كان الرئيس دونالد ترامب عدائيًا في كثير من الأحيان تجاه أكبر شركات التكنولوجيا في العالم وقادتها، حيث وصف موقع “فيسبوك” بأنه “عدو الشعب”، وجيف بيزوس بأنه “جيف بوزو”.
ولكن بعد أن بذلوا قصارى جهدهم لتكريمه، اصطف قادة التكنولوجيا في أماكن الشرف في حفل تنصيب ترامب في 20 يناير، فماذا يريد أباطرة التكنولوجيا من ترامب على مدى السنوات الـ4 المقبلة؟.
إيلون ماسك
أوضحت “بلومبرج”، في تقرير نشرته الثلاثاء 28 يناير 2025، أن ماسك قدم نحو 250 مليون دولار في مساهمات لحملة ترامب الرئاسية ولجان العمل السياسي المتحالفة، مع نشره أيضًا دعمًا شخصيًا متحمسًا باستمرار، وإنشاء شبكة اجتماعية داعمة لترامب على منصة “إكس”.
وأضافت أن ماسك يحظى باهتمام ترامب، ويؤدي دورًا فاعلًا في وزارة كفاءة الحكومة التي شكلها ترامب حديثًا، والتي لم تُرَ قوتها الحقيقية بعد، ولكنها تأتي على الأقل مع مكتب في البيت الأبيض وعنوان بريد إلكتروني. مشيرة إلى أن ترامب اختار حلفاء ماسك لإدارة وكالة ناسا، جاريد إيزاكمان، ولجنة الاتصالات الفيدرالية، بريندان كار.
وقالت إن ماسك يهدف للاستفادة من الحكومة الفيدرالية في تقنيات استكشاف الفضاء والشركة التابعة لها، “ستارلينك”، بالإضافة إلى نهج متساهل تجاه السيارات ذاتية القيادة، ما سيفيد شركة “تسلا”، وتخفيف العبء التنظيمي على شركة “سبيس إكس، ومن المؤكد أن ترامب سيفي بتعهده بإرسال رواد فضاء إلى المريخ، وهو ما من شأنه أن يحقق أهداف ماسك.
جيف بيزوس
أفادت الصحيفة بأن شركة “أمازون” تبرعت بنحو مليون دولار للجنة تنصيب ترامب، فيما رفضت صحيفة “واشنطن بوست” تأييد مرشح رئاسي، حيث زعم بيزوس أنه يتجنب خلق التحيّز، ما اعتبره الكثيرون بمثابة استرضاء لترامب، كما حصلت “أمازون” على الحقوق الحصرية لإنتاج فيلم وثائقي عن السيدة الأولى ميلانيا ترامب، التي ستعمل كمنتجة تنفيذية للمشروع.
وأضافت أن بيزوس حصل على مقعد بارز في حفل التنصيب، إلى جانب وجود مقعد إضافي لشريكته “لورين سانشيز”، وأعرب بيزوس، في أواخر العام الماضي، عن تفاؤله الشديد بشأن الإدارة المقبلة، وأن ترامب يبدو “أكثر ثقة واستقرارًا”.
وقالت إن “أمازون” تريد تسوية قضية الاحتكار خارج المحكمة، كما تنفي الشركة ارتكاب أي مخالفات ضد عمال المستودعات، وطعنت في دستورية مجلس العلاقات العمالية الوطني، مشيرة إلى أن قسم الحوسبة السحابية التابع لأمازون، متعاقد رئيس للجيش، وأن شركة الفضاء التابعة لبيزوس، “بلو أوريجين”، تتنافس على العديد من العقود.
مارك زوكربيرج
ساهمت شركة “ميتا” بمليون دولار في حفل التنصيب، وكان زوكربيرج يدعم ترامب بشكل متزايد في الأماكن العامة، وأبرزها عندما علق على إطلاق النار على ترامب بأنه “أحد أكثر الأشياء فظاعة التي رأيتها في حياتي”، كما أجرى زوكربيرج تغييرات كبيرة على سياسات مكافحة المعلومات المضللة، ما أدى إلى تفكيك النهج الذي اشتكى منه ترامب لفترة طويلة.
وأضافت بلومبرج أن ترامب، نتيجة هذا الدعم، لم يعد يفكر علنًا في سجن زوكربيرج مدى الحياة، وبدلًا من ذلك منحه مقعدًا بارزًا في حفل التنصيب، وأدرج ترامب في خطابه أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في 23 يناير، مقترحًا قدمه زوكربيرج مفاده أن يضغط ترامب على أوروبا لتخفيف الإجراءات ضد شركات التكنولوجيا الأمريكية.
وقالت إن “ميتا” لديها الكثير من الأعمال أمام الحكومة الفيدرالية، بما في ذلك نماذج الذكاء الاصطناعي التي تروج لها للوكالات الفيدرالية ومقاولي الدفاع، وتحاول لجنة التجارة الفيدرالية أيضًا إجبار الشركة على بيع “واتساب” و”إنستجرام”، مع إجراء محاكمة في إبريل، وأن زوكربيرج سيستفيد من تقليص نهج مكافحة الاحتكار في عهد بايدن.
تيم كوك
أوضحت “بلومبرج” أن تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة “أبل”، كان الوحيد بين المديرين التنفيذيين في قطاع التكنولوجيا الذي أيّد ترامب في ولايته الأولى، كما أنه قدم تبرعًا شخصيًا بمبلغ مليون دولار للجنة الافتتاحية لولاية ترامب الثانية.
وأضافت أن ترامب أشاد بـ”كوك” علنًا باعتباره “رجل أعمال رائع”، وخلال ولايته الأولى، خفض ترامب التعريفات الجمركية على المكونات التي تحتاجها “أبل” من الصين، وحضر كوك حفل تنصيب ترامب، ولكن مقعده كان بعيدًا قليلًا عن مقاعد رفاقه من المليارديرات.
وقالت إن “أبل” يمكن أن تعاني مرة أخرى من أضرار جانبية في حرب تجارية مع الصين، حيث يتم تجميع أكثر من 80% من أجهزة آيفون، ولفتت إلى أن العلاقة الشخصية بين كوك وترامب تضعه في موقف قوي للتخفيف مرة أخرى من التأثير على عمليات التصنيع لشركته، كما يمكنه أن يفلت من قضايا الاحتكار.
سوندار بيتشاي
قالت الصحيفة إن شركة “ألفابت” قدمت مساهمة قدرها مليون دولار للجنة الافتتاحية، وكمكافأة له جلس بيتشاي بين بيزوس وماسك في حفل التنصيب، كما حضر سيرجي برين، المؤسس المشارك لشركة “جوجل”.
وأضافت أن قضيتَي مكافحة الاحتكار اللتين رفعتهما وزارة العدل الأمريكية ضد شركة بيتشاي أبعد من الدعوى القضائية ضد أقرانها، وقد تؤدي هذه القضية إلى إصدار أمر تفكيك، لكن المعينين الجدد من قبل ترامب لديهم سلطة تقديرية لتغيير القرار الذي تسعى الوزارة إلى تحقيقه، وتمتلك “جوجل” قائمة رغبات لتنظيم الذكاء الاصطناعي تتضمن تكييف القوانين الحالية بدلًا من إنشاء قوانين جديدة.
شو زي تشيو
أصبح الملياردير جيف ياس، المتبرع الضخم للحزب الجمهوري، والذي تمتلك شركته حصة 15% في شركة “بايت دانس” الشركة الأم لتطبيق “تيك توك”، والتي تتخذ من الصين مقرًا لها، حليفًا ومستشارًا مقربًا لترامب، وبعد محاولته حظر “تيك توك” في ولايته الأولى، قال ترامب إن لديه الآن “نقطة جذب” للمنصة.
وجلس شو زي تشيو في الصف خلف المسؤولين التنفيذيين الآخرين في قطاع التكنولوجيا في حفل التنصيب، كما وقع ترامب على أمر تنفيذي يهدف إلى تأخير إنفاذ قانون حظر “تيك توك” اعتبارًا من 19 يناير، لأنه لم يجد مالكًا جديدًا من دون روابط مع الصين.
ولا يزال عمل “تيك توك” في الولايات المتحدة يواجه تهديدًا وجوديًا يرغب تشيو في إنهائه في أقرب وقت ممكن، ولا يزال العمل جاريًا على وضع الخطوط العريضة للحل الدائم، وأعرب ترامب عن أمله في تشجيع مشروع مشترك بين “بايت دانس” ومستثمر أمريكي.
إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق