الاثنين 03 فبراير 2025 | 02:43 مساءً

لقاء نتنياهو وترامب: وقف إطلاق النار والتطبيع مع السعودية على الطاولة

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، أن المناقشات المتعلقة بالشرق الأوسط تشهد تقدمًا، وذلك بالتزامن مع وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن لإجراء محادثات مع ترامب ومسؤولين أمريكيين، من بينهم المبعوث الإقليمي ستيف ويتكوف. حسب ما افاد به الإعلام الإسرائيلي

وفي تصريحاته للصحفيين من قاعدة أندروز المشتركة بولاية ماريلاند، قال ترامب: "المحادثات بشأن الشرق الأوسط مع إسرائيل ودول أخرى تتقدم"، دون الخوض في تفاصيل إضافية, تأتي هذه التصريحات في وقت تستعد فيه إسرائيل وحماس لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بشأن تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي يتضمن أيضًا صفقة لتبادل الأسرى.

وأضاف ترامب، مشيرًا إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بلقبه الشائع: "سيصل بيبي نتنياهو يوم الثلاثاء ، ولدينا اجتماعات كبيرة جدًا مقررة". ومن المقرر أن يعقد الزعيمان لقاءً في البيت الأبيض مساء الثلاثاء، يتخلله عشاء في الساعة التاسعة مساءً بالتوقيت المحلي، مع احتمال عقد مؤتمر صحفي مشترك ولقاء مع عائلات الرهائن.

وقف إطلاق النار والتطبيع مع السعودية

من المتوقع أن تركز المناقشات في واشنطن على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لإحياء مسار التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية. وكانت الرياض قد أوقفت المفاوضات بشأن التطبيع في أعقاب اندلاع الحرب، مطالبةً بحل القضية الفلسطينية قبل إبرام أي اتفاق رسمي.

في المقابل، يواجه نتنياهو ضغوطًا متزايدة داخل حكومته، إذ هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بالاستقالة وسحب دعم الائتلاف الحاكم في حال اتخاذ أي خطوات نحو إنهاء الحرب, من جهتها، تصر حركة حماس على أنها لن توافق على إطلاق سراح مزيد من الرهائن ما لم تتضمن المرحلة الثانية من الاتفاق وقفًا كاملًا للحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.

وأكد نتنياهو، قبل مغادرته إسرائيل، أن بلاده ملتزمة بتحقيق "النصر الكامل" على حماس، مشددًا على ضرورة استعادة جميع الرهائن الذين اختُطفوا خلال الهجوم الذي شنته الحركة في 7 أكتوبر 2023.

ترامب وإسرائيل: دعم ثابت وإعادة ضبط السياسات

على الرغم من دعمه القوي لإسرائيل، تعهد ترامب بإنهاء الحروب في الشرق الأوسط، منسوبًا لنفسه الفضل في الوساطة التي أفضت إلى اتفاق وقف إطلاق النار السابق. وقد أسفر الاتفاق عن إطلاق سراح 13 رهينة من قبضة الفصائل الفلسطينية في غزة، إضافة إلى خمسة مواطنين تايلانديين تم تحريرهم في صفقة منفصلة، مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

ويعتبر اجتماع الثلاثاء بين ترامب ونتنياهو أول لقاء رسمي لترامب مع زعيم أجنبي منذ عودته إلى البيت الأبيض، وهو ما وصفه نتنياهو بأنه "إشارة قوية على متانة التحالف الإسرائيلي-الأمريكي".

ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو يوم الأربعاء بوزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، كما سيعقد يوم الخميس اجتماعات مع قيادات الكونغرس، من بينهم زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ورئيس مجلس النواب، إلى جانب مقابلة متوقعة مع وسيلة إعلام أمريكية بارزة.

مفاوضات غزة..المرحلة التالية

مع دخول المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار أسبوعها الثالث، تستعد إسرائيل وحماس لمفاوضات جديدة تهدف إلى تنفيذ المرحلة الثانية، والتي من المقرر أن تشمل إطلاق سراح 33 رهينة فلسطينية على دفعات مقابل الإفراج عن نحو 1900 معتقل فلسطيني من السجون الإسرائيلية, كما شهدت الهدنة تدفقًا متزايدًا للمساعدات الإنسانية والوقود إلى غزة، إلى جانب السماح بعودة النازحين إلى المناطق الشمالية من القطاع.

لكن الغموض لا يزال يحيط بالمرحلة التالية من الاتفاق، والتي يُفترض أن تشمل ترتيبات لإنهاء أكثر ديمومة للحرب, ومع تصاعد ضغوط عائلات الرهائن في إسرائيل، تتزايد المطالب بضرورة الإسراع في إبرام اتفاق شامل يعالج الأزمة.

وفي حين أبقى سلف ترامب، جو بايدن، على دعم الولايات المتحدة العسكري والدبلوماسي لإسرائيل، فإنه أبدى تحفظات على ارتفاع عدد القتلى المدنيين في غزة، فضلًا عن القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات الإنسانية. في المقابل، سارع ترامب إلى إعادة ضبط العلاقات، حيث ألغى العقوبات المفروضة على المستوطنين الإسرائيليين المتهمين بممارسة العنف ضد الفلسطينيين، وأعطى الضوء الأخضر لشحنة من القنابل الثقيلة التي كانت إدارة بايدن قد منعتها سابقًا.

مع استمرار التعقيدات على الأرض، تبقى الاجتماعات المرتقبة في واشنطن محورية في تحديد مسار المرحلة القادمة للصراع في غزة ومستقبل العلاقات الإقليمية.