أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلًا واسعًا بعد طرحه خطة غير متوقعة بشأن قطاع غزة، تتضمن سيطرة الولايات المتحدة على القطاع وإعادة توطين سكانه في دول أخرى بالمنطقة.
ورغم أن الاقتراح بدا مستحيل التنفيذ، فإنه يعكس واقعًا سياسيًا متغيرًا في المنطقة، ويضع واشنطن في موقف متماهي مع أكثر التيارات تطرفًا في السياسة الإسرائيلية، بحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية الخميس 6 فبراير 2025.
تفاصيل الخطة المثيرة للجدل
في تصريح مفاجئ، أعلن ترامب أن الولايات المتحدة يمكنها “تولي مسؤولية غزة”، وإزالة “عشرات الملايين من الأطنان من الحطام”، وتحويلها إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن “الولايات المتحدة ملتزمة بإعادة الإعمار لضمان الاستقرار في المنطقة، لكن ذلك لا يعني إرسال قوات أمريكية إلى غزة أو تحميل دافعي الضرائب الأمريكيين تكلفة إعادة الإعمار”.
مصير سكان غزة
رغم محاولات التهدئة، عاد ترامب ليؤكد موقفه في منشور على منصته “تروث سوشال”، حيث قال إن “قطاع غزة سيتم تسليمه للولايات المتحدة بعد انتهاء القتال”.
وأضاف أن واشنطن ستعمل مع “أفضل فرق التطوير في العالم” لإنشاء “أحد أعظم المشاريع التنموية في التاريخ”، مؤكدًا أن “القوات الأمريكية لن تكون ضرورية” وأن الاستقرار في المنطقة “سيعم بفضل هذا المشروع”.
ترحيب إسرائيلي واستنكار دولي
لقيت تصريحات ترامب دعمًا من الحكومة الإسرائيلية، حيث طلب وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، من الجيش الاستعداد لـ”مغادرة طوعية” لسكان غزة، بينما اعتبر سياسيون من اليمين المتطرف الإسرائيلي أن الخطة خطوة نحو القضاء على أي أمل في إقامة دولة فلسطينية.
لكن على الصعيد الدولي، قوبل الاقتراح بإدانات واسعة، وقال أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إن أي شكل من أشكال “التطهير العرقي” غير مقبول، وأصدرت الحكومات العربية، بيانات تحذر من أي تحركات قد تهدد حل الدولتين أو تشجع على التوسع الاستيطاني الإسرائيلي.
وأكدت الخارجية الفرنسية في بيان لها أن “مستقبل غزة يجب أن يكون في إطار دولة فلسطينية مستقبلية، وليس تحت سيطرة دولة ثالثة”، ومن جانبه، حذر وزير الخارجية الألماني، أنالينا بيربوك، من أن “طرد السكان المدنيين الفلسطينيين من غزة ليس فقط أمرًا غير مقبول ويتعارض مع القانون الدولي، ولكنه سيؤدي إلى مزيد من المعاناة والكراهية”.
رؤية استثمارية بدلًا من حل سياسي
يُعتقد أن فكرة السيطرة على غزة جاءت من مستشار ترامب وصهره، جاريد كوشنر، الذي سبق أن اقترح تحويل القطاع إلى مشروع فاخر وإعادة توطين سكانه في مناطق أخرى.
وفي تصريحات له خلال ندوة بجامعة هارفارد العام الماضي، قال كوشنر: “أعلم أن هذا لن يكون مقبولًا، لكنه الخيار الأفضل لإنهاء الأزمة”، لكن الاقتراح، كما كان متوقعًا، قوبل برفض قاطع من الفلسطينيين، الذين اعتبروه مقدمة لتهجيرهم القسري.
ولم يُعرف بعد ما إذا كانت خطة ترامب مجرد مناورة سياسية أم أنها تعكس توجهًا فعليًا قد تسعى واشنطن لفرضه في المستقبل، لكن الواضح أن طرح مثل هذه الأفكار يزيد من تعقيد الأزمة، بدلًا من تقديم حلول قابلة للتنفيذ.
إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق