هل تمر خطط تهجير أهل غزة مقابل الاعتراف؟ خبير يوضح لـ«رؤية»

0 تعليق ارسل طباعة
2

وسط رياح السياسة العاتية، تعود فكرة التهجير لتلقي بظلالها على سكان غزة، وكأن التاريخ يعيد نفسه بسيناريوهات جديدة تحمل وجوهًا مختلفة.

في دهاليز الدبلوماسية، تُطرح خيارات تُلبس ثوب الحلول بينما تحمل في طياتها أجندات خفية، بونتلاند، صوماليلاند، والمغرب، أسماء تتردد في أروقة السياسة كوجهات محتملة، لكنها تثير تساؤلات عن الأثمان والمقايضات.

وبينما تسعى الإدارة الأمريكية لفرض رؤيتها، يظل الفلسطينيون متشبثين بأرضهم، مدركين أن الوطن ليس مجرد جغرافيا بل هوية وذاكرة لا تُمحى، فهل تمر هذه المخططات، أم أن إرادة الشعوب أقوى من حسابات السياسة؟

خيارات إعادة التوطين

أفاد تقرير قناة N12 الإسرائيلية الأربعاء 5 فبراير 2025، بأن الإدارة الأمريكية تدرس 3 خيارات لتهجير سكان غزة، وإعادة توطينهم في مناطق أخرى، إذ تُعد المغرب، وبونتلاند، وصوماليلاند الوجهات المحتملة التي تم بحثها بشكل جدي، ويجمع هذه المناطق عامل مشترك يتمثل في حاجتها الكبيرة إلى الدعم الأمريكي، حيث تسعى بونتلاند وصوماليلاند للاعتراف الدولي بهما، بينما يواجه المغرب نزاعًا طويل الأمد حول الصحراء الغربية.

ويعتبر ترامب الخطوة جزءًا من استراتيجيته الرامية إلى إيجاد حل جذري لقطاع غزة، الذي يراه فشلًا طويل الأمد، في هذه الأثناء، تواصل هذه الدول محاولة بناء علاقات أقوى مع الولايات المتحدة، في ظل تعزيز الدعم الاقتصادي والسياسي لها.

صوماليلاند وبونتلاند

بينما تعتبر صوماليلاند منطقة تتمتع بحكم ذاتي منذ ثلاثين عامًا وتطمح للاعتراف كدولة مستقلة، فإن بونتلاند تعد منطقة انفصالية ضمن الصومال، حيث تتداخل السياسة القبلية مع السعي لتحقيق الاستقلال.

ورغم أن صوماليلاند تسعى للاعتراف الدولي، إلا أن جهودها تواجه تحديات كبيرة من قبل الحكومة الصومالية وخصومها الإقليميين. وفي هذا السياق، تكثف الإدارة الأمريكية تحركاتها في المنطقة. ورغم أن هذه المناطق ليست خالية من التحديات المحلية والإقليمية، إلا أن الربط بين إعادة توطين سكان غزة وتقديم الدعم الأمريكي لتلك المناطق يفتح الباب أمام سيناريوهات سياسية غير تقليدية.

ابتزاز

قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، في تصريحات لشبكة “رؤية” الإخبارية، إنها محاولة أخرى من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعدما وجد صدى عربي من مصر والأردن وفلسطين بشكل عام، بدأ يطرح أفكارًا جديدة تتعلق بتهجير سكان قطاع غزة لأماكن أخرى.

وأوضح أن الهدف الرئيس لهذه الفكرة هو إزاحة سكان غزة من منطقتهم الأصلية، الفكرة، رغم ترويجها، لم تلقَ قبولًا كبيرًا، حيث تم طرح إمكانية نقل الفلسطينيين إلى منطقتين في الصومال، وهما دولتان غير معترف بهما، بالإضافة إلى مقترح ضم المغرب إلى الخطة، هذا الطرح يُعتبر ابتزازًا من أجل الحصول على اعتراف دولي بهذه المناطق مقابل قبولها استضافة الفلسطينيين.

نتنياهو وترامب

موقف فلسطيني وعربي ثابت

يرى الرقب أن الموقف الفلسطيني والعربي من هذا الطرح كان واضحًا وقويًا في رفض هذه الفكرة. الفلسطينيون والعرب بشكل عام لا يقبلون بإجبارهم على مغادرة أراضيهم. يُعتبر هذا الحل محاولة لتهجير الفلسطينيين من وطنهم الأصلي، وهو أمر مرفوض تماما.

لذلك، يدعو البعض إلى العودة إلى حلول عادلة، مثل إيجاد حلول للمستوطنين الذين وصلوا إلى فلسطين بعد الانتداب البريطاني عام 1922، حيث يمكن نقلهم إلى أماكن أخرى، أو إعادتهم إلى بلادهم الأصلية. التهجير الجماعي لسكان غزة لن يمر، والتمسك بالأرض الفلسطينية هو الخيار الأكثر دعمًا.

محاولات سابقة لم تحقق أهدافها

يري الرقب أن الحديث عن اقتراح ترامب يعيد إلى الأذهان محاولات سابقة، مثل “صفقة القرن” في 2018، والتي لم تحقق النجاح المرجو. الآن، يعود ترامب بهذا المقترح الجديد، مُدعيًا أنه يهدف إلى تقديم المساعدة للشعب الفلسطيني، رغم أنه في الحقيقة يطمح إلى السيطرة على غزة وإعادة إعمارها وفق شروطه.

ولفت إلى أن المبعوث الأمريكي ستيف ووتكوف ذكر أن إعادة إعمار غزة قد تستغرق خمس سنوات، لكن الفلسطينيين يؤكدون أن ذلك لن يتطلب أكثر من ثلاث سنوات إذا تم إيقاف التدخلات الخارجية.

رفض دولي للمقترحات الأمريكية

أشار الرقب إلى أن محاولات إزاحة الفلسطينيين من غزة تواجه مقاومة شديدة على المستوى الدولي.

كما أن العديد من الدول، بما في ذلك حلفاء الولايات المتحدة مثل ألمانيا وبريطانيا، يرفضون هذا الطرح ويعتبرونه جريمة. الدول العربية والفلسطينيون لديهم موقف ثابت ومتماسك ضد هذه الأفكار، مؤكدين أن حقوق الفلسطينيين لن تكون قابلة للمساومة.

التوحد الفلسطيني لمواجهة التحديات

على الصعيد الفلسطيني، حسب الرقب، يجب أن يتم ترتيب البيت الفلسطيني من أجل مواجهة هذه التحديات الكبرى. فمن المعيب أن يستمر الانقسام الداخلي الفلسطيني في وقت يتعرض فيه الشعب الفلسطيني لمثل هذه الهجمات.

تتحمل القيادة الفلسطينية مسؤولية اتخاذ القرار وتوحيد الصفوف من أجل التصدي لهذه المخططات. القيادة الفلسطينية، بقيادة الرئيس محمود عباس، مدعوة اليوم لتحقيق وحدة وطنية ودعم الحقوق الفلسطينية في مواجهة محاولات إزاحة الفلسطينيين.

اقرأ أيضًا

إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق