بحضور عدد من خبراء الطاقة.. انطلاق فعاليات المؤتمر العربي الثاني للطاقات المتجددة والمستدامة

0 تعليق ارسل طباعة

محمد فتحي
نشر في: السبت 18 يناير 2025 - 5:11 م | آخر تحديث: السبت 18 يناير 2025 - 5:11 م

نقيب المهندسين: نحن للعمل على بناء مستقبل أخضر ومستدام للأجيال القادمة

 

انطلقت فعاليات المؤتمر العربي الثاني للطاقات المتجددة والمستدامة، الذي تنظمه نقابة المهندسين المصرية بالتعاون مع اتحاد المهندسين العرب، بحضور المهندس طارق النبراوي - نقيب مهندسي مصر ونائب رئيس اتحاد المهندسين العرب، والمهندس محمود حامد عرفات - أمين عام نقابة المهندسين المصرية ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، والدكتور المهندس عادل الحديثي - أمين عام اتحاد المهندسين العرب، والدكتور المهندس ناجي حسين المغربي - رئيس لجنة الطاقة بالاتحاد.

وفي مستهل كلمته بالمؤتمر، قدم المهندس طارق النبراوي التحية لشعب غزة على صموده لمدة 15 شهرًا أمام حملة الإبادة الصهيونية، التي لم يشهد التاريخ حملة إبادة مثلها إلا في حادثتي هيروشيما اليابانية والنازية في الحرب العالمية الثانية.
وقال إن المؤتمر يجمع نخبة من العقول والخبرات العربية والدولية لمناقشة واحدة من أهم قضايا العصر: الطاقة المتجددة والمستدامة ومستقبلها.
وأشار إلى أن العالم اليوم يشهد تحولًا جوهريًا نحو استخدام مصادر الطاقة المتجددة، وهو تحول فرضته تحديات عديدة، قائلًا: "الوقود الأحفوري، الذي اعتمدنا عليه لعقود طويلة، يقترب من النضوب، وتتزايد أسعاره بشكل متسارع، إلى جانب الآثار البيئية السلبية التي يسببها، مما يجعل الحاجة إلى التحول للطاقة النظيفة ضرورة حتمية لضمان مستقبل آمن ومستدام للأجيال القادمة".

وأوضح النبراوي أن مصر قد أولت اهتمامًا كبيرًا بهذا الملف الحيوي، حيث تعمل على تسخير إمكاناتها الطبيعية لتطوير منظومة الطاقة المتجددة. فمنذ عقود، كان السد العالي علامة بارزة في استخدام الطاقة النظيفة، حيث يُعد واحدًا من أكبر مولدات الطاقة المتجددة في العالم، إلى جانب مشروعات أخرى كخزان أسوان 1 و2.
وأضاف: "وخلال السنوات الأخيرة، حققت مصر قفزات كبيرة في هذا المجال. من أبرز المشروعات الواعدة محطة بنبان للطاقة الشمسية، التي تُعد من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم، ومشروع محطة أبيدوس للطاقة الشمسية الذي يضيف لبنة أخرى إلى جهودنا في توليد الطاقة النظيفة وغيرها"، مؤكدًا أن هذه المشروعات ليست فقط مصدرًا للطاقة، ولكنها أيضًا شهادة على التزامنا بحماية البيئة ودفع عجلة التنمية المستدامة.

وأشار نقيب المهندسين إلى أن مصر تعمل أيضًا على تعزيز استخدام طاقة الرياح، ولديها مشروعات طموحة على طول ساحل البحر الأحمر، حيث يُعد هذا الموقع من بين أفضل المواقع عالميًا لتوليد الطاقة من الرياح، مؤكدًا أن استثمارات مصر في الطاقة المتجددة لا تتوقف فقط عند تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة، بل تشمل أيضًا تعزيز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة قادر على تصدير الطاقة النظيفة لجيرانه وشركائه.
وتابع: "نحن هنا اليوم من أجل العمل على بناء مستقبل أخضر ومستدام للأجيال القادمة".

بدوره، أكد المهندس محمود عرفات أن الاعتماد على الطاقة المتجددة ليس ترفًا، بل ضرورة حتمية تفرضها التغيرات البيئية والاقتصادية. فالعالم يواجه تحديات ضخمة فيما يخص التغير المناخي ونضوب الموارد الطبيعية، لكن وسط هذه التحديات، تبرز أمامنا فرصة عظيمة وحل مستدام: الطاقة المتجددة.
وكان أمين عام نقابة المهندسين قد افتتح كلمته بالترحيب بالحضور في المؤتمر المميز الذي يجمع نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجال الطاقة المتجددة والمستدامة.

وأضاف عرفات أن: "الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، وغيرها تمثل جميعها مصادر وفيرة ونظيفة ومستدامة يمكننا الاعتماد عليها. وما يميز هذه المصادر ليس فقط كونها صديقة للبيئة، بل أيضًا قدرتها على تحقيق استقلال الطاقة وتحقيق الاكتفاء الذاتي في الدول العربية وتقليل التكاليف على المدى البعيد".
وتابع: "نحن بحاجة إلى الاستثمار في البحث العلمي، وتطوير التكنولوجيا، وتعزيز التعاون العربي المشترك على مستوى الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، فضلًا عن أن بناء وعي مجتمعي بأهمية الطاقة المتجددة هو خطوة أساسية لتحقيق التحول المطلوب".
واستطرد: "إن الطاقة المتجددة تعني الاستقلال؛ استقلالًا عن الوقود الأحفوري الذي يرهق مواردنا ويعصف بكوكبنا".

وأكد عرفات أننا أمام فرصة مهمة لصياغة مستقبل واعد للأجيال القادمة، مستقبل يكون فيه الاعتماد على الطاقة المتجددة جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، قائلًا: "دعونا نعمل معًا على وضع السياسات، وتبني الابتكارات، وتعزيز الشراكات لتحقيق أهداف هذا المؤتمر".
وفي ختام كلمته، وجه المهندس محمود عرفات الشكر للمشاركين بالمؤتمر، معربًا عن تطلعه إلى مناقشات مثمرة وأفكار ملهمة ورؤى بناءة تساهم في تحقيق رؤية مشتركة.

فيما أكد الدكتور المهندس ناجي حسين المغربي أن عقد هذا المؤتمر، الذي تنظمه نقابة المهندسين المصرية بالتعاون مع اتحاد المهندسين العرب، يعكس الالتزام المشترك لتعزيز التعاون في مجال الطاقة الجديدة والمستدامة للوصول لمستقبل أكثر إشراقًا، قائلًا: "دورنا لا يقتصر على مناقشة الحلول، بل يشمل تعزيز رأي المتخصصين وخلق استراتيجية عربية مشتركة".

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق