استخدم دونالد ترامب لغة ناعمة تجاه طهران قبيل استضافته لرئيس الوزراء الإسرائيلي، الثلاثاء 4 فبراير 2025، ما دفع المسؤولين في طهران إلى استقبال تصريحاته بأخرى داعمة للحوار.
وهو ما يشير إلى استعداد الحكومة الإيرانية إلى الدخول في محادثات مع إدارة الرئيس الجمهوري (البيت الأبيض)، ربما بشكل مباشر أو غير مباشر، لكنها لم تخل من مفاوضات مسبقة تمت خلف الكواليس، وهو ما يعزز من نجاح هذا الحوار.
حاجة متبادلة
في إشارة إلى إمكانية نجاح الحوار بين واشنطن وطهران، أشارت صحيفة آرمان ملي، اليوم الخميس 6 فبراير، إلى أن إيران بحاجة إلى هذا الاتفاق من أجل تحسين ظروفها الاقتصادية. وكذلك الولايات المتحدة بحاجة إلى الاتفاق مع إيران من أجل لتحسين الظروف الإقليمية والاطمئنان إلى برنامجها النووي.
وحسب تقرير الصحيفة الإيرانية، فإن ترامب يحتاج إلى إشراك المجتمع الدولي في الضغط على إيران، معتقدًا أن طهران ستنصاع لمطالبه بسهولة. ولذلك ستقبل طهران الحوار بشكل مباشر مع واشنطن ولكن تحت مبدأ “المصلحة أولًا”.
ردود إيرانية
لم ترفض طهران مبدأ الحوار، فقد أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان على سياسة إيران المبدئية في تجنب الحرب والسعي إلى السلام، قائلًا: “إن إيران تريد إرساء السلام ووقف جميع الحروب، ونحن نعتقد أن المشاكل يمكن حلها من خلال التفاوض والحوار وتجنب العنف”.
أيضًا جاءت تصريحات وزير الخارجية، عباس عراقجي، داعمة لمسألة الحوار والتأكيد على سلمية برنامج إيران النووي، فقال: “إيران لن تسعى إلى امتلاك أو إنتاج أو الحصول على أسلحة نووية تحت أي ظرف من الظروف. ليس من الصعب التوصل إلى ضمانات عملية بأن طهران لن تمتلك سلاحًا نوويًا، شريطة تقديم ضمانات ملموسة في مقابل وقف فعال للأعمال العدائية ضد إيران ــ بما في ذلك الضغوط الاقتصادية والعقوبات”.
ما يعني أن الحكومة الإيرانية وضعت شروطها التي تلبي القواعد التي سمح المرشد الأعلى بالعمل في إطارها، وهي أن تشعر إيران بنتائج إيجابية ومباشرة إذا ما توصلت لاتفاق مع واشنطن، وأولها رفع العقوبات الغربية عن كاهل اقتصادها.
اقتناص الفرصة
السياسي الإيراني، علي صالح آبادي، أشار إلى أنه “على الرغم من أن الخلافات بين إيران والولايات المتحدة عميقة وازدادت بمرور الوقت، إلا أن الظروف قد تعقدت أكثر في المنطقة والعالم ضد إيران وتتزايد يوما بعد يوم. ولم يعد هناك من سبيل لتخفيف معاناة الشعب الإيراني إلا من خلال المفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة”.
وفي صحيفة ستاره صبح، اليوم الخميس، نصح صالح آبادي بزشكيان بعدم تكرار أخطاء رؤساء إصلاحيين سابقين بداية من الزعيم محمد خاتمي إلى الرئيس روحاني، وذلك بعدم إضاعة فرصة الحوار مع البيت الأبيض في عهد ترامب وعدم الخشية من المعارضة الداخلية.
وفي صحيفة آرمان امروز، كتب السياسي سيد محمود صدري، أن ترامب حتى بعد فوزه، تبنى نهجا إيجابيا بشكل عام، باستثناء تصريح أو اثنين سلبيين، مما يشير إلى رغبته في التوصل إلى تفاهم مع المسؤولين الإيرانيين. وأن التفاوض أمر طبيعي طالما سيؤدي إلى المصلحة الوطنية مثل تحسين الوضع الاقتصادي إذا ما تم رفع العقوبات الغربية عن إيران.
إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق