاريع قرارات لوقف العدوان الإسرائيلي رغم العوائق الدولية.
دور دبلوماسي وإنساني بارز
تجلت جهود الجزائر بشكل خاص في تقديم الدعم للقضية الفلسطينية على الساحة الدولية، حيث طرحت عدة مشاريع قرارات في مجلس الأمن وساهمت في تعزيز الضغوط لمحاكمة قادة الاحتلال أمام المحاكم الدولية.
وقد نظمت الجزائر ندوة دولية حضرها مئات المحامين، بينهم المحامي الراحل جيل ديفير، لرفع دعوى قضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد قادة الاحتلال.
يجمع الجزائريون بين الاحتفاء بالاتفاق والدعوة إلى التحرك الفعّال لإعادة إعمار غزة، وسط تطلعات إلى أن تُشكل الجزائر نموذجًا في دعم الشعب الفلسطيني ليس فقط بالكلمات، بل أيضًا بالأفعال.
إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق