معرض القاهرة الدولي للكتاب يناقش تغيّر نمط عمل المنظمات الدولية

0 تعليق ارسل طباعة

ضمن فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، استضافت القاعة الدولية، مساء اليوم، ندوة بعنوان “تغير نمط عمل المنظمات الدولية”، وأدارتها الإعلامية منى الشرقاوي.

 

افتتح السفير عمرو الجويلي، مساعد وزير الخارجية للشؤون متعددة الأطراف والأمن الدولي، كلمته بالتأكيد على الدور المحوري الذي تلعبه مصر في إطار عمل المنظمات الإقليمية والدولية، للدفاع عن مصالحها الوطنية، وحمل راية الدفاع عن المصالح العربية ودول الجنوب.

 

وأشار الجويلي إلى أن الدورة الحالية من معرض الكتاب تشهد، ولأول مرة، مشاركة جناح خاص بالأمم المتحدة، يضم إصدارات أممية ومعروضات دولية، ما يعكس قوة التفاعل المصري داخل المنظمة الدولية في الوقت الراهن.

 

وأضاف أن مصر، من خلال عضويتها في المنظمات الإقليمية والدولية، قادرة على التحدث باسم دول الجنوب والتعبير عن طموحاتها. كما أشار إلى أن القاهرة تقود، عبر بعثتها في الأمم المتحدة بنيويورك، عملية مراجعة هيكل بناء السلام.

 

القضايا الإفريقية

وأكد أن مصر تعد صوتًا قويًا في الدفاع عن القضايا الإفريقية، لا سيما فيما يتعلق بتعزيز أجندة التنمية والاستقرار في القارة الإفريقية، خاصة عبر دورها في الاتحاد الإفريقي، إلى جانب دعم الجهود الدولية لنزع السلاح النووي، خصوصًا في منطقة الشرق الأوسط.

 

كما سلط الضوء على دور مصر الريادي في التنمية المستدامة، حيث تسهم في تعزيز التعاون الدولي في مجالات مثل الطاقة المتجددة والمياه والأمن الغذائي، إضافةً إلى دورها في حل النزاعات الإقليمية والدولية.

 

وأكد أن مصر، باعتبارها من الأعضاء المؤسسين للأمم المتحدة، لعبت دورًا بارزًا في العديد من وكالاتها المتخصصة، كما شغلت مقعدًا غير دائم في مجلس الأمن لعدة فترات، عملت خلالها على دعم قضايا السلام والأمن الدوليين، وحل النزاعات بالطرق السلمية. كما تشارك بفاعلية في المؤتمرات الدولية التي تتناول قضايا مثل تغير المناخ، الإرهاب، والهجرة غير الشرعية.

 

وأشار الجويلي إلى أن الأمم المتحدة، رغم أنها قد لا تبدو متطورة بشكل واضح، إلا أنها تشهد تحولًا في القضايا التي تطرحها على أجنداتها، لتشمل موضوعات اقتصادية وتجارية، بالإضافة إلى قضايا التكنولوجيا البازغة والذكاء الاصطناعي.

 

903.jpeg
خلال ندوة لمناقشة تغيّر نمط عمل المنظمات الدولية

اليونسكو أمم متحدة مصغرة

وفي سياق متصل، وصف الجويلي منظمة اليونسكو بأنها “أمم متحدة مصغرة”، مؤكدًا أن الوقت قد حان لتولي شخصية عربية منصب مديرها العام، مشيرًا إلى ترشيح مصر الدكتور خالد العناني لهذا المنصب، معربًا عن أمله في تحقيق هذا الحلم لصالح دول الجنوب.

 

تحدث الجويلي عن دور مصر في محيطها الإقليمي، مشيرًا إلى أنها عضو رئيسي في العمل الإفريقي، حيث ساهمت في إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية، واستضافت حركات التحرر، كما تلعب دورًا محوريًا في تنفيذ أجندة الاتحاد الإفريقي 2063.

 

وأشار إلى أن مصر تستضيف، ولأول مرة، مؤسسات تابعة للاتحاد الإفريقي، مثل “المركز الإفريقي لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد الصراعات” و*“وكالة الفضاء الإفريقية”* المزمع الإعلان عنها، وهو ما يعكس نجاح الدبلوماسية المصرية في الإطار الإفريقي، واصفًا إفريقيا بأنها “الدائرة الانتخابية لمصر” في المحافل الإقليمية والدولية.

 

قضية القرن

من جانبه، أكد الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير وأستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الديون تعد قضية القرن لكثير من الدول، مشيرًا إلى أنها تؤثر على اقتصادات ومستقبل الشعوب، محذرًا من اتساع الفجوة بين الشمال والجنوب إذا لم يتم التعامل معها بحكمة اقتصادية، مثل إعادة الجدولة أو شطب الديون، حيث تُستخدم كأداة ضغط من قبل بعض الدول.

 

وأشار غنيم إلى أن الدبلوماسية الاقتصادية أصبحت تلعب دورًا متزايد الأهمية، مستشهدًا بتجربة الاتحاد الأوروبي الذي بدأ كتحالف سياسي، ثم تحول إلى منظومة اقتصادية قوية. كما أشار إلى أن مجموعة البريكس، التي انضمت إليها مصر، تمثل منتدى اقتصاديًا سياسيًا قد لا تكون ملامحه واضحة، لكنه يحمل تأثيرًا كبيرًا على الغرب والشمال، مؤكدًا أن الدبلوماسية الاقتصادية أصبحت عنصرًا أساسيًا من أي دبلوماسية، وتستخدم كأداة للمساومة والضغط بشكل علني أو غير علني.

 

كما أوضح أن مراكز الأبحاث تلعب دورًا مهمًا في صناعة القرار الاقتصادي، حيث تساهم في توجيه السياسات بشكل غير مباشر، مؤكدًا الفرق بين الباحث الأكاديمي المحايد، والباحث في مجال صنع القرار، الذي ينبغي أن يعمل لصالح بلده دون حياد.

 

أكد غنيم أن العولمة، التي قامت على حرية انتقال السلع والخدمات، أصبحت في تراجع، حيث ظهرت مؤشرات انتهاء هذه المنظومة، مثل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وصعود اليمين في ألمانيا والنمسا، واليسار في أمريكا اللاتينية، مما يعكس تغيرًا في أبعاد النظام العالمي، الذي لم تتضح ملامحه الجديدة بعد، لكنه يشهد إعادة تشكيل مع صعود قوى الشرق وتراجع الغرب.

 

وأشار إلى أن استخدام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للقوة كوسيلة ضغط يعكس ضعفًا أكثر من كونه قوة، موضحًا أن العالم يشهد حاليًا نهاية حقبة وملامح ميلاد نظام جديد، له انعكاساته على العلاقات الدولية بعد انتهاء الحرب الباردة.

904.jpeg
خلال ندوة لمناقشة تغيّر نمط عمل المنظمات الدولية

 

تحدث غنيم عن تجربته في المتحف المصري الكبير، موضحًا أنه عند توليه منصبه، كان يعتبر نفسه جزءًا من وزارة الخارجية، حيث لم يكن التعامل مع المتحف يقتصر على الجانب الأثري فقط، بل شمل أيضًا أبعادًا دبلوماسية وثقافية.

 

وأكد أن القوة الناعمة لعبت دورًا مهمًا في نجاح المتحف المصري الكبير، مستشهدًا بتجربة متحف الحضارة المصرية، الذي استطاع تحقيق نجاحات رغم وجود بعض التحديات، مشيدًا بدور السفير إيهاب بدوي في دعم هذه الجهود.

 

في ختام حديثه، شدد غنيم على أن الثقافة المصرية لم يتم استثمارها بالشكل المطلوب، مؤكدًا أن التعامل معها كوسيلة لتحقيق الربح فقط هو منظور قاصر، فمصر تمتلك إرثًا ثقافيًا وحضاريًا لا تملكه أي دولة أخرى، ويمكن استغلاله لدعم المواقف السياسية والاقتصادية.

 

وأشار إلى أن البعد الاقتصادي للثقافة لا يقتصر فقط على العوائد المادية المباشرة، بل يشمل تأثيرات بعيدة الأجل، مستشهدًا بالتوقعات الإيجابية لافتتاح المتحف المصري الكبير، وما يمكن أن يحققه من عوائد اقتصادية وسياحية ضخمة.

إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق