شهدت مفاوضات وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل العديد من العثرات خلال العشرة أشهر الأخيرة حتى يتم الاتفاق ويدخل حيز التنفيذ، وكانت القيادة المصرية لها جهود ودور بارز خلال هذه المباحثات حتى الوصول لوقف إطلاق النار، ليس هذا فحسب بل كان هناك رد مصري قوي حال رفض خطة تهجير وترحيل الفلسطينيين من غزة إلى مصر و الأردن.
ووسط أجواء مشحونة بالأحداث وتسارع الجهود الدبلوماسية لإنهاء معاناة الأبرياء في غزة، نجحت مصر تايمز في الحصول على انفراد خاص حول كواليس المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار، وفي هذا الحوار الحصري، نكشف تفاصيل لم تُعلن من قبل، ونضع القارئ في قلب المشهد التفاوضي من خلال قيادي رفيع المستوى داخل المكتب السياسي لحركة حماس.
“مصر تايمز” أجرت حوار خلال لقاء مع المستشار الإعلامي لحركة حماس طاهر النونو والذي كشف عن كواليس اتفاق وقف إطلاق النار والأهداف التي حققتها حماس من عملية طوفان الأقصى، ويجيب عن مراحل الاتفاق للوصول إلى إعمار غزة، وما هو موقف السلطة الفلسطينية من حكم القطاع بالإضافة إلى موقف المقاومة من الإدارة الأمريكية الجديدة، وموقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" من إدارة قطاع غزة .
في البداية حدثنا عن كواليس المفاوضات؟ وما الذي كان يؤدي إلى تعثرها، وكيف كان الدور المصري خلال المباحثات وكواليس اتفاق وقف إطلاق النار؟
لا أخفى أن الاتفاقات حقيقة كانت شاقة للغاية على مدى 10 أشهر وكانت ما بين القاهرة والدوحة، وفي الأشهر الأخيرة تركزت تحديدا في الدوحة لأن قيادة حماس متواجدة هناك، وكان وفد المخابرات المصرية أيضا متواجد دائما لمتابعة سير الاتفاق ويشارك في هذه المفاوضات بالمقترحات والجهود ساعة بساعة.
ولم يتم ترك شيء للصدف أو للتاريخ والزمن، فقد تم البحث في الحل بشكل مباشر، والكثير من القضايا التي شكلت العديد من العقبات، وكان منها أن إصرار الاحتلال على عدم عودة النازحين و(مصطلح) وقف إطلاق النار، لأنه كان يريد دائما الاحتفاظ بحقه في الهجوم وقتما يشاء على قطاع غزة وهذا كان من النقاط التي كان يصر عليها، ولقد تمسكت حماس بحق عودة الفلسطينيين النازحين، لأن هذا الحق سيفتح بوابات حق العودة لجميع الفلسطينيين في المستقبل .
كما كان هناك خلاف على الخرائط، حيث كان الاحتلال يريد زيادة مساحة المنطقة العازلة التي تصل إلى كيلو ونصف أو 2 كيلو، وقد تم رفض هذا المقترح الذي جاء في الساعات الأخيرة والتأكيد على ضرورة أن يكون هناك انسحاب كامل من قطاع غزة وفق الخرائط المتفق عليها سابقا.
بعد إطلاق سراح الأسرى.. اجتمع وفد من قادة الحركة في القاهرة خاصة بعد دعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن .. فما هي أبرز النقاط التي تحدثتم عنها خلال الاجتماع ؟
تحدثنا عن سير تطبيق الاتفاق، إلى جانب شكر وتقدير القيادة المصرية لدورها في اتفاق وقف إطلاق النار، وتثمين دور مصر على موقفها الأصيل ضد فكرة التهجير وتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى جانب مجمل الدور الذي قامت به الشقيقة مصر في المفاوضات.
وبحث مجريات سير الاتفاق وضرورة التزام الاحتلال الإسرائيلي بنصوص الاتفاق والتي تم التوقيع عليها، والتأكيد على موقف الحركة بالتزامها بالمضي بتطبيق ما تم الاتفاق عليه، و تلبية احتياجات الشعب الفلسطيني في غزة وسبل تعزيز احتياجاته والمساعدات الإنسانية .
هل حققت حماس أهدافها خلال اتفاق وقف إطلاق النار؟
لقد أعلنا جملة من الأهداف في بداية هذه الحرب وهي التي تحققت، ولقد ذكرنا ذلك خلال موقعكم مصر تايمز الإخباري قبل عدة أشهر، حيث كشفنا عن عدة أهداف، في مقدمتها وقف هذه الحرب، والثاني عودة النازحين والثالث الإغاثة والإعمار والرابع إطلاق سراح الأسرى خلال صفقة تبادل .
واليوم بعد نهض هذا الاتفاق ودخل حيز التنفيذ، رأينا جميعا عودة النازحين إلى شمال غزة ، و بدأت عمليات الإغاثة ودخول المساعدات ، والإعمار سيكون في المرحلة الثانية من الاتفاق، وبدأنا صفقة تبادل جادة ومشرفة .
أما الاحتلال في المقابل أعلن أنه سيدمر حماس، وسينهي المقاومة وسيطلق سراح الأسرى بدون مقابل وسيهجر الشعب الفلسطيني، وفي النهاية وقع الاحتلال اتفاق مع حركة حماس، وهو ما يعني أن المقاومة لا تزال متواجدة ، ورأينا هذا التسليم الأسطوري من كتائب القسام بهذا العدد في هذا المشهد الذي لا يمكن أن ينسى .
كما رأينا فشل إسرائيل في تهجير الشعب الفلسطيني، ورأي العالم طوابير العودة وهي تعود إلى الشمال، ورأينا قرار الكنيست بعدم إطلاق سراح الأسرى، وأجرينا عملية تبادل بموافقة الكنيست نفسه وبوجود قيادة اليمين المتطرف، وانتصرت الإرادة الفلسطينية في النهاية.
أثار مشهد تسليم الأسرى الإسرائيليين، غضب تل أبيب ويروا أن مراسم التسليم بها سخرية شديدة من الأسرى، ورأى البعض الاخر أن الأسرى يبدون بصحة جيدة ولا يبدو عليهم آثار الجوع أو التعذيب.. لماذا أرادت حماس أن يظهر هذا المشهد بهذه الصورة؟
مشهد تسليم الأسرى هو تعبير عن جوهر أكثر من المظهر الخارجي، منذ السابع من أكتوبر تعرضت حركة حماس لحملة دعائية مضللة قادتها حكومة الاحتلال والإدارة الأمريكية، وهي أن حماس ارتكبت جرائم ضد الإنسانية وقامت بعمليات اغتصاب وانتهاكات، وهذا لم يحدث وهذا ليس من طبائع المقاومة و كتائب القسام تحديدا.
العالم رأى النقيض تماما لما قاله الاحتلال من ادعاءات كاذبة، بأن الأسيرات يتعرضوا للحط من الكرامة والاعتداء بجميع أنواعه، وأن حماس تعذب الأسرى وتنتهك حقوقهم، وبالمقابل كانوا يقوموا بتعذيب أسرانا على مدار الساعة وحرمانهم من أبسط حقوقهم ومنع الطعام والشراب والدواء وقتل بعض الأسرى.
وعندما خرجوا الأسيرات الاسرائيليات رأى العالم كيف احترمت المقاومة إنسانيتهم كبشر، وكانوا يأخذون حقوقهم كأسرى كما نص الشرع والدين بالتعامل الكريم مع الأسير، حتى أن كتائب القسام كانت تحميهم من الموت أثناء القصف الإسرائيلي لأنهم في مسؤوليتنا في النهاية.
عندما سلم القسام الأسيرات أراد أن يرى العالم هذا المشهد، فنحن لا نخجل من شيء، نحن أسرنا وسلمنا الأسرى وأطلقنا سراحهم بعافية وكل كرامة، وفي المقابل الاحتلال الإسرائيلي في مشهد إطلاق سراح الأسيرات الفلسطينيات الذي كان مهين، حيث كان يتم إطلاق سراحهم بعد منتصف الليل وبعضهم كانوا حفاه، وأثار التعذيب والانتهاك تظهر بشكل واضح على وجوههم، كان الاحتلال يضعهم في حافلات مغلقة النوافذ حتى يخفي جريمته بحق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ولذلك أردنا أن يكون هذا المشهد يظهر على هذا النحو الذي رآه الجميع.
أما بالنسبة للاحتضان الشعبي لأهل غزة للمقاومة فكان ذلك بشكل عفوي منهم، الجماهير خرجت في اليوم التالي للحرب ليحتفوا بكتائب القسام، المقاومة التي أبدعت خلال 15 شهر في الدفاع عن الفلسطينيين إيذاء الاحتلال.
إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية لم يتمكنوا من تحديد مكان الأسرى الإسرائيليين خلال فترة الحرب طوال الخمسة عشر شهرا، لذا أين عاشوا الأسرى أثناء الحرب على غزة، هل في انفاقها كما ذكرت إسرائيل أم في أماكن أخرى؟
علت على وجه طاهر النونو ابتسامة ثقة.. بالتأكيد ستعلن كتائب القسام عن هذا الأمر فيما بعد، لكن الآن هي مسألة أمنية، وعندما ينتهي تسليم جميع الأسرى سيعلم الجميع أين كانوا، وكيف عاشوا موفر لهم الطعام والتأمين اللازم للحفاظ على حياتهم ، وكما كشف كيف كان يعيش الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط ستكشف كتائب القسام، كيف عاش الأسرى والأسيرات؟.
اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يتضمن عدة مراحل .. وضح لنا آلية كل مرة وكيفية تنفيذها؟
المرحلة الأولى تضم تسليم 33 أسير من المدنيين ، وهم محددين بأسمائهم، كما تضم المرحلة الأولى ما تبقى من النساء والمدنيين من كبار السن من الرجال أي ما فوق الـ 50 عاما و أصحاب الأمراض المزمنة، ثم في الأسبوع الأخير من المرحلة يتم تسليم الجثامين.
والمرحلة الثانية تعتمد على الوقف الشامل والتبادل الشامل بمعنى إنهاء ملف الأسرى الاحياء بالكامل واتمامه وقبل أن يتم التسليم يتم توقيع الاتفاق و وقف إطلاق النار التام والدائم وعدم العودة إلى حالة الحرب، والمرحلة الثالثة هي الإعمار.
لكن إسرائيل عادة تخترق اتفاقات وقف إطلاق النار كما حدث في الجنوب اللبناني.. كيف ترون ذلك؟
دعيني أخبرك قاعدة هامة، هناك فرق بين أن أعطي إسرائيل شرعية أن تهاجمني أو أن تهاجمني بدون هذه الشرعية، واذا قامت بذلك سوف نقاوم بكل تأكيد.
ومن الذي يقوم بتنفيذ مهمة إعمار غزة؟
الان من المفترض أن يكون هناك جهود ومؤتمرات دولية لبدء عملية إعادة إعمار غزة بالكامل وهي مسؤولية العالم كله الذي كان شاهدا على هذه الإبادة الجماعية.
في إسرائيل يرون أن الاتفاق به ثغرات لصالح حماس، وأنها قد تستغلها وتتراجع عن الاتفاق ولن يصل إلى المرحلة الثانية وهي تبدو المرحلة الأصعب قبل اليوم الـ 42، خاصة عند دخول قوات أجنبية في القطاع لإدارة غزة؟
غير مطروح لدينا أن يكون هناك قوات أجنبية في غزة، واليوم التالي للحرب هو شأن فلسطيني – فلسطيني، لا علاقة لأي طرف آخر، نحن بدأنا حوارات فلسطينية داخلية بمساعدة الأشقاء في مصر، وقطعنا شوط مهم بها، وكانت فكرتنا الأساسية أن يتم تشكيل حكومة اتفاق وطني، والأخوة في حركة فتح رفضوا لأسباب تعود لهم، وكانت الفكرة الأخرى التي طرحها الأشقاء المصريين تشكيل لجنة إسناد مجتمعي، ووافقت حركة حماس على ذلك، وقطعنا شوط في الحوارات الوطنية، ومرة أخرى تراجع الاخوة في حركة فتح.
تحديداً.. من لحظة إعلان وقف إطلاق النار ودخوله حيز التنفيذ حتى الآن، هل حماس هي من تدير قطاع غزة؟
الإدارة التي كانت موجودة قبل الحرب هي التي تتحمل المسؤولية الآن، لأننا لا يمكن أن نترك قطاع غزة في حالة من الفوضى والفراغ، لابد أن تتحمل المسؤولية جهة ما، هذه الجهة التي كانت موجودة قبل السابع من أكتوبر، وستبقى موجودة إلى حين أن يتم اتفاق وطني فلسطيني على حكومة تحظى بإجماع كل الفلسطينيين.
وأين دور السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس (أبو مازن) في إدارة غزة ؟
أبو مازن يرفض أن يتحمل أي مسؤولية في قطاع غزة، كان بالإمكان أن يتم توافق بين حركات الفلسطينية في تشكيل حكومة توافق وطني، أو لجنة الإسناد المجتمعي أو على الأقل وجود تفاهم حول إدارة المعابر الفلسطينية، لكن أبو مازن تراجع عن كل هذه التفاهمات.
من حديثك حركة حماس لا ترى أبو مازن رئيسا لفلسطين دون قطاع غزة؟
صمت لبرهة قبل الإجابة.. أبو مازن يريد ذلك، ونحن نستغرب من هذا الموقف، ولا ندري سبب لذلك، ونأمل أن يتغير موقفه، ويكون هناك حكومة توافق وطني فلسطيني، وخضنا العديد من الحوارات والاتفاقات، وآن الأوان أن تطبق هذه الاتفاقات حول وجود توافق وطني فلسطيني موحد.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنامين نتنياهو صرح قبل توقيع الاتفاق أنه لا خروج من محور فيلادلفيا، وأثناء الاتفاق تراجع عن ذلك.. كيف توصلتم لاتفاق بشأن إشكالية محور فيلادلفيا؟
يتحدث الاتفاق بكل وضوح عن خروج القوات الإسرائيلية من محور فيلادلفيا على مراحل، وننتظر بدء تنفيذ هذه المراحل المتفق عليها، و سيبدأ الانسحاب ويستكمل في اليوم الـ 50 بشكل كامل.
وكان محور فيلادلفيا يشكل أزمة بسبب تمسك نتنياهو بتواجد قواته على المحور والسيطرة عليه وكان يبدي ذرائع عديدة ولكن أخيرا أدرك بعدم قبول حماس لأي اتفاق ببقاء قوات إسرائيلية في جزء من قطاع غزة.
في حوار سابق رفضتم الحديث عن نتائج عملية طوفان الأقصى.. الآن وبعد اتفاق وقف إطلاق النار واعتراف إسرائيل بفشلها في القضاء على حماس بالتفاوض معكم هل يمكن اعتبار ذلك انتصار لكم؟
نحن أعدنا القضية الفلسطينية إلى وضعها الطبيعي، والجميع أدرك النقاط التالية:
أولا: أنه لا أمن ولا استقرار دون حل.
ثانيا: نحن أظهرنا للعالم أن هذا الاحتلال الذي وضع كل مساحيق التجميل هو مجرم حرب، وعدد من قياداته مطلوبين كمجرمين حرب في المحاكم الدولية.
ثالثا: أعدنا القضية الفلسطينية كقضية عربية مركزية، وكقضية شعبية على مستوى العالم، وإحياء التضامن العالم، وإحداث هزة في الوجدان.
رابعا: إطلاق هذا العدد من الأسرى الفلسطينيين.
خامسا: هناك أثار متعددة في المجتمع الإسرائيلي، وهناك من أدرك في إسرائيل أنه لا أمن ولا آمان في دولة السمن والعسل طالما لم يأخذ الفلسطيني حقه.
سادسًا: نحن صنعنا نموذج مصغر عن تحرير فلسطين، وأن الجيش الإسرائيلي الذي يقال عنه لا يقهر من الممكن أن يهزم، ويمكن هزيمة إسرائيل أمنيا وعسكريا وهذا تم في السابع من أكتوبر.
طالع أيضًا: طاهر النونو: لم نتلقى طلب بشأن مغادرة الدوحة وإسرائيل تحاول الوقيعة بيننا
ما مفهوم الانتصار والهزيمة لدي حماس فلقد اختلف البعض حول من الذي انتصر في هذه الحرب ومن الذي لحقت به الهزيمة ؟
كانت هناك جرائم ارتكبت ضد المدنيين فكان هناك أعداد مهولة من القتلى أما في العمليات العسكرية المقاومة صمدت ووجهت ضربات قوية وصادمة ومؤثرة للعدو كان هناك دفاع بنكهة الهجوم، وفشل الاحتلال في السيطرة على قطاع غزة عسكريا وسياسيا وأمنيا، والدليل أنه لم يستطع إطلاق سراح أسراه بالقوة، والعملية الأمنية العسكرية فشلت، وهناك قاعدة تقول أن القوي اذا فشل في تحقيق أهدافه، فيما حقق الضعيف أهدافه فهذا انتصار للطرف الأضعف.
وفي المعادلة العسكرية نحن الطرف الأضعف، وإسرائيل لديها دعم غربي مفتوح بكل أنواع الأسلحة الذكية وفوق الصوتية والصواريخ والطائرات، وبلغ حجم المتفجرات التي أسقطت على غزة ما يقرب إلى 7 قنابل نووية، ومع ذلك فشل الاحتلال عسكريا في الانتصار على الشعب الفلسطيني، والمقاومة بقيت صامدة، وتوجه الضربات حتى ما قبل اللحظات التي تسبق اتفاق وقف إطلاق النار.
لكن البعض لا يري وجود انتصار في ظل الدمار الشامل وسقوط آلاف الشهداء فهل ترون ذلك انتصارا؟
حركة حماس ترى أنه انتصار كما أوضحت لكي لدينا نماذج عديدة مثل سقوط مليون ونصف شهيد في الجزائر في مقاومته الاحتلال الفرنسي والعالم اعترف بانتصارهم لوقوفهم أمام المحتل وصمودهم لتحرير بلادهم، وفي الحرب العالمية الثانية الاتحاد السوفيتي انتصر رغم تكبده خسائر عديدة وسقوط ملايين الأبرياء والجنود ويحتفلون حتي يومنا هذا بعيد يوم النصر.
هل سيعود قادة حماس إلى غزة.. هل سنشاهد خالد مشعل وخليل الحية وموسى أبو مرزوق في القطاع ؟
بالتأكيد سنعود إلى غزة عندما تكون الظروف متاحة لذلك، غالبية الأخوة من قادة الحركة الذين خرجوا لمهام قبل الحرب أو لأسباب لها علاقة بطبيعة العمل التي تتطلب التواجد بالخارج، لكن خيار الجميع هو العودة إلى أرض غزة .
هل هناك انتخابات قريبة لانتخاب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ؟
حتى هذه اللحظة نحن في إطار عملية التفاوض، والأولوية لدى الحركة الآن أن تستقر الأمور إنهاء المفاوضات على خير، وبالتالي سيتم المضي في مسألة الانتخابات .
حدثنا عن مشكلة الأسيرة أربيل التي بسبب تم تأخير عودة النازحين للشمال؟
إسرائيل أرادت أن ترسل رسالة تعطيل انتقامية بعد مشاهد تسليم الأسرى، وكان شكل من أشكال التلكؤ والتلكيك في نفس الوقت بالنسبة للاتفاق وأرادوا من خلالها تأخير عودة النازحين للشمال، وكان من المفترض إطلاق سراحها ضمن المجموعة الأولى، لكن كان هناك جهود بذلها الوسطاء لأن يكون هناك دفعة يتم إطلاقها يوم الخميس وكان المقترح من جانب حماس.
اجتمعت قادة حركة حماس مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.. هل تناول الحديث عن الأسرى الذين سيتم إبعادهم خارج فلسطين؟
تناول اجتماع حماس مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحث مجريات تطبيق الاتفاق وتم بحث مدى تدفق المساعدات والإغاثة التركية للشعب الفلسطيني بالإضافة إلى ملف الأسرى المستبعدين، بالإضافة إلى بحث الدور التركي المساند والداعم لنا أثناء حرب غزة.
لماذا وافق نتنياهو في ذلك الوقت تحديدا على اتفاق وقف إطلاق النار بالرغم أنه رفض من قبل عدة مرات؟
نتنياهو كان يحاول بجميع الوسائل أن ما لا يحققه بالقوة يستطيع أن يحققه بمزيد من القوة والعنف والإرهاب ولم يفلح في ذلك، والجميع كان يدرك أن هذه الحرب ستنتهي في توقيت ما، ولا شك أن جملة من المتغيرات العالمية والإقليمية ربما ساهمت في اتخاذ هذا القرار لكن نحن على قناعة أن السبب الرئيسي هو صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته.
هل له علاقة باستمرار كتائب القسام في توجيه الضربات وعمل الكمائن للقوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة؟
ربما يكون أيضا هذا أحد الأسباب خاصة بعد تكثيف العمليات في الشمال، وفشل خطة الجنرالات وفشل خطة التهجير والضم، وبالتالي كله هذا جعله يدرك أن المضي أصبح مستحيل إلى جانب نصائح من قيادات جيشه بعدم جدوى الاستمرار في القتال داخل القطاع.
كيف ترى مشهد تعاون الإدارة الأمريكية الجديدة وإسرائيل خاصة أن نتنياهو هو أول زعيم أجنبي يزور الولايات المتحدة الأمريكية بعد تولي ترامب؟
نحن نقول جملة واضحة ندعو الإدارة الأمريكية الجديدة التخلي عن ازدواجية المعايير التي كانت تقوم بها الإدارات السابقة وأن تنظر إلى الحقائق كما هي على الأرض وتقوم باحترام القرارات والقوانين الدولية والقانون الدولي الإنساني وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه وفق هذه القرارات الدولية، وأن تفرض على الاحتلال الالتزام بهذه القرارات والقوانين الدولية.
هل من الممكن أن نرى حماس في اجتماع مع الإدارة الأمريكية؟
لا يوجد لدينا أي "فيتو" على لقاء مع الإدارة الأمريكية، نحن عداؤنا مع الاحتلال ورفضنا واضح للتفاوض المباشر معه، واذا أرادت الإدارة الامريكية لقاء حماس للاستماع والبحث فهذا أمر مقبول من جانبنا.
هل حماس ترى أن الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن فشل التوصل إلى اتفاق أم أنها رفضت التعاون معه؟
بايدن انحاز لإسرائيل واعتبر نفسه في حرب مع غزة والمقاومة الفلسطينية، وشارك في مجلس الحرب وبالتالي اعتقد أنه لم يكن جادا في الوصول إلى اتفاق ينصف للشعب الفلسطيني لأنه وضع نفسه في صف الشراكة ضد المقاومة.
ولكنه كان يتحدث دائما عن وقف إطلاق النار؟
"ممكن".. لكن وزير خارجيته أنتوني بلينكن عندما وصل إلى تل أبيب، قال أنا جئت ليس بصفتي وزيرا للخارجية الأمريكية، ولكن جئت بصفتي يهودي، وهذه كانت علامة لأنه لم يكن في لحظة من اللحظات محايد ولم يتعامل مع القضية بمسؤولية وإنما كان بلينكن متحدث باسم نتنياهو والحكومة الإسرائيلية وكان أكثر يمينية من نتنياهو كان يفعل عكس الموقف الأمريكي.
اقرأ أيضًا: طاهر النونو يكشف لحظات المعركة الأخيرة في حياة زعيم حماس يحيى السنوار
شهدت الأيام الأخيرة عدة استقالات في الجيش الإسرائيلي وحكومة الاحتلال .. كيف ترون ذلك؟
كما أشرت لكي في السابق عن المقاومة وعملية طوفان الأقصى أثرت على المجتمع الإسرائيلي ومن وجهة نظرنا هناك الكثير من الهزات ستحدث ونتنظر أن يحدث ذلك بعد إعلان الحكومة الإسرائيلية خسائرها منذ عملية طوفان الأقصى.
كيف ترى موقف بنيامين نتنياهو وحكومته بعد وقف إطلاق النار وانتهاء الحرب؟
دعيني أخبرك بعيدا عن السياسة.. من وجهة نظري أتوقع تفكك إسرائيل من الداخل وهناك مؤشرات على بداية صراع داخلي، وهناك الآن 3 جبهات بدأت تتشكل في الداخل الإسرائيلي الأولى تل أبيب يحكمها العلمانيين وبقايا اليسار والقدس بها المستوطنين القوميين (الصهيونية القومية)، والمستوطنين في الخليل وهي الصهيونية الدينية، وبسقوط نتنياهو لن يكون هناك شخص توافقي قادر على تشكيل حكومة ائتلافية.
لو كتب لكم العودة إلى قطاع غزة ما هو أول مكان ستذهب إليه ومن أول شخص متشوق لرؤيته؟
أول مكان سأزوره هو قبر أخي رحمه الله وبيتي المهدم لأننا مشروع بناء والاحتلال مشروع هدم، أما أول شخص متشوق لرؤيته فهم عائلتي.
إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق