«أزمة بالمواليد والوفيات».. الصين تقترب من الانهيار السكاني

0 تعليق ارسل طباعة
3

تشهد الصين تحولات ديموغرافية غير مسبوقة تتمثل في تراجع معدلات المواليد وارتفاع معدلات الوفيات.

التغيرات تضع مستقبل البلاد أمام تحديات اجتماعية واقتصادية كبيرة، خاصة مع تسارع شيخوخة السكان وتراجع عدد النساء في سن الإنجاب.

أزمة في المواليد والوفيات

أظهرت البيانات الحديثة انخفاض عدد الوفيات في الصين إلى 10.93 مليون عام 2024 مقارنة بـ11.10 مليون العام السابق، مما قلص إجمالي السكان إلى 1.408 مليار نسمة من 1.410 مليار في 2023.

رغم التوقعات بأن يشهد عام 2024، الذي تزامن مع “عام التنين” المحفوف بالتفاؤل في الثقافة الصينية، زيادة طفيفة في عدد المواليد، إلا أن هذه الزيادة تُعتبر مؤقتة. يرجع ذلك إلى استمرار انخفاض معدل الخصوبة في الصين إلى أقل من نصف معدل الإحلال البالغ 2.1 طفل لكل امرأة.

دور الثقافة والأزمة الاقتصادية

أوضح الخبير الديموغرافي “هو يافو” أن العديد من الأزواج الصينيين الذين أجلوا الزواج والإنجاب خلال جائحة كوفيد-19 سارعوا للإنجاب خلال عام التنين. ومع ذلك، فإن العوامل الأساسية، مثل انخفاض عدد النساء في سن الإنجاب وعزوف الشباب عن تكوين أسر، لم تتغير.

إلى جانب ذلك، أدى التباطؤ الاقتصادي إلى زيادة التردد بين الشباب بشأن الزواج وتأسيس عائلات، مما يعكس تداعيات اقتصادية واجتماعية طويلة الأمد على المجتمع، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال الأمريكية” اليوم الجمعة 17 يناير 2025.

ارتفاع معدلات الشيخوخة والوفيات

تشير الإحصاءات إلى تسارع شيخوخة السكان في الصين، حيث ارتفعت نسبة السكان الذين يبلغون 60 عامًا فأكثر من 13% في عام 2010 إلى أكثر من 22% في عام 2024. ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 30% بحلول عام 2035.

يُعد هذا التغير جزءًا من الاتجاه العالمي لارتفاع معدلات الوفيات في المجتمعات المتقدمة بسبب شيخوخة السكان. ففي عام 2024، سجل معدل الوفيات في الصين 7.76 لكل 1000 شخص، وهو أعلى مما كان عليه منذ سنوات.

التأثير الاقتصادي

أصبحت رعاية كبار السن عبئًا متزايدًا على الأسر الصينية والاقتصاد. مع تزايد الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، مثل الزهايمر وأمراض القلب والسرطان، تنخفض المدخرات الأسرية، مما يحد من الإنفاق على احتياجات أخرى.

كما تعاني العديد من المدن الصينية من تباطؤ النمو الاقتصادي وصناديق معاشات تعاني من عجز مالي، ما يجعل توفير الرعاية لكبار السن تحديًا كبيرًا في المستقبل.

الوفيات خلال الجائحة وتأثيرها

شهدت الصين أواخر عام 2022 رفعًا مفاجئًا للقيود المرتبطة بكوفيد-19، ما أدى إلى ارتفاع كبير في الوفيات. وعلى الرغم من تقديرات علماء الأوبئة بأن عدد الوفيات الناتجة عن كوفيد يتراوح بين مليون و1.5 مليون شخص، فإن الأرقام الرسمية الصادرة عن السلطات الصينية أقل بكثير.

وأظهرت دراسة أجرتها جامعة “فريد هاتش” أن الوفيات الزائدة في الفترة بين ديسمبر 2022 ويناير 2023 بلغت حوالي 1.87 مليون وفاة، معظمها بين كبار السن.

الحلول والتحديات المستقبلية

تبذل الحكومة الصينية جهودًا لتعزيز معدلات المواليد من خلال حوافز مالية وإجازات والدية أطول، في محاولة لتعزيز ما أسمته “ثقافة صديقة للإنجاب”. ومع ذلك، فإن هذه التدابير لم تلقَ قبولًا واسعًا بين الشباب، خاصة النساء، اللواتي أصبحن أكثر رفضًا للضغوط المرتبطة بالزواج والإنجاب.

في ظل غياب الهجرة تقريبًا وارتفاع معدل الوفيات، تواجه الصين مسارًا ديموغرافيًا تنازليًا طويل الأمد. تتوقع الأمم المتحدة أن ينخفض عدد سكان الصين إلى 639 مليون نسمة بحلول نهاية القرن، وهو أقل من نصف عدد السكان الحالي.

اقرأ أيضًا

إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق