استراتيجية ترامب نحو آسيا.. تقارب بين الهند وأفغانستان

0 تعليق ارسل طباعة
3

بعد سنوات من التوتر، تشهد العلاقات بين الهند وأفغانستان حالة تقارب في ظل عودة حركة طالبان لحكم كابول، وتوتر العلاقات بين الحركة وباكستان.

ويبدو أن عودة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض تعد فرصة مواتية لنيودلهي لإحياء “استراتيجية جنوب آسيا” في السياسة الخارجية الأمريكية، ويمثل التقارب مع أفغانستان خطوة على طريق هذه الاستراتيجية التي تعزز من ثقل الهند كشريك إقليمي للولايات المتحدة.

الهند والطالبان

تقارب بين الهند وطالبان

استراتيجية جنوب آسيا

حسب تقرير “لمركز شرق للدراسات الاستراتيجية”، مؤخرا، فإن ترامب عندما كان رئيسًا للولايات المتحدة عام 2016، وعد بإنهاء الحرب الأمريكية بأفغانستان، كما كان قدم استراتيجيته بشأن تلك الدولة الآسيوية، والتي حملت عنوان “استراتيجية جنوب آسيا”، عام 2017.

وفي تلك الاستراتيجية، تم تقديم الهند كشريك وحليف للولايات المتحدة في أفغانستان، وجوهر تلك الاستراتيجية هو أن تحقق الولايات المتحدة أهدافها المرجوة في أفغانستان من خلال اختيار الهند كشريك إقليمي أساسي لها، بدلاً من باكستان، التي اتُهمت بلعب لعبة مزدوجة.

قندهار

قندهار معقل طالبان

تعويض خسارة

رغم أن استراتيجية ترامب استمرت بضعة أيام، إلا أنه سرعان ما انحرف عنها واختار طريق التسوية مع طالبان. ولتحقيق هذه الغاية، تم اختيار زلماي خليل زاد، وهو سياسي محنك من أصل أفغاني. قبل أن تنتهي مفاوضات خليل زاد، أصبح جو بايدن رئيسًا للولايات المتحدة. لقد سار بايدن بشكل مفاجئ على خطى ترامب وأنهى الحرب الأمريكية في أفغانستان، ولكن ليس بالطريقة التي توقعها ترامب.

لقد أدى الإجراء إلى جعل الهند الخاسر الرئيسي في اللعبة على الأراضي الأفغانية، وأصبحت المليارات من الدولارات التي أنفقتها على أفغانستان، مثل النفقات التي تكبدتها الولايات المتحدة، بلا جدوى. والآن، بعد أن عاد ترامب إلى البيت الأبيض، أصبحت الهند تتمتع بالمساحة اللازمة لكي تصبح مرة أخرى لاعباً رئيسياً في أفغانستان.

لقد نظرت نيودلهي إلى عودة ترامب باعتبارها فرصة جيدة للبلدين لتوحيد قواهما في كل أنحاء آسيا، بما في ذلك أفغانستان، وأعدت نفسها لهذا الوضع. وارتفعت هذه الجاهزية، خاصة في ظل سياسات ترامب المناهضة للصين والصراع الاقتصادي المحتمل بين البلدين.

ترامب والصين

مناهضة الصين في أفغانستان

الصين في نظر ترامب هي الدولة الوحيدة التي تهدد مكانة الولايات المتحدة على الساحة العالمية، وأن قوتها المتنامية كانت نتيجة لإهمال الولايات المتحدة. وهذا صحيح بشكل خاص في أفغانستان. فمن وجهة نظر ترامب، ونتيجة لإهمال إدارة بايدن، تمكنت الصين من الاستيلاء بسهولة على أفغانستان والسيطرة اقتصاديًا على مكان ضحت فيه الولايات المتحدة بعدة آلاف من الأرواح وأنفقت مليارات الدولارات.

ومن هذا المنظور، من المتوقع أن يتبنى ترامب نهجًا محددًا فيما يتصل بأفغانستان بهدف تهميش الصين، وقد يكون أحد الخيارات الممكنة هو تعزيز الاستراتيجية المتبعة في جنوب آسيا. وهناك عامل آخر يحرك نهج ترامب في جنوب آسيا وهو نظرته السلبية إلى باكستان. وفي هذا الصدد، فإن الاستفادة من الهند كمنافس محتمل للصين وعدو قديم لباكستان قد يكون بمثابة سيف ذو حدين بالنسبة لترامب.

باكستان

باكستان

نظرة غير إيجابية تجاه باكستان

في نظر ترامب، باكستان دولة غير موثوقة تلعب لعبة مزدوجة، فمن ناحية، تلقت أموالاً من الولايات المتحدة بحجة مكافحة الإرهاب، ومن ناحية أخرى، دعمت جماعات معارضة للولايات المتحدة. وبطبيعة الحال، المعادلة لم تعد كما كانت في السابق، وتحكم حركة طالبان أفغانستان حاليًا، والعلاقات بين إسلام آباد وكابول متوترة. وهذا الوضع ملائم لأمريكا والهند.

وبشكل عام، في حين أن طالبان ترسل باستمرار رسالة إلى واشنطن مفادها أنها تريد محاربة العناصر الإرهابية المناهضة لأمريكا، وهو ما يعني استعدادها للعب الدور الذي لعبته باكستان كشريك في مكافحة الإرهاب، فقد أعطت أيضاً إشارة إيجابية إلى الهند لإقامة علاقات رفيعة المستوى.

والقاسم المشترك بين هذه الخطوات، من الناحية النظرية، هو عزلة باكستان، أو بمعنى آخر، إنها فرصة مواتية للجهود المشتركة للثلاثي (أمريكا – الهند – طالبان) التي يمكن تنفيذها في إطار الاستراتيجية الجنوبية.

اقرأ أيضًا

إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق