أيمن الرقب في حوار لـ"بلدنا اليوم": سياسة ترامب بشأن القضية الفلسطينية تتماشى مع رؤية الاحتلال

0 تعليق ارسل طباعة

الجمعة 07 فبراير 2025 | 03:21 مساءً

كتب : حوار: أحمد عطا

مع عودة الرئيس الأمريكي ترامب إلى المشهد السياسي، تبرز تساؤلات جوهرية بشأن سياساته تجاه القضية الفلسطينية، خاصة في ظل دعوات التهجير القسري وتصفية الحقوق الفلسطينية.

وللوقوف على أبعاد هذه السياسات وتأثيراتها المحتملة، أجرينا هذا الحوار مع الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، وعضو المجلس الثوري لحركة فتح، الذي يقدم رؤية تحليلية شاملة حول مواقف ترامب، والتحديات التي تواجه الفلسطينيين، ودور الدول العربية والمجتمع الدولي في مواجهة هذه المخططات، وفيما يلي نص الحوار:

في ضوء التطورات السياسية الأخيرة، كيف تقيم سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه القضية الفلسطينية؟

من الواضح أن إدارة ترامب تتبنى نهجًا يمينيًا متطرفًا يتماهى تمامًا مع الرؤية الإسرائيلية، فمنذ توليه السلطة، شكّل فريقًا يضم شخصيات بارزة ولاءها الكامل لإسرائيل، وأعلن صراحة أن حل الدولتين أمر مستحيل، استند في ذلك إلى تجربة غزة، معتبرًا أن الفلسطينيين حولوا القطاع إلى منصة لمهاجمة الاحتلال، مما يجعله يرفض إقامة دولة فلسطينية مستقلة، هذه الرؤية لم تكن مجرد تصريحات عابرة، بل تعكس استراتيجية أمريكية تسعى لتصفية القضية الفلسطينية عبر فرض وقائع جديدة على الأرض.

هل يمكن اعتبار تصريحات ترامب بشأن القضية الفلسطينية مجرد موقف شخصي، أم أنها تعكس توجّهًا أمريكيًا طويل الأمد؟

ما يقوله ترامب ليس مجرد موقف شخصي، بل هو جزء من سياسة أمريكية ثابتة تدعم الاحتلال الإسرائيلي، فعلى سبيل المثال، قرر ترامب إلغاء قرارات الرئيس جو بايدن التي كانت تمنع دخول المستوطنين المتورطين في الاعتداءات على الفلسطينيين إلى الولايات المتحدة، كما أوقف تمويل وكالة “الأونروا”، في خطوة واضحة تهدف إلى إلغاء قضية اللاجئين من المعادلة السياسية، مما يؤكد أن سياساته لم تكن ارتجالية، بل نابعة من رؤية استراتيجية تتماشى مع مصالح دولة الاحتلال الاسرائيلي.

كيف تنظر لمقترحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين إلى دول أخرى؟

مخطط التهجير ليس جديدًا، فقد سبق أن طُرح في الستينيات ضمن مشروع روجرز الذي اقترح توطين الفلسطينيين في سيناء، واليوم، يعيد ترامب ومستشاروه طرح نفس الفكرة بصيغ مختلفة، مثل اقتراح تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، غير أن الموقف العربي والإسلامي كان واضحًا برفض هذه الطروحات، كما ظهر جليًا في قمة الرياض 2024، حيث أكدت الدول المشاركة على رفض التهجير القسري، والتأكيد على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

كيف ترى موقف مصر والأردن من هذه الطروحات؟

مصر والأردن كانتا أول من رفض هذه المخططات بشكل حاسم، القيادة المصرية، وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعلنت منذ بداية الحرب أن التهجير القسري أو الطوعي للفلسطينيين خط أحمر، وشددت على أن الحل يكمن في بقاء الفلسطينيين على أرضهم، لأن تهجيرهم يعني تصفية القضية الفلسطينية، وحتى عندما طُرحت فكرة نقل الفلسطينيين إلى مناطق أخرى داخل فلسطين، كان الرد المصري والفلسطيني موحدًا: لن نغادر أرضنا.

في ظل هذا الواقع، ما هو المطلوب فلسطينيًا لمواجهة هذه التحديات؟

المطلوب اليوم إعادة ترتيب البيت الفلسطيني وتوحيد الصفوف لمواجهة هذه المخاطر، السلطة الفلسطينية في وضع صعب، واستمرار الاحتلال في توسيع الاستيطان والاعتداءات يضعف موقفها، لذلك لا بد من حوار وطني جاد بين جميع الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك حماس والجهاد الإسلامي، لتشكيل إطار مشترك لمنظمة التحرير الفلسطينية، ووضع استراتيجية فلسطينية موحدة لمواجهة الاحتلال سياسيًا ودبلوماسيًا، بالإضافة إلى تشكيل لجنة وطنية لإدارة قطاع غزة، وهو مقترح تدعمه مصر كحل مرحلي لتعزيز الوحدة الفلسطينية.

بدون هذه الخطوات، سنبقى في حالة ضعف، ولن نتمكن من مواجهة مخططات تصفية القضية الفلسطينية.

كيف تقيّم صمود الفلسطينيين في مواجهة الضغوط الأمريكية والإسرائيلية؟

رغم كل التحديات، أثبت الفلسطينيون أنهم لن يرحلوا عن أرضهم، رأينا ذلك عندما عاد أكثر من 300 ألف فلسطيني من جنوب غزة إلى شمالها، رغم الدمار، ليؤكدوا للعالم أنهم متمسكون بحقهم في وطنهم، هذا الصمود هو الذي أسقط “صفقة القرن” في 2018، وهو الذي سيفشل مخطط التهجير الحالي، القضية الفلسطينية ليست مجرد أزمة سياسية، بل قضية وجود، ولن تُحسم إلا بإرادة الفلسطينيين ودعم العرب والمجتمع الدولي.

كيف ترى مستقبل القضية الفلسطينية في ظل التطورات الحالية؟

هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة

1-استمرار الوضع الراهن مع تصعيد الاحتلال لسياسات التهجير والاستيطان، مما يزيد من حدة المواجهات.

2-تحقيق اختراق دبلوماسي عبر تحركات عربية ودولية، مثل المؤتمر الدولي للسلام الذي تخطط له السعودية في يونيو المقبل، بمشاركة دول أوروبية وعربية، مما قد يعيد إحياء حل الدولتين.

3-تصعيد فلسطيني داخلي يؤدي إلى مواجهة مفتوحة مع الاحتلال، وهو خيار سيكون مكلفًا للجميع.

والحل الأمثل هو الرهان على الحراك العربي والدولي، خصوصًا مع توجه إسبانيا والنرويج وإيرلندا للاعتراف بدولة فلسطين، بالإضافة إلى التحركات السعودية والمصرية لإيجاد حل سياسي عادل، الفلسطينيون قبلوا بحل الدولتين وفقًا لحدود 1967، لكن الاحتلال يرفض أي تسوية عادلة، مما يستوجب ضغوطًا عربية ودولية لإجباره على القبول بحل سياسي حقيقي.

ما أبرز العوامل التي تضمن فشل المخططات الأمريكية والإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين؟

الفلسطينيون لن يغادروا وطنهم مهما كانت الضغوط، والموقف العربي الرافض للتهجير، هو الضمانة الأساسية لإفشال المخططات الإسرائيلية الأمريكية، والدعم العربي مهم جداً لرفض أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق