شهدت قاعة فكر وإبداع في بلازا واحد، مساء اليوم الأحد، مناقشة رواية "مجانين أم كلثوم" للكاتب الدكتور شريف صالح، التي أدارتها القاصة هايدي فاروق، وشارك في مناقشتها كل من الناقد الدكتور محمد عبد الباسط والناقد الأدبي الدكتور يسري عبد الله، وذلك في إطار فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب.
بدأت القاصة هايدي فاروق الندوة بعرض مقاطع من بعض أغاني السيدة أم كلثوم، بالإضافة إلى مقاطع من الرواية التي صدرت عن الدار المصرية اللبنانية. كما استعرضت مسيرة الكاتب الإبداعية والجوائز التي حصل عليها، حيث له 20 مؤلفًا في مجالات إبداعية مختلفة. وتعد هذه الرواية جزءًا من الاحتفال بمرور خمسين عامًا على رحيل سيدة الغناء العربي أم كلثوم.
من جانبه، قال الناقد الأدبي الدكتور محمد عبد الباسط عيد: "أعتبر نفسي واحدًا من مجانين السيدة أم كلثوم، وأعتقد أن أي عمل أدبي يتفاعل بشكل واعٍ وغير واعٍ مع التقاليد، ويمكننا اعتبار الرواية عالمًا مكتملًا من حيث الدلالة". وأضاف أن الرواية تحتوي على ثلاث حكايات مترابطة، تبدأ مع أغنية "اسأل روحك" التي كانت سببًا في المصالحة بين والديه، مما جعل الراوي يكتشف أم كلثوم ويبدأ في تشكيل جماعة “حراس تراث أم كلثوم”.
وأشارعبد الباسط إلى أن الرواية تحتوي على بناء حكائي تقليدي، حيث يتحدث الراوي عن علاقته بالسيدة أم كلثوم. وتابع قائلاً: "الرواية تؤكد أن أم كلثوم ليست مجرد مطربة، بل أسطورة شعبية، حيث نرى في الرواية أنها رمزٌ شعبي يعبر عن مرحلة من مراحل تاريخ الغناء العربي:".
من جهته، تحدث الناقد الأدبي الدكتور يسري عبد الله قائلاً:"نحن نطلق على السيدة أم كلثوم لقب"الست"، بينما الكاتب اختار أن يطلق على الرواية اسم"مجانين أم كلثوم" بدلًا من"مجانين الست"، مما يعطي الرواية بعدًا إضافيًا". وأضاف أن الإهداء في الرواية يبدو بسيطًا، لكنه يحمل دلالات عميقة، مشيرًا إلى أن الرواية تعتمد على سردية توثيقية، حيث تسجل وتحلل تأثيرات أم كلثوم على الأجيال المختلفة.
وتحدث عبد الله أيضًا عن "سردية أم كلثوم" في الأدب، مؤكدًا أن الرواية تتناول هذه السردية بشكل يختلف عن النصوص السردية الأخرى التي تمثلها. وأشاد بجهود دار النشر المصرية اللبنانية في إصدار هذه الرواية التي تحمل العديد من الهوامش الفرعية، موضحًا أن هذه الهوامش لا تعد مجرد تفاصيل وصفية، بل هي جزء مركزي في بناء الرواية.
كما أشار إلى التحدي الذي واجهه الكاتب في تقديم رواية عن أم كلثوم وسط الإرث الفني الهائل المرتبط بها، وأوضح أن الرواية تتناول الزمن بشكل محكم، حيث تسلط الضوء على محطات فارقة في حياة أم كلثوم التي ظلت تمثل حالة فريدة من الغناء العربي حتى بعد 60 عامًا من رحيلها.
واختتم يسري عبد الله حديثه بالتأكيد على أن الرواية تفتح أبوابًا جديدة للتفكير في العلاقة بين الواقع والخيال، حيث تتنقل بين السرد الواقعي والخيالي بأسلوب فني يعكس قدرة الكاتب على خلق عوالم سردية معقدة.
إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق