مناقشة رواية "اتجاه عكسي" لنسرين البخشونجي في معرض الكتاب

0 تعليق ارسل طباعة

شهدت قاعة "فكر وإبداع" ببلازا 1 ضمن محور "كاتب وكتاب"، ندوة فكرية تناولت مناقشة رواية "اتجاه عكسي" للروائية نسرين البخشونجي، وذلك في إطار الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بمشاركة الناقد الأدبي الدكتور شريف الجيار والكاتب الدكتور أحمد الصغير، وأدارت الندوة الكاتبة إيمان عنان.

 

استهلت الكاتبة إيمان عنان إدارتها للندوة بالتعريف بالرواية وبالخط العريض الذي يتناوله النص الأدبي، مع استعراض مسيرة ضيوف المنصة وإنجازاتهم الأدبية، ثم بدأ النقاش بتوجه الناقد الأدبي الدكتور شريف الجيار بالشكر للهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، على تنظيم هذا الحدث الثقافي الكبير الذي شهد حضوراً جماهيرياً واسعاً.

 

وأعرب الدكتور الجيار عن سعادته بتجربة الكاتبة نسرين البخشوانجي الروائية، مشيراً إلى أن الرواية "اتجاه عكسي" تحمل عنواناً جذاباً يحمل في طياته العديد من التساؤلات.

 

وقال الجيار: "عند قراءتي لهذه الرواية، فكرت في آليات السرد والنسق الذي تنتهجه الكاتبة، فالخطاب السردي للرواية يطرح تساؤلات عميقة حول الاتجاهات العكسية التي قد يعاني منها الإنسان المصري والعربي"، مضيفا أن الرواية تفتح باب النقاش حول الاضطرابات النفسية والاجتماعية التي تلاحق شخصية السيدة الراوية، حيث يُلاحظ تأثير غياب الأب على الشخصية المحورية، مما يخلق حالة من الارتباك.

 

وأشار الدكتور الجيار إلى أن الرواية تعتمد على ما يُعرف في النقد الأدبي بـ"الذاكرة المثالية"، مستعرضا حالة الاسترجاع للأحداث والشخصيات التي تتنقل بين أسوان والقاهرة. وأوضح أن الرواية تحمل مفارقة بين الماضي والحاضر، حيث تسلط الضوء على التحديات الاجتماعية والسياسية، بما في ذلك تأثيرات الثورات والهجرة والاضطراب النفسي على الأفراد.

 

ورأى أن الرواية تدعو إلى عدم الهجرة والتأكيد على أهمية الحفاظ على الهوية الوطنية والابتعاد عن الاستغلال الرأسمالي في المدارس الدولية، كما أكد أن الرواية تعد بمثابة "حرس إنذار" للمؤسسات المصرية والعربية، مشيراً إلى أنها تطرح تساؤلات هامة حول النظام التعليمي وضرورة الاهتمام بالمواهب المحلية لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

 

من جانبه، اتفق الكاتب الدكتور أحمد الصغير مع هذه الرؤية، مشيراً إلى أن الرواية تتناول أربع بنيات نقدية أساسية، حيث تتشكل من عشرة مشاهد يعكس كل مشهد منها حالة صوفية. وتساءل الصغير عن سبب اعتماد المؤلفة على مقولات عبد الجبار جندي في سرد الرواية. وأضاف أن الرواية تطرح "اتجاهات عكسية" وتحمل رسائل قوية حول الأخطار التي قد تواجه المجتمع في ظل هذه الاتجاهات.

 

وأشاد الصغير بالأسلوب الروائي الذي استخدمته الكاتبة، مشيراً إلى تقنيات السرد الحديثة التي اعتمدت عليها.

 

كما أشار إلى أن الكاتبة تناولت في روايتها بنية المكان بشكل محوري، حيث تم التركيز على ثلاث محافظات مصرية: أسوان، القاهرة، والإسكندرية، مما يعكس أهمية الجغرافيا في تشكيل النص الروائي. وأشاد الكاتبة باعتمادها على الانتقال بين هذه الأماكن واستخدام تقنيات الزمن المُتداخل بين الماضي والحاضر، ما يعزز بناء الحدث الروائي بشكل مميز.

 

وفي الختام، نوه الصغير إلى أن الرواية تتناول قضايا اجتماعية عديدة، خاصة قضية الذات الأنثوية وتناقضاتها، مؤكداً أن الكاتبة قد نجحت في استخدام الأدوات الفنية الحديثة لإيصال رسالتها الأدبية بطرق مبتكرة.

إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق