بعد خسائر فادحة.. انسحاب قوات كوريا الشمالية من كورسك

0 تعليق ارسل طباعة
4

في تطور مفاجئ على جبهة الحرب الأوكرانية الروسية، كشف مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون عن سحب القوات الكورية الشمالية من الخطوط الأمامية في معركة كورسك، بعد تكبدها خسائر بشرية كبيرة. 

الخطوة تثير تساؤلات حول مستقبل الدور الكوري الشمالي في الصراع، وتسلط الضوء على التحديات التي واجهتها القوات منذ نشرها في نوفمبر الماضي.  

تصعيد غير مسبوق

في نوفمبر العام الماضي، وصل ما يقارب 11,000 جندي كوري شمالي إلى الأراضي الروسية لدعم القوات الروسية في مواجهة الهجوم الأوكراني، وفق تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الخميس 30 يناير 2025. 

" frameborder="0">

التحول في الصراع أثار قلقًا دوليًا، خاصة لدى حلفاء أوكرانيا الغربيين، حيث اعتُبر خطوة تصعيدية قد تؤدي إلى توسع غير مسبوق في نطاق الحرب، وكانت المخاوف تتزايد من أن تدخل كوريا الشمالية قد يمهد الطريق لمزيد من التدخلات الخارجية في الصراع.

خسائر فادحة وتقلص القوات

بعد ثلاثة أشهر فقط من نشرها، أكد الجنرال الأوكراني أولكسندر سيرسكي أن القوات الكورية الشمالية تكبدت خسائر هائلة، ما أدى إلى تقلص أعدادها إلى النصف.

 وفقًا للمصادر الأوكرانية، كانت القوات تعاني من ضعف شديد في التنسيق مع القوات الروسية، ما جعلها عرضة للهجمات الأوكرانية، كما أُرسلت إلى ساحة المعركة دون تدريب كافٍ أو دعم مدرع، ما زاد من حدة الخسائر.

ضعف التنسيق مع القوات الروسية

وصفت القوات الأوكرانية الجنود الكوريين الشماليين بأنهم “شجعان لكن غير منظمين”، وأشارت التقارير إلى أن وحداتهم كانت تعاني من نقص في التنسيق مع القوات الروسية، ما أدى إلى تقدمهم في المعركة دون خطط واضحة أو استراتيجيات دفاعية فعالة. 

وفي كثير من الأحيان، تُرك الجنود الكوريون الشماليون يواجهون مصيرهم وحدهم، ما زاد من حدة الخسائر في صفوفهم، وفق التقرير. 

استراتيجية أوكرانيا في كورسك

من جانبها، تستمر أوكرانيا في استخدام منطقة كورسك كأداة ضغط استراتيجية؛ فبعد الهجوم الناجح في أغسطس 2024، الذي أدى إلى السيطرة على أجزاء من الأراضي الروسية لأول مرة منذ بداية الحرب، تسعى أوكرانيا للحفاظ على مواقعها في المنطقة لمواصلة الضغط على القوات الروسية. 

ورغم استعادة روسيا لمعظم الأراضي التي فقدتها، إلا أن الوجود الأوكراني في كورسك يبقى عاملًا مؤثرًا في المعادلة العسكرية.

دوافع كوريا الشمالية للتدخل

ترى الصحيفة، أن دخول كوريا الشمالية على خط الصراع في كورسك لم يكن مجرد دعم عسكري لروسيا، بل جاء في إطار تبادل مصالح استراتيجية.

 ووفقًا للمصادر الأمريكية، كان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون يتوقع من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تقديم دعم في مجال الصواريخ الباليستية، بالإضافة إلى دعم دبلوماسي في الأمم المتحدة، في وقت تعاني فيه كوريا الشمالية من عقوبات دولية شديدة، ما يجعلها بحاجة ماسة إلى حليف قوي مثل روسيا.

التعاون بين روسيا وكوريا الشمالية

لم يقتصر التعاون بين البلدين على إرسال القوات فحسب، بل شمل أيضًا تزويد روسيا بملايين القذائف المدفعية، التي تشكل حاليًا نحو نصف الذخائر التي تطلقها القوات الروسية يوميًا.

كما أرسلت كوريا الشمالية صواريخ وقذائف موجهة لدعم الهجمات الروسية، وفي المقابل، قدمت روسيا مساعدات عسكرية واقتصادية لكوريا الشمالية، بما في ذلك الزيوت والنفط والغذاء، مما يعزز القدرات العسكرية للدولة المعزولة.

ورغم أن سحب القوات الكورية الشمالية من الجبهة قد يبدو خطوة مؤقتة، إلا أن المراقبين يرون أنها قد تكون نتيجة للضغوط الكبيرة التي تعرضت لها القوات، وهناك احتمال أن تعود هذه القوات بعد تلقي تدريبات إضافية أو بعد تطوير استراتيجيات جديدة لتوظيفها بشكل أكثر فعالية.

اقرأ أيضا

إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق