تصاعد التوترات الاقتصادية الدولية بسبب سياسات ترامب الجمركية
الاثنين 03 فبراير 2025 | 04:07 مساءً
محمود محيي الدين يحذر من تداعيات التعريفة الجمركية الأمريكية
حذر الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية، من التداعيات الخطيرة التي قد تنجم عن التعريفة الجمركية الأمريكية التي أعلنها الرئيس السابق دونالد ترامب، مشيرًا إلى أنها قد تؤدي إلى اندلاع أول حرب تجارية عالمية في القرن الحادي والعشرين، إذا ما تم تطبيقها وفقًا للمسار المعلن.
وأوضح محيي الدين، في تصريحات متلفزة، أن هذه الرسوم لا تقتصر على نزاعات تجارية محدودة، بل تمتد إلى مستوى أوسع وأعمق مما شهده الاقتصاد العالمي من قيود تجارية سابقة، والتي بلغت أكثر من 3400 قيد على حركة التجارة الدولية، لكنها لم تكن بنفس الحدة والانتشار مع الشركاء التجاريين الرئيسيين.
مقارنات تاريخية مع أزمات اقتصادية كبرى
أكد محيي الدين أن السيناريو الحالي يعيد إلى الأذهان الأوضاع الاقتصادية التي سبقت "الكساد الكبير" في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، والتي ساهمت في اندلاع الحرب العالمية الثانية. وشدد على ضرورة التعلم من دروس الماضي لتجنب تكرار مثل هذه الأزمات التي ألحقت أضرارًا جسيمة بالاقتصاد العالمي.
وأشار إلى أن تأثير التعريفة الجمركية لا يقتصر على ارتفاع الأسعار وتباطؤ النمو الاقتصادي وزيادة البطالة، بل يمتد ليخلق تداعيات سياسية خطيرة. وأوضح أن ردود الفعل الأوروبية ظهرت من خلال دعوات لتعزيز الوحدة السياسية والاقتصادية داخل القارة لمواجهة السياسات الأمريكية.
موجة غضب عالمي وتحركات مضادة
سلط محيي الدين الضوء على تداعيات هذه السياسات على كندا والمكسيك، حيث تعتبر أوتاوا أحد أكبر المتضررين، إلى جانب بكين، في ظل تصاعد النزعة الانتخابية في كندا، ما دفع بعض القوى هناك إلى الدعوة لفرض إجراءات مضادة تشمل مقاطعة المنتجات الأمريكية، وليس فقط فرض تعريفات جمركية مماثلة.
وأضاف أن التعريفات الأمريكية لم تأتِ فقط بدافع معالجة العجز التجاري مع كندا والمكسيك، وإنما اتخذت كأداة لمكافحة الهجرة غير الشرعية، وهو ما يضع كندا في موقف غير مبرر، نظرًا لكونها غير معنية بهذا الملف بنفس الدرجة.
الأسواق تترقب والاحتياطي الفيدرالي في مأزق
أكد محيي الدين أن الأسواق العالمية لا تزال تراهن على أن هذه القرارات الجمركية مجرد تهديدات، مشيرًا إلى أن الأيام القليلة المقبلة، وربما خلال 48 ساعة، ستكشف عن أي تغييرات محتملة. ورغم التراجع الحالي في الأسواق، لا يزال هناك تفاؤل نسبي بإمكانية التراجع عن هذه الإجراءات أو تعديلها أو حتى الطعن في قانونيتها.
كما أوضح أن استمرار الرسوم الجمركية سيؤدي إلى تعقيد قرارات السياسة النقدية، حيث قد تضطر البنوك المركزية إلى التريث قبل رفع أسعار الفائدة، رغم الضغوط التضخمية المتزايدة. وأضاف أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيجد نفسه أمام معضلة حقيقية بين كبح التضخم والحفاظ على استقرار النمو الاقتصادي، مما قد يدفعه إلى الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير في المستقبل القريب.
سيناريوهات مستقبلية ومخاوف من ركود اقتصادي
اختتم محيي الدين تصريحاته بالتحذير من أن أي تباطؤ حاد في معدلات النمو الاقتصادي سيُقيد قدرة الفيدرالي الأمريكي على رفع الفائدة، حتى لو ارتفع معدل التضخم إلى مستويات 3.5% أو 4%. وأشار إلى أن استمرار هذا التوجه قد يُدخل الاقتصاد العالمي في دوامة جديدة من الركود، مما يستدعي ضرورة التراجع عن السياسات الحمائية والبحث عن حلول أكثر استدامة للتعامل مع التحديات الاقتصادية الراهنة.
إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق