العطلة المدرسية تنعش "أوكايمدن"

0 تعليق ارسل طباعة

انتهت العطلة المدرسية، التي تزامنت مع التساقطات المطرية والثلجية بجبال الأطلس الكبير، وكانت فرصة لزيارة المناطق التي غمرتها الثلوج، ومنها محطة أوكايمدن، التي تعد وجهة سياحية يحج إليها المواطنون من كل مدن المغرب، ويبلغ زوارها الآلاف يوميا، رغم الأشغال التي تعرفها الطريق الرئيسية لهذا المنتجع السياحي الذي يوجد على بعد حوالي 75 كيلومترا من مدينة مراكش.

وإذا كانت السلطات أغلقت الطريق إلى محطة أوكايمدن، لضمان سلامة المواطنين بمناسبة التساقطات الثلجية، فقد فتحتها أمام الزوار من هواة التزحلق بعدما أضحت جاهزة لاستقبالهم، مع تحسن الحالة الجوية، ما كان له انعكاس كبير وملحوظ على الحركة التجارية والاقتصاد المحلي واليد العاملة على حد سواء، وأعاد الحياة والأمل لمحبي الرياضات الشتوية.

لتدبير التنقل بين منعرجات الجبال التي تصطف شامخة في طريق هذه المنطقة السياحية، التي تعرف هذه الأيام أشغالا لإعادة التهيئة، وتوافدا كبيرا للمواطنين الراغبين في قضاء لحظات للترفيه واستكشاف الوجهات المحلية، تجندت القيادة الجهوية والإقليمية بإقليم الحوز، معتمدة على الوسائل الحديثة والكلاب المدربة، وتحريك كل الفرق خلال هذه العطلة، ككوكبة الدراجات النارية، لتسهيل التنقل ذهابا وإيابا، مع انتشار السدود القضائية، وعناصر من المركز القضائي لتحناوت، تمتطي دراجات التزحلق، لاستتباب الأمن بالمحطة، لفائدة الزوار من مغاربة وأجانب، الباحثين عن فرصة للانغماس في جمال الطبيعة، ما يبعدهم عن توتر الحياة اليومية.

أوضح مصطفى قجون، رئيس الجماعة الترابية أوكايمدن، أن السكان استبشروا خيرا بهذه التساقطات التي تعيد الحياة إلى المنطقة، مضيفا أن مصالح وزارة التجهيز والجماعة جندت الآليات لإزالة الثلوج عن الطريق الرئيسية التي تتميز بكثرة الانعراجات، حتى تتيح لزوار المنتجع السياحي فرصة قضاء لحظات ممتعة.

وأردف المسؤول المحلي بأن زيارات الراغبين في قضاء فترات ممتعة بجبال مكسوة بياض الثلوج تدفئ المنطقة، بفعل الحركة التجارية التي تعرف انتعاشا، ما يساعد القاطنين بمداشر الجماعة على كسب ما يساعدون به أنفسهم على الادخار لمواجهة فترة الشتاء وتلبية الحاجيات الضرورية.

أجمعت التصريحات المتطابقة لجريدة الإلكترونية هسبريس، من بعض أصحاب المقاهي، ومدربي رياضة التزحلق، وأصحاب محلات أدوات هذه الرياضة الجبلية، على أن التساقطات الثلجية التي عرفتها العطلة المدرسية، والإقبال الكبير على المنتجع، أمران شكلا فرصة ذهبية لتطوير المنطقة، التي تنتظر مشروعا سيحولها إلى وجهة عالمية، قدمه أخيرا المدير العام للشركة المغربية للهندسة السياحية، خلال اجتماع بعمالة إقليم الحوز، ويرمي إلى تحويل أوكايمدن إلى وجهة سياحية تلبي المعايير الدولية.

ويشمل مشروع تأهيل محطة أوكايمدن مرحلتين، بغلاف مالي إجمالي قدره 230 مليون درهم؛ المرحلة الأولى تشمل تغيير نموذج تدبير المحطة، وتحسين الأداء التقني للآليات وتجديد التجهيزات، وتنفيذ أشغال الصيانة، ووضع تجهيزات السلامة ومواجهة خطر تساقط الثلوج؛ أما المرحلة الثانية فتتضمن تطوير أنشطة ترفيهية جديدة، وبناء مطعم بانورامي في أعلى قمة جبل أوكايمدن، وإنشاء مقصورات متطورة لتقديم خدمات سياحية متميزة.

هشام آيت وارشيخ، رئيس الجامعة الملكية المغربية للتزحلق ورياضات الجبل، أوضح في تصريح لهسبريس أن هذه التساقطات غير كافية لتنظيم الاستعدادات للبطولات العالمية للتزحلق، ما يدفع الفريق الوطني إلى البحث عن المحطات الأوروبية رغم غلائها، وتابع مستدركا: “لكن التعاون مع الأندية والاتحادات بالدول الأوروبية التي تتوفر على محطات التزحلق، كالنمسا وفرنسا، يخفف عنا أثمانها الباهظة”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق