رؤساء سوريا منذ إعلان الجمهورية إلى 2025.. أحدهم حكم يومًا واحدًا

0 تعليق ارسل طباعة

يكشف تاريخ الرئاسة في سوريا بعد استقلالها عن فرنسا في العام 1946، عن انقلابات عسكرية متتالية ومراحل مختلفة من عدم الاستقرار السياسي، بالإضافة إلى نموذج لرئيس بقي في الحكم ليوم واحد، وحكم لحزب واحد دام أكثر من نصف قرن، وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية.

وفي مرحلة لاحقة من تاريخ سوريا، حفظ السوريون اسم "الرئيس الأسد" لأكثر من 50 عامًا، فمن هم رؤساء سوريا بعد الانتداب الفرنسي، وكيف وصلوا إلى السلطة؟

شكري القوتلي
في أول ولاية رئاسية للقوتلي خرجت سوريا من عهد الانتداب وفي الولاية الثانية دخلت سوريا في عهد جمال عبد الناصر، وكان أول رئيس سوري في مرحلة نهاية الانتداب الفرنسي.

وخلال حملة المطالبة باستقلال سوريا عن فرنسا، نُظمت انتخابات نيابية عام 1943، وفازت بها "الكتلة الوطنية" المناهضة للانتداب.

واتفق أعضاء الكتلة الوطنية على ترشيح شكري القوتلي للرئاسة، فانتخب رئيسًا للجمهورية عام 1943. ومدّد له عام 1946 بعد إتمام الاستقلال عن فرنسا.

وعاد القوتلي مرة جديدة عام 1955 إلى سدّة الرئاسة عبر انتخابات رئاسية تمت في مرحلة قصيرة خلت من الانقلابات العسكرية، وبقي في المنصب حتى عام 1958، عندما تنازل عن الرئاسة بعد إعلان الوحدة بين سوريا ومصر في عهد الرئيس جمال عبد الناصر.

حسني الزعيم 
وأطاح قائد الجيش حسني الزعيم، برئاسة القوتلي في مارس 1949، واعتقل الزعيم، الرئيس القوتلي ورئيس حكومته خالد العظم، وتسلّم الرئاسة في سوريا.

وأتى الزعيم رئيسًا بعد أول انقلاب عسكري شهدته البلاد، لكنه كان فاتحًا لعهود أخرى من انقلابات قادة الجيش ودامت ولاية الزعيم أربعة أشهر فقط، إذ قاد قائد الجيش آنذاك، سامي الحناوي، انقلابًا عسكريًا جديدًا عليه في اغسطس 1949.

سامي الحناوي: رئيس ليوم واحد

حقّق الحناوي رقمًا قياسيًا في تاريخ الرئاسة السورية، بعد جلوسه على كرسي الرئاسة ليوم واحد فقط، من 14 حتى 15 أغسطس1949، إثر رفضه البقاء في السلطة، وسلّم الحكم لرئيس منتخب هو هاشم الأتاسي.

هاشم الأتاسي
تسلّم الأتاسي رئاسة سوريا ثلاث مرات، وكان يلقب بـ "أبو الدستور" و"أبو الجمهورية" لأنه وضع الدستور السوري الأول وكانت ولايته الأولى في عهد الانتداب الفرنسي، واستمرت من عام 1936 حتى عام 1939.

ثم تسلم الرئاسة مرة ثانية عام 1949 بعد الحناوي، إلا أنه تمت الإطاحة بحكمه من قبل قائد الجيش آنذاك، أديب الشيشكلي عام 1951، ثمّ عاد مجددًا إلى الرئاسة لمرة ثالثة، بعد إسقاط الشيشكلي عام 1954. واستمر في منصبه حتى عام 1955.

أديب الشيشكلي
شارك الشيشكلي الذي تدرج في الجيش السوري منذ تأسيسه عام 1945، في انقلابات عدة على رؤساء سوريا السابقين قبل أن يصبح رئيسًا للدولة عام 1953.

إذ شارك الشيشكلي في الانقلاب الذي قاده حسني الزعيم ضد الرئيس شكري القوتلي في 29 مارس من عام 1949.

وانضم في وقت لاحق إلى صفوف الضباط المعارضين بقيادة سامي الحناوي، وقد نجحوا في الإطاحة بحسني الزعيم في 14 أغسطس من عام 1949.

كما شارك في الانقلاب على حكم الأتاسي عام 1952، وعيّن فوزي سلو، رئيسًا جديدًا للبلاد، بعد يوم واحد من الانقلاب.

وفي عام 1953، رشح مجلس النواب الجديد الشيشكلي لرئاسة الجمهورية من دون منافس، بعد تعديل الدستور، ليحصل على 90 في المئة من الأصوات، ويتولى الرئاسة رسميًا في 11 يوليو من عام 1953.

انتهى حكم الشيشكلي في فبراير 1954، بعد الانقلاب العسكري الذي أعاد هاشم الأتاسي إلى الحكم.

الكزبري

كان مأمون الكزبري رئيسًا مؤقتًا آخر تسلم الحكم بين 26 و28 فبراير من عام 1954، بعد إسقاط الشيشكلي، تمهيدًا لعودة الأتاسي عن استقالته وتسلمه الرئاسة مرة ثانية.

وبعد إسقاط الشيشكلي، وانتهاء رئاسة الكزبري المؤقتة والانتقالية، تسلّم الأتاسي رئاسة الجمهورية وبقي فيها حتى انتهاء ولايته ليعود شكري القوتلي إلى المشهد هذه المرة عبر انتخابات رئاسية شهدت تنافسًا في التصويت تحت قبة البرلمان.

وكانت هذه الانتخابات الرئاسية الأخيرة في سوريا قبل أن تدخل البلاد في عهد الوحدة ورئاسة عبد الناصر، لتشهد بعد سنوات انقلابات عسكرية جديدة.

ظهر الكزبري كرئيس مؤقت مرة ثانية أيضًا، بعد انقلاب عسكري أطاح بالوحدة بين سوريا ومصر، وتسلّم الحكم ثلاثة أسابيع. كان ذلك من 29 سبتمبر 1961 وحتى 20 نوفمبر من العام نفسه.

وبعد إعلان الوحدة بين مصر وسوريا تنازل القوتلي عن الرئاسة إلى جمال عبد الناصر، سطع نجم الرئيس عبد الناصر وكسب شعبية واسعة في بلاد عربية بعد تأميم قناة السويس والعدوان الثلاثي على مصر. وأطلق ناصر شعارات القومية العربية والوحدة بين العرب.

وفي عام 1957، تزايدت الضغوط السياسية في سوريا نتيجة التنافس بين الأحزاب. وزاد التوتر بينها وبين الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة بسبب الحلف مع عبد الناصر.

جمال عبد الناصر 
شكّل ضباط سوريون وفدًا إلى مصر للمطالبة بالوحدة مع مصر. ساند طلبهم الرئيس القوتلي وفي 22 فبراير 1958، وقع الرئيسان المصري والسوري رسميًا على ميثاق الوحدة، فتشكلت بذلك "الجمهورية العربية المتحدة".

وأُجري استفتاء شعبي في البلدين أفضى إلى تنصيب عبد الناصر رئيسًا للدولة الموحدة، وأصبحت القاهرة عاصمة الجمهورية العربية المتحدة.

وانتهت مرحلة الوحدة العربية بعد ثلاث سنوات عام 1961 بانقلاب عسكري جديد، قاده قيادي في الجيش يدعى عبد الكريم النحلاوي.

وتسلم رئيسان كرسي الرئاسة في المرحلة الانتقالية هما مأمون الكزبري وعزت النص على الترتيب قبل إجراء انتخابات.

ناظم القدسي

بعد انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة في 28 سبتمبر 1961، أُجريت انتخابات نيابية في ديسمبر من العام نفسه.

وفي 14 ديسمبر 1961، انتخب مجلس النواب ناظم القدسي رئيسًا للجمهورية العربية السورية، وتولى المنصب رسميًا في 15 ديسمبر 1961.

في 8 مارس 1963، وقع انقلاب عسكري في سوريا، قاده ضباط من حزب البعث العربي الاشتراكي، عُرف بـ "ثورة الثامن من مارس".

وأطاح هذا الانقلاب بحكومة ناظم القدسي، واعتقل فترة قصيرة قبل الإفراج عنه والسماح له بمغادرة البلاد.

لؤي الأتاسي
شارك الأتاسي حين كان قائدًا لشرطة حلب في عام 1954، في الانقلاب ضد الرئيس الشيشكلي.

وشارك مرة أخرى، وبدور أكبر، في انقلاب 8 مارس 1963، الذي قاده حزب البعث العربي الاشتراكي، وعُرف بـ"ثورة الثامن من مارس".

بعد نجاح الانقلاب، عيّن المجلس الوطني لقيادة الثورة، الأتاسي رئيسًا لهذا المجلس وقائدًا عامًا للقوات المسلحة ومن ثمّ رئيسًا للدولة في 23 مارس 1963.

قدّم الأتاسي استقالته من منصبه في 27 يوليو 1963 بعد محاولة انقلاب فاشلة ضد حكمه قادها ضباط ناصريون، بهدف العودة إلى الوحدة مع مصر، وأُعدم على أثرها ضباط شاركوا في الانقلاب.

وكان الأتاسي قد اعترض على الحملة ضد الضباط الناصريين بعد فشل الانقلاب، فعزله وزير الداخلية أمين الحافظ وقبل استقالته.

أمين الحافظ

بعد انقلاب 8 مارس1963، الذي قاده حزب البعث العربي الاشتراكي، عُيّن أمين الحافظ وزيرًا للداخلية وعضوًا في مجلس قيادة الثورة.

وبعد عزل الرئيس الأتاسي في 1963، تسلّم الحافظ منصب الرئاسة وقيادة حزب البعث وقيادة الجيش حتى 23 فبراير 1966، حين أطاح انقلاب عسكري قاده صلاح جديد بعهده.

نور الدين الأتاسي: آخر رئيس قبل عائلة الأسد

في 23 فبراير 1966، قاد ضباط في حزب البعث انقلابًا عسكريًا جديدًا.

أطاح هذا الانقلاب بالرئيس أمين الحافظ. وأصبح نور الدين الأتاسي رئيسًا للدولة وأمينًا عامًا لحزب البعث.

وانتقل أحد قادة الانقلاب، صلاح جديد من منصب رئيس أركان الجيش، إلى منصب الأمين العام المساعد للقيادة القطرية لحزب البعث، ونائب الرئيس.

ونشب خلاف بين الأتاسي وصلاح جديد من جهة، ووزير الدفاع آنذاك حافظ الأسد من جهة أخرى وتصاعدت التوترات إلى أن قام حافظ الأسد بانقلاب عسكري في 13 نوفمبر 1970، عُرف بـ"الحركة التصحيحية"، أطاح فيه بكل من الأتاسي وجديد.

حافظ الأسد 
في 16 نوفمبر 1970، قاد حافظ الأسد انقلابًا عُرف بـ"الحركة التصحيحية"، أطاح من خلاله بالقيادة السابقة لحزب البعث، وانتُخب رئيسًا للجمهورية في 22 فبراير 1971، وأعيد انتخابه في استفتاءات لاحقة أعوام 1978، 1985، 1991، و1999.

واستمر حافظ الأسد في الحكم 29 عامًا حتى وفاته في 10 يونيو 2000 إثر نوبة قلبية وبعد وفاته، خَلَفه ابنه بشار الأسد في رئاسة الجمهورية.

بشار الأسد
بعد وفاة والده في يونيو 2000، تم تعديل الدستور لتخفيض سن الترشح للرئاسة إلى 34 عامًا، ونال ترقية برتبة فريق، ما مكنّه من الترشح للانتخابات الرئاسية ويصبح رئيسًا لسوريا.

عرف عهده أطول صراع عسكري داخلي شهدته البلاد واستمر 13 عامًا.

في 8 ديسمبر 2024، انهار نظام بشار الأسد بعد هجوم واسع شنته قوات المعارضة، بقيادة هيئة تحرير الشام، وفرّ مع عائلته إلى موسكو، حيث حصل على اللجوء السياسي.

أحمد الشرع: أواخر 2024 حتى الآن

بعد 13 عامًا من النزاع المسلح في سوريا، قادت هيئة تحرير الشام في 8 ديسمبر 2024، وفصائل عسكرية أخرى معارضة، هجومًا واسعًا سيطرت خلاله في أيام قليلة على مناطق الجيش والنظام السابق في سوريا.

وصلت الفصائل المقاتلة إلى دمشق وانهار نظام حزب البعث وشكّلت هيئة تحرير الشام إدارة جديدة تحت قيادة أحمد الشرع، الذي كان يعرف سابقًا باسم أبو محمد الجولاني، حين كان قائدًا لجبهة النصرة ولهيئة تحرير الشام.

في 29 يناير 2025، أعلن قائد العمليات العسكرية، تعيين أحمد الشرع رئيسًا للبلاد خلال المرحلة الانتقالية، وتم حل الجيش والأجهزة الأمنية السابقة. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق