إعداد: ليلى إبراهيم شلبي
نشر في: الجمعة 17 يناير 2025 - 6:07 م | آخر تحديث: الجمعة 17 يناير 2025 - 6:07 م
يعد اختبار رسم القلب مع المجهود أحد فحوص القلب المبدئية البسيطة نسبيا مقارنة بغيره من فحوصات القلب لكنه فى الواقع عظيم الأهمية لتشخيص أمراض شرايين القلب التاجية.
يتم الاختبار عبر إجهاد عضلة القلب بممارسة المشى السريع على جهاز المشاية الكهربائية أو العجلة الثابتة ليتم إجبار عضلة القلب على ضخ الدم بقوة أكبر مقارنة بالمعتاد من القلب فى حالة سكون الشخص فى وضع مريح.
يساعد هذا الاختبار على تقييم حالة القلب والشرايين حينما يعملان بأقصى طاقة وهل كمية الدم التى يتلقاها القلب فى تلك الأحوال عبر الشرايين التاجية كافيًا لتروية القلب بصورة كافية تضمن أن يتم مهمته بنجاح أم أنه فى تلك الأحوال سيتعرض القلب لقصور فى الشرايين التاجية بمعنى تراجع كمية الدم فيها والذى إذا استمر يعرف بقصور الشرايين التاجية.
< خلال هذا الاختبار تتم مراقبة نشاط القلب عبر توصيله بجهاز لرسم القلب لتتبع معدل تواصل الارتفاع المتوقع فى معدل نبض القلب أو لتسجيل أى ارتفاع غير متوقع أو نبضات غريبة غير طبيعية تدل على وجود مرض أو خلل فى نبض القلب.
خلال الاختبار أيضا تتم مراقبة تغييرات الضغط فى الشرايين والذى يزيد بنسب محسوبة فى الظروف العادية لذا يمكن رصده لو زاد بصورة مرضية تدل على وجود مرض.
أيضا تتم متابعة مستويات الأكسجين فى الرئة الأمر الذى يعكس كفاءة عمل الرئتين أثناء إجهاد القلب.
< يجرى الاختبار عادة فى وجود الطبيب ليتواصل مع المريض طوال فترة الاختبار لمتابعة أى أعراض قد يشكو منها المريض مثل آلام الصدر أو النهجان وضيق التنفس أو آلام الركبتين أو الضهر والقدمين. للطبيب الحق فى إيقاف الاختبار إذا ما ظهرت أعراض هامة لها علاقة بأداء القلب أو الاستمرار حتى نهايته إذا ما كانت الأعراض لها علاقة بالعضلات نظرا لأهمية ضرورة استكمال الاختبار حتى نهايته للحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات عن كفاءة القلب والشرايين التاجية.
< فى الوقت الذى يعد أداء هذا الاختبار اعتمادا على إجهاد المريض العضلى بالهرولة على المشاية الكهربائية هو الأكثر استخداما إلا أن هناك بعض الظروف التى قد تعوق المشى على المشاية الكهربائية بسهولة لذا قد يتم الاختبار فى صور أخرى تعرض القلب وشرايينه لذات ظروف الإجهاد إلى أقصى احتمال دون أن يضطر المريض للحركة:
- إعطاء المريض جرعات من دواء يمارس ضغطا على عضلة القلب فيزيد من قدرتها على ضغط الدم ويسبب تسارعا فى نبضات القلب واتساعا فى شرايينه التاجية. يتم تسجيل تخطيط لرسم القلب بانتظام كذلك قياس لضغط الدم متصل.
يسمى الاختبار فى تلك الأحوال باختبار رسم القلب مع المجهود (الدوائى).
- اختبار الإجهاد القلبى باستخدام الأدوية التى تزيد من قدرة القلب على ضخ الدم مع التصوير باستخدام الموجات الفوق صوتية إحدى الصور الدقيقة لاختبار رسم القلب مع المجهود إذ يسجل جهاز (الإيكو) القلب من الداخل بدقة موضحًا حركة عضلة القلب ودورة الدم وعمل الصمامات.
يتم التصوير قبل تناول الدواء ثم إثر تناوله الأمر الذى يمكن الطبيب من متابعة حية لأداء القلب ورصد وظائفه وكيف تتم أيضا يعطى صورة واضحة عن آلية انقباض عضلة القلب خاصة البطين الأيسر ووصول الدم إليها ثم خروجه عن طريق الصمامات ثم شريان الأورطى إلى الرئة.
أيضا صورة واضحة لوصول الدم للشرايين التاجية وهل هى كمية كافية أم لا.
- اختبار الإجهاد القلبى يتم أيضا بطريقة الإشعاع النووى. فيه تستخدم كميات آمنة ضئيلة من المواد المشعة يحقق بها المريض ثم يتم بأداء التمارين. يتم تصوير القلب بصورة تسمح بتتبع كيفية تروية عضلة القلب بما يصل الشرايين التاجية من دم وبمقارنة الصور يمكن التأكد من كفاية الدم الذى توفره الشرايين التاجية من عدمه نتيجة ضيق فى تلك الشرايين أو انسداد.
< يجرى الاختبار ويتم تحليل النتائج التى حصل عليها الطبيب وعليها تعتمد وسيلة العلاج وفقا للحالة. قد يكون العلاج جراحيا لاستبدال الشرايين أو طبيا لعلاج قصور القلب الناتج بأدوية موسعة للشرايين وقد يحتاج المريض أيضا لعلاج هبوط القلب.
< يعد هذا الاختبار اختبارا غير تداخلى بالفعل قد يمكن الاعتماد عليه فى التشخيص والعلاج لكن ربما استدعى الأمر إجراءً آخر تداخليا لزيادة توضيح الصورة فى بعض الأحيان هذا ما يقصد به القسطرة التشخيصية التى يمكن فيها بوضوح رؤية الشرايين التاجية ومساراتها وكفاءتها إلى جانب كفاءة عضلة القلب أثناء عمليات الانقباض والانبساط المتتالية.
تشير أيضا نتائج القسطرة إلى احتمالات الخطورة التى قد يتعرض لها الإنسان فيمكن حمايته بالإجراءات الوقائية سواء كانت الأدوية أو تعديل نمط حياة المريض وإرشاده إلى طرق الغذاء الصحى والحفاظ على الوزن وأداء بعض التمارين الرياضية البسيطة بصورة يومية.
< يعد اختبار رسم القلب مع المجهود أحد الاختبارات التى يجب أن تضمها قائمة الكشوف الدورية التى تحرص الدولة المتقدمة على إدراجها فى كشوف الاختبارات الصحية المبدئية لقبول المواطنين لوظائف تستدعى سلامة صحتهم مثل الطيارين على سبيل المثال كذلك تحرص النوادى على الكشف الدورى على لاعبيها المحترفين فتضم هذا الاختبار للقائمة وتصر عليه.
< رسم القلب مع المجهود يعد أحد الاختبارات الهامة التى يجب أن يحرص عليها الإنسان وهو يقف على أعتاب مرحلة سنية كالأربعين ثم يمكن إجراؤه مرة كل سنتين للتأكد من سلامة القلب والشرايين خاصة لمن لديهم تاريخ عائلى لأمراض القلب والشرايين.
0 تعليق