في أول مؤتمر صحفي لها كمُتحدثة باسم البيت الأبيض، زعمت كارولين ليفيت أن إدارة ترامب أوقفت ما وصفته بـ”إهدار سخيف” لأموال دافعي الضرائب، في إشارة إلى 50 مليون دولار قالت إنها كانت مُخصصة لشراء “واقيات ذكرية” في غزة.
التصريح أثار جدلًا واسعًا، خصوصًا بعدما كرره ترامب في خطاب لاحق، مدعيًا أن فريقه أوقف هذا التمويل لمنع وصول الواقيات الذكرية إلى حركة حماس، لكن مراجعة دقيقة لهذه المزاعم تكشف أنها تفتقر لأي دليل رسمي، إذ لم يقدم البيت الأبيض أي وثائق تدعمها، وعندما طلبت شبكة “CNN” إثباتًا، لم تتلقَّ سوى تقرير من “فوكس نيوز” يحتوي على اقتباس من ليفيت نفسها، دون أي مصادر مستقلة تؤكد صحة الادعاء.
تناقض المزاعم
تشير شبكة “سي إن إن” الأمريكية إلى أنه لا وجود لتمويل كهذا في السجلات الرسمية، ولم تذكر وزارة الخارجية الأمريكية أي مُخصصات مالية بقيمة 50 مليون دولار لشراء واقيات ذكرية في غزة.
المتحدثة باسم الوزارة، تامي بروس، تحدثت عن قرار الإدارة الأمريكية بتجميد 102 مليون دولار من “التمويل غير المُبرر”، لكنها لم تحدد كم من هذا المبلغ كان مُخصصًا لوسائل منع الحمل، ولم تشر إلى الواقيات الذكرية تحديدًا، حسب ما ذكرت “سي إن إن “، الأربعاء 29 يناير 2025.
البرنامج لا يشمل واقيات ذكرية
خصصت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) مبلغ 50 مليون دولار على مدار 5 سنوات لبرنامج “التعافي الصحي في غزة”، وهو مشروع يهدف إلى تحسين الخدمات الصحية الأساسية في القطاع، غير أن المنظمة المتعاقدة لتنفيذ البرنامج “أنيرا”، أكدت بشكل قاطع أنها لا توفر الواقيات الذكرية ضمن أنشطتها.
وقال المتحدث باسم المنظمة، ستيف فيك: “بالتأكيد، لا يوجد شراء للواقيات الذكرية في برنامجنا، مشروع التعافي الصحي في غزة لا يتضمن أي أنشطة تتعلق بتنظيم الأسرة”.
إنفاق أقل من المذكور
وفق صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، ذكر تقرير حديث صادر عن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أن إجمالي إنفاقها العالمي على الواقيات الذكرية في عام 2023 بلغ 7.1 مليون دولار فقط، بينما أنفقت 1.1 مليون دولار إضافية على الواقيات الأنثوية، وذهب معظم هذا التمويل إلى دول إفريقية.
وهذا يعني أن الرقم الذي ذكرته ليفيت لغزة وحدها يعادل 6 أضعاف ما تنفقه الوكالة الأمريكية عالميًا على هذا الغرض.
نفي قاطع
منظمة “الفيلق الطبي الدولي”، التي تتلقى تمويلًا أمريكيًا لإدارة مستشفيين ميدانيين في غزة، نفت استخدام أي أموال أمريكية لشراء أو توزيع الواقيات الذكرية.
وأكد المتحدث باسم المنظمة، تود بيرنهاردت، أن التجميد الحالي للمساعدات سيؤدي إلى تعطيل العمليات الجراحية المنقذة للحياة، وتأخير علاج سوء التغذية الحاد، وتعطيل خدمات العناية المركزة لحديثي الولادة، ولم يرد في أي من تقارير المنظمة أي ذكر لتمويل الواقيات الذكرية.
ادعاء بلا أساس
إجمالًا، أثبتت وسائل إعلام موثوقة مثل “سي إن إن” و”واشنطن بوست” وغيرها، إلى أن الزعم بأن 50 مليون دولار كانت مُخصصة لشراء الواقيات الذكرية في غزة لا يستند إلى أي دليل موثق، ولم تؤكده أي جهة رسمية أو مستقلة.
وبناءً على هذه الحقائق، يُصنف تصريح ليفيت ضمن الأخبار المُضللة، ليحصل على أعلى تصنيف في مقياس “بينوكيو” للأخبار الزائفة، ما يشير إلى أنه ادعاء عارٍ من الصحة.
إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق