علقت صحيفة “لومانيتيه” الفرنسية، الاثنين 3 فبراير 2025، على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للعاصمة واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال الكاتب في الصحيفة بيير باربانسي: قبيل بدأ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، التي تتعلق بإنهاء الحرب، يزور رئيس الوزراء الإسرائيلي الولايات المتحدة رغم مذكرة الاعتقال الصادرة ضده من قبل المحكمة الجنائية الدولية بسب الحرب على قطاع غزة.
3 أسرى
أضاف أطلقت حركة حماس، السبت 1 فبراير، سراح ثلاثة إسرائيليين (من بينهم الفرنسي-الإسرائيلي أوفر كالدرون) الذين كانوا محتجزين لديها، مقابل الإفراج عن 183 أسيرًا فلسطينيًا.
وتابع باربانسي كانت هذه الخطوة الأخيرة في المرحلة الأولى من ثلاث مراحل تم الاتفاق عليها في إطار وقف إطلاق النار، الذي جرى التوصل إليه بعد خمسة عشر شهرًا من الهجمات الإسرائيلية على غزة. والمرحلة الجديدة التي تبدأ الآن هي بلا شك الأكثر حساسية، إذ يفترض أن تركز على إنهاء الحرب.
وأشار إلى أنه خلال المرحلة الأولى، بدا واضحًا كيف أن نتنياهو كان يبذل كل ما في وسعه لتأخير عمليات التبادل، حتى إنه أرجأ لمدة أربع وعشرين ساعة فتح ممر نتساريم، الذي يتيح لمئات الآلاف من النازحين قسرًا الوصول إلى شمال القطاع الفلسطيني.
نية نتنياهو الاستفزازية
أردف كانت نيته الاستفزازية واضحة، إذ كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يأمل سرًا أن ترتكب حماس خطأً ما، وظن أنه وجد ذريعته خلال عملية التبادل قبل الأخيرة، حيث تعرض الأسرى الإسرائيليون لدفع من قبل حشود أكثر فضولًا من كونها عدائية.
فبالنسبة لنتنياهو، ستبدأ المرحلة الثانية من المحادثات غير المباشرة مع حماس الاثنين 3 فبراير في واشنطن، وفقًا لما أعلنه مكتبه. من المقرر أن يلتقي أولًا بالمبعوث الأمريكي الجديد إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، ثم في اليوم التالي بالرئيس دونالد ترامب.
وأكد أن اختيار ترامب لاستقبال بنيامين نتنياهو كأول ضيف أجنبي له منذ عودته إلى البيت الأبيض لم يكن قرارًا عشوائيًا. فقبيل مغادرته مطار تل أبيب، صرح الزعيم الإسرائيلي أن ترامب وهو سيناقشان “الانتصار على حماس، والإفراج عن جميع رهائننا، ومواجهة المحور الإيراني” في الشرق الأوسط. كما وصف هذه الدعوة بأنها “ذات دلالة”.
إشارات واضحة
أضاف “أعتقد أن ذلك يعكس قوة التحالف الإسرائيلي-الأمريكي” وهو بالفعل إشارة واضحة، خاصة وأن الملياردير الأمريكي طرح فكرة توطين الفلسطينيين في مصر والأردن كوسيلة لـ”تنظيف” غزة. كما أنه يمثل إشارة أخرى على تجاهل المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت مذكرة توقيف بحق رئيس الحكومة الإسرائيلية، والتي قررت إدارة ترامب عدم الاعتراف بها.
إشارة أخرى، لكن هذه المرة من قبل الإسرائيليين أنفسهم، فقد نفّذ الجيش، يوم الأحد 2 فبراير، عدة تفجيرات متزامنة في مخيم جنين للاجئين بالضفة الغربية المحتلة، ما أدى إلى تدمير ما يصل إلى 20 منزلًا في حي سكني.
معادلة معقدة
وفقا للكاتب هذه المرحلة الثانية من المفاوضات قد تنهار بفعل الهجمات الإسرائيلية المتواصلة، لا سيما مع ضغوط اليمين المتطرف الذي يسعى إلى استمرار الحرب، والقضاء على حركة حماس، والسيطرة على كامل فلسطين، ومن بينهم وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، وهو قومي متطرف يهودي قال “علينا تعزيز سيطرتنا وسيادتنا على الوطن في يهودا والسامرة” في إشارة إلى الضفة الغربية المحتلة.
من جهته، يجد ترامب نفسه أمام معادلة معقدة بين دعمه القوي لإسرائيل والحاجة إلى تهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط بما يخدم المصالح الأمريكية، وخاصة من خلال التوصل إلى اتفاق تطبيع بين إسرائيل ودول عربية. لكن هذه الدول لا يمكنها اتخاذ مثل هذه الخطوة دون الحصول على مقابل يتعلق بالقضية الفلسطينية.
إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق