الجمعة 17 يناير 2025 | 03:32 مساءً

شهدت الأيام الماضية إعلان وقف إطلاق النار في غزة، وهو القرار الذي يُعد بارقة أمل لتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

ولم يكن لهذا القرار تأثير على الجانب الإنساني والسياسي فحسب، بل امتد تأثيره أيضًا إلى الجانب الاقتصادي، خاصة على الاقتصاد المصري.

ومع عودة الهدوء، تبرز العديد من المكاسب الاقتصادية التي يمكن لمصر أن تحققها، بدءًا من تعزيز التجارة والاستثمار وصولًا إلى تنشيط السياحة والمشاركة في إعادة إعمار القطاع.

7 مكاسب مباشرة لمصر

في هذا السياق، قال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي ونائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشؤون التنمية الاقتصادية، إن وقف إطلاق النار في غزة يحمل العديد من المكاسب الاقتصادية لمصر ودول المنطقة.

وأضاف غراب في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أن الحرب التي استمرت لأكثر من عام، وامتدت تأثيراتها إلى دول أخرى مثل لبنان وإيران، تسببت في خسائر اقتصادية كبيرة، من بينها تراجع إيرادات قناة السويس بنحو 7 مليارات دولار خلال عام 2024، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز عالميًا، مما أدى إلى زيادة تكاليف الشحن والنقل وارتفاع معدلات التضخم.

زيادة إيرادات قناة السويس وتعزيز التجارة الدولية

وأشار غراب إلى أن وقف الحرب يعمل على تحسين حركة التجارة عبر قناة السويس، أحد أهم الممرات البحرية في العالم، واستعادة الثقة في ممرات الشحن عبر البحر الأحمر؛ وهذا من شأنه زيادة إيرادات القناة، التي كان من المتوقع أن تتخطى 10 مليارات دولار قبل الحرب.

كما أن عودة الاستقرار ستؤدي إلى تقليل تكاليف الشحن ورسوم التأمين على السفن، مما ينعكس إيجابًا على خفض أسعار السلع عالميًا وتراجع معدلات التضخم في مصر ودول المنطقة.

تعزيز الاستثمارات والتنمية في سيناء

وأوضح غراب أن الاستقرار الأمني على الحدود المصرية سيشجع على زيادة حركة التجارة والاستثمارات في سيناء، ويدعم إقامة مشروعات استثمارية جديدة، سواء محلية أو أجنبية.

كما أن وقف الحرب يقلل الضغط على الموازنة العامة للدولة، خاصة فيما يتعلق بدعم اللاجئين، ويوفر موارد يمكن استغلالها في تحسين الخدمات العامة والتنمية.

تنشيط قطاع السياحة وزيادة الإيرادات

وأضاف غراب أن وقف الحرب يعزز من نشاط القطاع السياحي، خاصة في المناطق الساحلية مثل شرم الشيخ والغردقة.

وأكد أن العام الحالي قد يشهد تحقيق السياحة لإيرادات قياسية، خاصة بعد أن سجلت 14.1 مليار دولار خلال 11 شهرًا من عام 2024 رغم التوترات السابقة.

جذب الاستثمارات الأجنبية وتحسين المناخ الاقتصادي

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن وقف الحرب يعزز مناخ الاستثمار في مصر، خاصة في المشروعات القومية الكبرى مثل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وقطاع الطاقة، مما يدعم تدفق العملة الصعبة ويرفع قيمة الجنيه المصري.

فرص إعادة الإعمار في غزة

ولفت غراب إلى أن عمليات إعادة إعمار غزة تفتح فرصًا كبيرة للشركات المصرية العاملة في مجالات المقاولات والإنشاءات، كما ستشهد صادرات مواد البناء إلى غزة زيادة ملحوظة، مما يدعم الاقتصاد المصري بشكل مباشر.

تحسن التصنيف الائتماني وثقة الأسواق العالمية

وأضاف غراب أن وقف إطلاق النار انعكس إيجابيًا على السندات المصرية المقومة بالدولار في الأسواق الدولية، حيث ارتفعت أسعارها وانخفضت تكلفة مبادلة المخاطر الائتمانية، مما يعزز من ثقة الأسواق العالمية في الاقتصاد المصري.

توقعات مستقبلية إيجابية

اختتم غراب تصريحه بالتأكيد على أن هذه التطورات قد تدفع البنك المركزي المصري إلى تخفيض أسعار الفائدة بوتيرة أسرع خلال الفترة المقبلة، مما يعزز من فرص النمو الاقتصادي وتحسين معيشة المواطنين.