الاحد 02 فبراير 2025 | 07:37 مساءً

ظل موقع "الوكالة الأميركية للتنمية الدولية" (USAID) خارج الخدمة خلال عطلة نهاية الأسبوع، في ظل استمرار إدارة الرئيس دونالد ترامب في مراجعة مستقبلها ومسار المساعدات الخارجية الأميركية بشكل عام.

عند محاولة الوصول إلى الموقع (usaid.gov) من دول عدة وأجهزة مختلفة، ظهرت رسالة "خطأ في الشبكة" أو صفحة فارغة.

يأتي هذا التطور بعد أن أصدر ترامب الشهر الماضي أمراً تنفيذياً بوقف وإعادة تقييم المساعدات الخارجية الأميركية، ما أدى إلى تجميد مساعدات بمليارات الدولارات كانت تُنسق عادةً عبر هذه الوكالة المستقلة، بالإضافة إلى تعليق عمل عدة مسؤولين كبار.

إدارة ترامب تواجه دعوى قضائية بعد تجميدها المنح والمساعدات الفيدرالية

أدى هذا القرار إلى حالة ارتباك بين المستفيدين من المساعدات الأميركية، لا سيما في أفريقيا وأوكرانيا، حيث تلعب الوكالة دوراً حيوياً في تمويل مشاريع إنسانية، وبرامج صحية، وجهود الإغاثة من الكوارث.

هل هناك إعفاء جزئي للمساعدات الأمريكية؟

أصدر وزير الخارجية ماركو روبيو إعفاءً يسمح بتقديم بعض "المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة" خلال فترة مراجعة تستمر 3 أشهر، تهدف إلى تحديد البرامج التي تتماشى مع رؤية ترامب من بين آلاف مشاريع المساعدات الأميركية حول العالم.

تُعد برامج الوكالة جزءاً أساسياً من الأولويات الاستراتيجية للسياسة الخارجية، حيث تدعم انتقال الدول إلى الطاقة النظيفة، وتنافس الصين في مشاريع البنية التحتية، وتساعد في مواجهة نفوذ موسكو وبكين.

خلال إدارة جو بايدن، أطلقت الولايات المتحدة وحلفاؤها في مجموعة السبع عدة مبادرات لمنافسة مشروع الصين الضخم للبنية التحتية، الذي عزز نفوذها في أفريقيا وأميركا اللاتينية وآسيا.

رغم وقفه مؤقتاً.. قرار ترامب بشأن المنح يشعل فوضى في واشنطن

رغم ذلك، تنظر الإدارة الأميركية الجديدة إلى المساعدات الخارجية على أنها مجرد عمل خيري، دون اعتبار لدورها في تعزيز المصالح الجيوسياسية للولايات المتحدة، حسبما رأى دبلوماسي من إحدى دول مجموعة السبع، رفض الكشف عن هويته لمناقشة قضايا حساسة.

خطط ترامب المستقبلية حول المساعدات الأمريكية

أفادت عدة تقارير، من بينها تقارير لـ"رويترز" و"نيويورك تايمز"، بأن الوكالة قد يتم دمجها قريباً ضمن وزارة الخارجية الأميركية، وذلك في إطار خطط إدارة دونالد ترامب لإعادة هيكلة المساعدات الخارجية.

حذَّر نواب ديمقراطيون على الشبكة الاجتماعية "X"، حيث أُغلِق الحساب الرئيسي للوكالة خلال عطلة نهاية الأسبوع، من أن أي محاولة لإلغاء استقلالية الوكالة ستكون غير قانونية، وتتعارض مع المصالح الأميركية، وستعود بالنفع على الصين.

وقال السيناتور كريس ميرفي من ولاية كونيتيكت، وهو عضو في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إن محاولة "التدمير الكامل" للوكالة "تحدث في هذه اللحظة"، لكنه شدَّد على أن ترامب لا يستطيع إغلاق وكالة فيدرالية بشكل أحادي.