شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجومًا حادًا على الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، وهي المؤسسة الحكومية المسؤولة عن توزيع 42.8 مليار دولار سنويًا في شكل مساعدات تنموية وإنسانية حول العالم، ووصفها بأنها "تُدار بواسطة متطرفين راديكاليين"، متعهدًا بإجراء إصلاحات جذرية قد تشمل إغلاقها أو دمجها في وزارة الخارجية الأمريكية.
وقال ترامب في تصريح مثير للجدل يوم الأحد:
"الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تُدار بواسطة حفنة من المتطرفين الراديكاليين، ونحن بصدد التخلص منهم... وبعد ذلك سنتخذ قرارًا بشأن مستقبلها.
تصريحات ترامب تزامنت مع تحركات واسعة داخل الوكالة طالت العشرات من كبار الموظفين، وإقالات مفاجئة لقادة أمنيين بارزين، وتجريد بعض المسؤولين من صلاحياتهم، مما أثار مخاوف بشأن تأثير هذه الإجراءات على الدور العالمي للوكالة التي تُعد إحدى أكبر الهيئات المانحة في العالم.
إقالات داخل الوكالة وسط خلافات أمنية وسياسية
ضمن حملة التغييرات المفاجئة، قامت إدارة ترامب خلال عطلة نهاية الأسبوع بإقالة اثنين من كبار مسؤولي الأمن في الوكالة، بعد محاولتهما منع أفراد من "إدارة كفاءة الحكومة" (DOGE)، التي يرأسها الملياردير إيلون ماسك، من دخول مناطق محظورة داخل مبنى الوكالة.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن هذه الإقالات جاءت بعد تصاعد الخلافات داخل الوكالة، حيث حاول مسؤولو الأمن منع دخول موظفين غير مرخص لهم إلى مكاتب حساسة، مما دفع خدمة المارشالات الفيدرالية للتدخل وتهديد مسؤولي الأمن باتخاذ إجراءات ضدهم.
نتيجة لهذه الأحداث، تم إقالة مدير أمن الوكالة جون فورهيس ونائبه، ووُضعا في إجازة قسرية، كما فقد ما يقرب من 30 موظفًا في مكتب الشؤون التشريعية والعلاقات العامة إمكانية الوصول إلى بريدهم الإلكتروني بين ليلة وضحاها، ليرتفع عدد كبار المسؤولين الذين تمت إقالتهم أو تجميد عملهم إلى 100 موظف خلال أسبوع واحد.
تجميد المساعدات الخارجية.. تغيير جذري في السياسة الأمريكية
ترافقت هذه التغييرات الإدارية مع قرار مفاجئ من ترامب بتجميد المساعدات الخارجية، حيث أمر بإيقاف معظم التمويلات التي تقدمها الوكالة، قائلًا إنه يريد مراجعة كيفية توزيع الأموال لضمان توافقها مع "أمريكا أولًا"، في إشارة إلى سياسته التي تسعى لتقليص التدخلات الأمريكية في الخارج.
يذكر أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تعد أحد أعمدة السياسة الخارجية الأمريكية، حيث تقدم مساعدات حيوية في مجالات الصحة، الغذاء، التعليم، التنمية الاقتصادية، ودعم الديمقراطية وحقوق الإنسان.
لكن ترامب يعتبر أن هذه المساعدات تُستخدم في تمويل سياسات لا تخدم المصالح الأمريكية بشكل مباشر، ويرى ضرورة إعادة هيكلة أو تقليص دور الوكالة لصالح سياسات أكثر انسجامًا مع أولوياته.
انعكاسات عالمية.. هل يفتح الفراغ الباب أمام النفوذ الصيني والروسي؟
إن تقليص دور الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أو إلغائها قد يكون له تداعيات كبيرة على الساحة الدولية، حيث تعتمد العديد من الدول، وخاصة في إفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، على المساعدات الأمريكية لمواجهة الكوارث الطبيعية، الصراعات، والأزمات الاقتصادية.
في حال انخفاض الدعم الأمريكي، قد تلجأ هذه الدول إلى الصين وروسيا، اللتين تعملان بالفعل على توسيع نفوذهما من خلال الاستثمارات والمساعدات التنموية، مما قد يؤدي إلى تراجع نفوذ الولايات المتحدة في مناطق حيوية.
وهو ما أكده أحد الدبلوماسيين الأمريكيين قائلًا:
"إذا قلصنا دعمنا للدول النامية، فنحن نمنح الصين وروسيا فرصة ذهبية لملء هذا الفراغ وفرض نفوذهما على الساحة الدولية."
إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق