في إحدى عظاته الشهيرة، يوجه القديس يوحنا ذهبي الفم نداءً قويًّا لجميع المؤمنين، محذرًا إياهم من إهمال ما يمس خلاصهم الروحي.
ويقول: “أتوسَّل إليكم، لا تكونوا بلا اهتمام في ما يُلامس خلاصكم”، مؤكّدًا على أهمية الكرامة التي يجب أن يعيش بها المؤمن، حيث يعتبر أن هذه الكرامة ليست مجرد مفهوم شخصي بل هي دعوة للهداية والتفكير في النفس.
القديس يوحنا يستعرض الكرامة التي يتمتع بها المؤمن بعد المعمودية، مشددًا على ضرورة أن يراعي الإنسان أفكاره وأفعاله كي لا يتسبب في تشويه هذه الكرامة.
ويضيف: “الكرامة التي نتقبلها هي كبيرة جدًا بحيث ترافقك طوال الدهر الحاضر وتتبعك في الحياة الآتية”.
كما يلفت الأنظار إلى أن المؤمن لا يمتلك كرامة واحدة، بل كرامتين: الأولى هي كرامته البشرية التي تفرض عليه أن يكون صاحب أفكار رفيعة، والثانية هي كرامته المسيحية التي تأتي بفضل النعمة الإلهية، والتي تجعل منه “مؤمنًا” ومسيحيًّا. وفي نهاية عظته، يذكر القديس يوحنا ذهبي الفم أن المؤمن بعد المعمودية “يلبس المسيح” كرمز لتجديده الروحي.
هذه العظة تعد دعوة للتأمل العميق في قيمة الكرامة الروحية التي يحظى بها كل مؤمن، و تحثه على التمسك بها طوال حياته.
0 تعليق