محجوزات "خلية حد السوالم" الإرهابية تشمل لوازم إعداد متفجرات خطيرة

0 تعليق ارسل طباعة

استعرض عبد الرحمان اليوسفي العلوي، رئيس القسم التقني وتدبير المخاطر بمديرية الشرطة القضائية، تفاصيل دقيقة حول مختلف الآليات والمواد والمساحيق التي تم ضبطها في حوزة الأفراد المشكلين لخلية “الأشقاء الثلاثة” بحد السوالم.

وأكد اليوسفي العلوي، ضمن الندوة الصحافية التي عقدت برحاب مقر المكتب المركزي للأبحاث القضائية بمدينة سلا، اليوم الخميس، أن نتائج الخبرة العلمية التي أنجزها المختبر الوطني للشرطة العلمية التابع لمديرية الشرطة القضائية تشير إلى أن هذه المحجوزات المختلفة في الشكل والنوع بإمكانها تمكين عناصر الخلية الإرهابية من صناعة متفجرات خطيرة.

ووفقا للمصدر ذاته، فإن عملية الاقتحام كانت قد أسفرت عن حجز مجموعة من المواد المشبوهة بمنزل “الأشقاء الثلاثة”؛ القسم الأول منها يخص مواد كيميائية، وهي عبارة عن مساحيق وسوائل مختلفة في اللون والشكل. أما القسم الثاني فيهم مسامير وبعضا من الأسلاك المستخدمة في عمليات التلحيم، في حين إن القسم الثالث يخص معدات وأدوات توظف عادة داخل المختبرات.

ومن بين هذه المواد التي شملها التحقيق، “نترات الأمونيوم، بيكاربونات الصوديوم، حمض الهيدروكلوريك، الكبريت، الكبريت المجهري الصافي بنسبة 99 في المائة، ماء الأوكسجين، ثم مادة الوايت سبيريت، إلى جانب فحم الخشب ومسحوق الفحم ومسحوق السكر ومسحوق آخر يمكنه الاشتغال بأقل شرارة”.

ووفقا للمصدر نفسه، تم اكتشاف مبيد للفئران “Raticide”، أنبوب “PVC”، ألصقة سوداء، سلك القصدير “Fil d’étain”، جهاز مولتيميتر، إلى جانب مواد أخرى، إذ كشفت نتائج الخبرة أنه “يمكن من خلال هذه العناصر الحصول على مجموعة من المحاليل المتفجرة المختلفة من ناحية القوة الانفجارية، بالنظر لحساسيتها”.

كما بيّن المسؤول ذاته أن هذه المواد الكيميائية المحجوزة عادة ما تستخدم في صناعة العبوات المتفجرة التقليدية، التي تكون في بعض الأحيان أكثر ضررا وقوة من المتفجرات الأخرى، وبالتالي ضمان ما كان يسعى إليه هؤلاء الموقوفون اليوم ضمن هذه الخلية، مبرزا أن هذه المواد في الأساس معدة للاستعمال المدني والفلاحي أو الصناعي أو الأغراض الطبية.

وقال: “لكن مع الأسف يتم تغيير منحى استغلال هذه المواد لأهداف إرهابية وإجرامية تخريبية كما هو الحال بالنسبة لهذه القضية التي تم إجهاضها بفضل يقظة المصالح الاستخباراتية التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني”.

وكشف اليوسفي العلوي أنه “تبين من خلال الخبرة التقنية التي تم القيام بها على المحجوزات أنها تدخل في تهيئة العبوات المتفجرة، خصوصا أنبوب PVC الذي يستعمل كوعاء للمواد المتفجرة، ثم البطاريات والأسلاك الكهربائية المستعملة عادة في تركيب الدارة الكهربائية، والأشرطة اللاصقة المعدّة بهدف تثبيت وربط مكونات العبوات المتفجرة، علاوة عن المسامير الحديدية التي يتم وضعها داخل العبوات المتفجرة التقليدية حتى تكون أكثر فتكا والتي تخلق أكبر عدد من الضحايا سواء قتلى أو جرحى”، موضحا أن “سم الفئران تتم إضافته عادة إلى العبوات المتفجرة حتى تكون أكثر فتكا بالنسبة للضحايا، خصوصا الجرحى منهم”.

أما بالنسبة للمجموعة الأخيرة من هذه المواد التي تم اكتشافها في حوزة أفراد الخلية المفككة، فيتضح أنه “تم اقتناؤها من أجل تهيئة العبوات المتفجرة، وذلك عبر الاعتماد على المواد الكيمائية سالفة الذكر، ويتعلق الأمر بآلة للقياس المتعدد مستعملة لقياس كثافة وقوة التيار، ثم آلة خاصة بالتلحيم لتثبيت عناصر الدارة الكهربائية وربطها بالعبوات المتفجرة، ثم ميزان الكتروني لوزن المواد الكيميائية عند إعداد الخليط المتفجر”.

وخلص المسؤول ذاته إلى أنه على ضوء نتائج الخبرة العلمية والتقنية التي تم القيام بها، يتضح أن “خطورة وجاهزية هذه الخلية تتمثل في كون المواد التي خضعت للخبرة هي أساسية في تهيئة عدد من المتفجرات المختلفة من حيث مكوناتها الكيميائية ومن ناحية حساسيتها وخطورتها وكذلك قوتها الانفجارية”، مفيدا بأن “العنصر الآخر يتعلق بتوفر كل المواد والمعدات الضرورية الخاصة بمباشرة التهييء والتنفيذ الوشيك لهذا المخطط الإرهابي”.

تجدر الإشارة إلى أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية استعرض بمقره بمدينة سلا، ضمن رواق خاص، كل هذه المواد التي خضعت للتجربة والخبرة العلمية والتقنية، وذلك من أجل التعرف عن كثب على المشروع الذي كانت خلية “الأشقاء الثلاثة” منكبة على تطويره قبل تدخل العناصر الأمنية صبيحة يوم الأحد الماضي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق