تعززت فعاليات الدورة السابعة لمعرض “أليوتيس” الدولي، المستمرة إلى غاية التاسع من فبراير الجاري، بإجراء زكية الدريوش، كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري، سلسلة من اللقاءات الثنائية والمحادثات مع عدد من الوزراء ومسؤولي قطاع الصيد البحري بعدد من الدول الإفريقية والعربية، فضلا عن استقبال المسؤولة الحكومية المغربية لفرناندو أندريسن غيماريش، المدير العام لإدارة الشؤون البحرية ومصايد الأسماك بالمفوضية الأوروبية.
مسؤولو ووزراء عدد من الدول الإفريقية والعربية لم يُخفوا رغبتهُم المتجددة في تعزيز التعاون في مجال الصيد البحري وتربية الأحياء المائية مع المملكة المغربية، والاستفادة من خبرة الرباط وريادتها في هذا المجال تبعا لإستراتيجية “أليوتيس” المتّبعة منذ سنة 2009؛ وفق ما أفادت به زكية الدريوش، كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري، في تصريح لجريدة هسبريس عقب المباحثات.
وتمحورت اللقاءات الثنائية، أساسا، حول كيفية “تعزيز التعاون جنوب–جنوب في مجال الصيد البحري” عند لقاء المسؤولة المغربية مع نظرائها بدول الكوت ديفوار والغابون والصومال. كما تم “إبراز الرؤية الاستراتيجية للمغرب لتعزيز دوره كقوة إقليمية رائدة في قطاع الصيد البحري”، حسب الدريوش.
كما تم التشديد على “أهمية التعاون في مجال الصيد البحري بين المملكة المغربية وروسيا خلال لقائها مع رئيس الوكالة الفيدرالية الروسية للصيد البحري، مع وفد حضَرَ معه قصد زيارة معرض أليوتيس والمشاركة في فعالياته.
كما أجريت، حسب ما استقته هسبريس من معطيات، “محادثات ثنائية” همّت “تعزيز التعاون في قطاع الصيد البحري” بين المملكة المغربية وسلطنة عمان، ممثلة بوكيل الزراعة والثروة السمكية وموارد المياه المكلف بالصيد البحري.
وقد ركزت المباحثات على أهمية تطوير التعاون في قطاع الصيد البحري بين المملكة المغربية وسلطنة عمان، لا سيما في مجالات التكوين البحري، والإنقاذ، ومراقبة أنشطة الصيد، وتسويق المنتجات البحرية، إلى جانب مجالات أخرى للتعاون بين البلدين، اللذين تجمعهما علاقات متميزة.
الخبرة المغربية.. إشعاع وإشادة
حسب تصريح الدريوش، فالنقاشات “تمحورت حول تعزيز وبحث تطوير سبل التعاون، وتبادل الخبرات، وتعزيز الشراكات في قطاع الصيد البحري للإسهام في تحقيق صيد مستدام وعصري”، مؤكدة في السياق “التزام المغرب، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، بدعم التنمية المستدامة للصيد البحري وتربية الأحياء المائية، مع التركيز على أهمية حماية الموارد البحرية والسمكية، والحفاظ على النظم البيئية البحرية”، فضلا عن “بحث السبل الكفيلة بتطوير اقتصاد أزرق شامل في إفريقيا، عن طريق تبادل الخبرات العلمية والتقنية”.
“الخبرة المغربية في قطاع الصيد البحري” كانت محط إشادة الوزراء الأفارقة الحاضرين لأبرز المواعيد المهنية للقطاع، مُعربين عن “رغبتهم في تعزيز الشراكات مع المملكة”.
وشملت سلسلة لقاءات المسؤولة الحكومية المكلفة بالصيد البحري، على هامش سابع نُسخ معرض “أليوتيس”، عددا من الوزراء الأفارقة المكلفين بقطاع الصيد البحري؛ خاصة وزير الموارد الحيوانية والبحرية للكوت ديفوار سيدي تيموكو توري، وزير الثروة السمكية والاقتصاد الأزرق بالصومال أحمد حسن آدم، إضافة إلى وزيرة الصيد البحري والبحر بالغابون سيرييل زورا قاسا.
في سياق متصل، سُلطت أضواء اللقاءات والمباحثات على “أهمية التعاون جنوب-جنوب لمواجهة التحديات المشتركة، لاسيما في مجالات التدبير المستدام للموارد البحرية، وتأثير التغيرات المناخية على حركة وتوافر المخزون السمكي، ومكافحة الصيد غير القانوني وغير المصرح به وغير المنظم (INN)، مع استحضار “تثمين المنتجات البحرية”.
وأفادت كتابة الدولة الوصية على القطاع بـ”اندراج اللقاءات ضمن الرؤية الاستراتيجية للمملكة الرامية إلى تعزيز موقعها كقائد إقليمي في قطاع الصيد البحري، وتعزيز التعاون المثمر مع الدول الإفريقية، تماشيا مع الرؤية والتوجيهات الملكية التي تجعل من الفضاء الأطلسي المندمج ركيزة أساسية لتعزيز التعاون في قطاع الصيد البحري والتنمية الاجتماعية والاقتصادية”، مسجلة التمكن من “التوافق حول مجموعة من المبادرات والإجراءات المستقبلية الهادفة إلى الدفع بالأمام لهذا القطاع الحيوي، والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للقارة الإفريقية”.
“تحسين حصص الصيد” مع روسيا
في اليوم نفسه جمعت سلسلة لقاءات المسؤولين المغاربة بكتابة الصيد البحري مع رئيس الوكالة الفيدرالية الروسية للصيد البحري، فضلا عن استقبالها المدير العام لإدارة الشؤون البحرية ومصايد الأسماك في المفوضية الأوروبية، فرناندو أندريسن غيماريش.
وخلال لقاء ثنائي مع إيليا شيستاكوف، رئيس الوكالة الفيدرالية الروسية للصيد البحري، أشاد الجانبان بمتانة العلاقات بين المملكة المغربية وروسيا في مجال الصيد البحري، منذ ستينيات القرن الماضي. كما أكّدا أهمية الاتفاقيات المتعاقبة الموقعة منذ عام 1992، والتي “ساهمت في ترسيخ تعاون مثمر ومفيد للطرفين”.
وشكّل هذا اللقاء، وفق معطيات توفرت لهسبريس، “فرصة لإجراء مناقشات حول الاتفاق الجديد للصيد البحري بين المملكة المغربية وروسيا، الهادف إلى تحقيق التوازن بين مصالح الطرفين مع إدماج التدابير اللازمة للحفاظ على الموارد البحرية واستدامتها”.
وحسب المعلن، تركزت المباحثات المغربية الروسية، على هامش “أليوتيس 2025″، على تعزيز محاور التعاون ذات الاهتمام المشترك، لا سيما “التعاون العلمي والتقني وتكوين وتشغيل البحّارة المغاربة ثم تحسين حصص الصيد”، إضافة إلى “الجوانب المالية المرتبطة بالاتفاق”.
توقعات بأكثر 50 ألف زائر
يشار إلى أن الأربعاء شهِدَ الإطلاق الرسمي لفعاليات “أليوتيس 2025” تحت شعار “البحث والابتكار من أجل صيد بحري مستدام”، مع التزام المنظمين بـ”جعل البحث العلمي رافعة استراتيجية تضمن استدامة الموارد البحرية، وتعزز تنافسية الصناعات المغربية في مجالي الصيد البحري وتربية الأحياء المائية”.
ولمّ الحدث الفاعلين الرئيسيين في مجالات الصيد البحري، وتحويل المنتجات البحرية، وتربية الأحياء المائية، والبحث في مجال الصيد البحري؛ مما يعزز إشعاع هذا الموعد الرائد في مجال الصيد البحري على الصعيد الدولي.
الحدث البارز المدرج ضمن قائمة الفعاليات الكبرى يُنظم على مساحة 20 ألف متر مربع بفضاء المعارض في أكادير. ومن المتوقع أن يستقطب أكثر من 50 ألف زائر، بأكثر من 523 عارضا يمثلون أزيد من 54 دولة، بما في ذلك 7 دول جديدة، من بينها 4 دول تشارك لأول مرة؛ وهي كوريا الجنوبية، والمملكة المتحدة، والهند، وسلطنة عمان.
0 تعليق