معرض الكتاب يسلط الضوء على تجربة جنوب أفريقيا التنموية

0 تعليق ارسل طباعة

في إطار محور الدبلوماسية الثقافية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، شهدت القاعة الدولية، يوم الاثنين، ندوة بعنوان "تجربة جنوب أفريقيا التنموية"، استضافت السفير أحمد الفاضلي، سفير مصر السابق في جنوب أفريقيا، وأدارتها الإعلامية ليلى عمر.

 

معرض القاهرة الدولي للكتاب

استهل السفير الفاضلي حديثه بالإشارة إلى التجربة التنموية لجنوب أفريقيا، التي وصفها بالفريدة، نظرًا لما مرت به البلاد من احتلال مزدوج بدأ بالاحتلال الهولندي، الذي فرض سياسات قمعية وتمييزية ضد السكان الأصليين وأدى إلى تهميشهم بالكامل في مناطقهم. وأوضح أن نهاية نظام الفصل العنصري كانت نقطة تحول كبرى في تاريخ البلاد، حيث تولى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، الذي تأسس عام 1912، قيادة البلاد بعد الإطاحة بسيطرة الأقلية البيضاء، ليصبح الحزب الحاكم منذ عام 1994.

 

تطرق الفاضلي إلى التحولات السياسية التي شهدتها جنوب أفريقيا، مشيرًا إلى أنه قبل سقوط نظام الفصل العنصري، لم يكن يحق لغير البيض المشاركة في الانتخابات، وهو ما شمل ليس فقط السكان السود، بل أيضًا مجموعات أخرى مثل الهنود.

 

وأوضح أن الرئيس الراحل نيلسون مانديلا قاد البلاد من خلال نهج تصالحي، ساهم في إعادة دمج جنوب أفريقيا داخل الإطار الأفريقي والدولي. إلا أن هذه المرحلة لم تكن خالية من التحديات، حيث واجه حزب المؤتمر الوطني الأفريقي انتقادات واسعة نتيجة السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي تبناها، والتي أثرت سلبًا على بعض المؤسسات والشركات.

 

انتقل السفير للحديث عن التحديات التي تواجه جنوب أفريقيا اليوم، والتي تشمل إشكالية الهوية الوطنية، حيث يُطلق على سكان البلاد لقب "شعب القوس قزح" بسبب تعدد الأعراق، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الفساد والجريمة، مما جعلها واحدة من أكثر الدول التي تعاني من فجوة طبقية حادة بين الأغنياء والفقراء. كما أشار إلى مشكلة غياب الخبرات الإدارية، موضحًا أنه بعد انتهاء نظام الفصل العنصري، سقطت المقولة الشهيرة "بُنيت جنوب أفريقيا بعقول البيض وسواعد السود"، حيث تولى المواطنون الأصليون جميع المناصب القيادية دون الاستفادة من خبرات من سبقوهم، وهو ما أدى إلى تضارب في الإدارة وضعف في بعض القطاعات.

 

وعن الاقتصاد الجنوب أفريقي، أوضح الفاضلي أن إجمالي الناتج المحلي للبلاد يبلغ 400 مليار دولار، مما يجعلها واحدة من أكبر الاقتصادات في القارة. كما تميزت البلاد بصناعة السيارات، حيث يتم إنتاج 600 ألف سيارة سنويًا، وتحقق صادراتها عائدات تصل إلى 9 مليارات دولار سنويًا.

 

ألقى السفير الضوء على انضمام جنوب أفريقيا إلى تكتل "بريكس"، معتبرًا ذلك جزءًا من جهود تعزيز التعاون الاقتصادي بين دول الجنوب العالمي، كما انضمت لاحقًا إلى مجموعة العشرين بهدف تعزيز مكانتها الاقتصادية عالميًا.

 

وشدد على أهمية اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية التي تهدف إلى تعزيز التجارة والتكامل الاقتصادي داخل القارة، ضاربًا مثالًا بشركة فودافون في مصر وفوداكوم في شرق أفريقيا، موضحًا كيف يمكن لهذه الشركات أن تكمل بعضها البعض لتوفير وظائف مستدامة وتحسين مستوى معيشة المواطن الأفريقي.

 

اختتمت الندوة بالتأكيد على أن تجربة جنوب أفريقيا التنموية تُعد نموذجًا فريدًا يحمل دروسًا مهمة للبلدان التي تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة، خاصة في ظل التحديات السياسية والاقتصادية التي يواجهها العالم اليوم.

إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق