تفاعلا مع تساؤلات برلمانية حول خطط وزارة النقل واللوجستيك لتطوير البنية التحتية للمطارات أقر الوزير عبد الصمد قيوح بأن بلوغ عدد المسافرين بها 32 مليونا السنة الماضية لوحدها، وسط توقع تضاعف هذا الرقم ثلاث مرات بحلول سنة 2035، “يستدعي بالفعل توسيع المطارات وتوفير حلة جديدة لبنيتها التحتية، وهو ما تشتغل عليه الوزارة بعمق مع المكتب الوطني للمطارات في إطار دراسة جديدة سوف تكون جاهزة في الأشهر القريبة”.
قيوح خلال حديثه، الإثنين، ضمن الجلسة العامة للأسئلة الشفهية بمجلس النواب، أشار إلى أن هذه الدراسة غرضها “تسهيل جعل المرور والانتظار بالمطارات المغربية لا يتعدى 30 دقيقة على أقصى تقدير”، كاشفا أنه “سنة 2024 استقبلت مطارات المغرب 32 مليون مسافر ما بين السياح وراكبي الخطوط الداخلية، على أنها من المتوقع أن تستقبل 60 مليون مسافر سنة 2030، و90 مليون سنة 2035”.
ولفت وزير النقل واللوجستيك إلى أن خطة وزارته “لتطوير قطاع النقل الجوي الداخلي”، الذي كان موضوع أربعة أسئلة آنية، همت “وضع منظومة تعتمد على الدعم حتى تكون هناك أثمان تفضيلية للركاب لإمكانية السفر من وإلى مناطق بعيدة”، مبرزا وجود “ثلاثة نماذج في هذا الصدد؛ أولها يهم توقيع اتفاقيات شراكة بين وزارتي الداخلية والاقتصاد والمالية والجهات الترابية المعنية، وقد بلغ عددها ست اتفاقيات”.
وشرح الوزير ذاته أن الأمر يهم “جهات الداخلة وادي الذهب، والعيون الساقية الحمراء وكلميم واد نون، ودرعة تافيلالت، والشرق، وطنجة تطوان الحسيمة، ويتعلق الأمر بمجموعة من الخطوط كالدار البيضاء والداخلة بوتيرة 14 رحلة أسبوعية، والدار البيضاء العيون بـ14 رحلة، والدار البيضاء كلميم طنطان، بوتيرة 5 رحلات أسبوعية، والدار البيضاء كلميم بوتيرة رحلتين في الأسبوع ابتداء من 10 يناير 2025، والدار البيضاء الرشيدية بوتيرة رحلتين أسبوعيتين، والدار البيضاء وجدة بوتيرة 14 رحلة”.
وفي هذا الصدد أوضح المسؤول الحكومي ذاته أن “الوزارة تتحمل ثلث تكلفة دعم هذه المخططات كاملة، إذ بلغ الدعم المقدم لها 60 مليون درهم”، مفيدا بأن “الخطوط الملكية الجوية الناقل الوطني نقل حوالي 2 مليون و284 ألف مسافر بفضل هذه الاتفاقيات”.
أما النموذج الثاني، حسب قيوح، فيتصل بـ”شركة خاصة، تحديدا Air arabia، التي فتحت عدة خطوط كالرابط بين الرباط وأكادير بوتيرة 7 رحلات أسبوعية، وخط أكادير طنجة بوتيرة 3 رحلات أسبوعية، وكذا خط أكادير فاس بوتيرة رحلتين، وطنجة الناظور بوتيرة رحلتين في الأسبوع”، كاشفا أنه “خصص لها دعم بقيمة 24 مليون درهم”.
وأضاف المتحدث نفسه أن “النموذج الثالث يهم فتح قطاع النقل الجوي أمام شركات أجنبية، في إطار السماء المفتوحة، الذي تشتغل فيه شركة ‘ريان إير’ من أجل مواصلة تعزيز الربط الجوي الداخلي بخطوط غير ممركزة حول محور الدار البيضاء، وبرمجت لها 14 رحلة همت 11 خطا جويا يربط 9 مطارات مغربية منذ شهر مارس 2024”.
ملايير الدراهم لـ105 ركاب
ما سرده قيوح لم يقنع رئيس فريق الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمجلس النواب، عبد الرحيم شهيد، الذي انتقد “كون مطار زاكورة استثمرت فيه الدولة 3 ملايير درهم من أجل إضافة 3 طائرات في الأسبوع بسعة 35 راكبا، بمعنى أن هذا المبلغ كله خصص من أجل نقل 105 أشخاص أسبوعيا”، مضيفا: “نسمع بالفعل عن التوسيعات لكنها تهم المطارات الكبرى التي لديها أصلا رحلات”.
واستنكر النائب البرلماني نفسه “وقوع الحكومة للأسف تحت رحمة من لهم مصلحة في التسويق لا إصلاح المطارات”، مردفا: “نحتاج حكومة تعطي أولوية للمناطق البعيدة، كطنطان والناظور ووجدة، والمناطق الأخرى التي تعوزها الإمكانيات، سواء في ما يهم النقل السياحي أو غيره”. فيما أكد نائبان أن مطار الداخلة بدوره “يبقى في حاجة ماسة إلى التوسيع والإصلاح، تماشيا مع سياسات الحكومة في السياحة والاستثمار”.
على صعيد منفصل، وتجاوبا مع سؤال حول “معضلة حوادث السير ببلادنا”، طرحه الفريق الاستقلالي، قال قيوح إن “مشروع الدراجة الآمنة الذي تنفذه الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية في هذا الصدد يهم توزيع 50 ألف خوذة، من بينها 30 ألفا سوف يتم توزيعها في مراكش بعد نحو أسبوعين، حين احتضان الأخيرة المؤتمر الوطني للسلامة الطرقية تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، المرتقب أن يحضره أزيد من 80 وزير نقل بالعالم”.
0 تعليق